23 ديسمبر، 2024 12:44 ص

تساؤلات نيابية كارثية  : ما أدري شنو اللذة من الحج في آب اللهاب ؟!!

تساؤلات نيابية كارثية  : ما أدري شنو اللذة من الحج في آب اللهاب ؟!!

أن تسخر من صنيع رفاقك ممن يتظاهرون بالتقى والورع والزهد والإيمان ، تاركين وراءهم الآف الملفات والقوانين ومصالح الناس المعلقة إضافة الى التهرب من المساءلة  والملاحقة والنزاهة وبالأخص مع قدوم لجنة التحقيق الدولية المكلفة بالنظر في ملفات الفساد التي تورط بها وزراء ونواب وسياسيين سابقين وحاليين  بمليء فيك شيء وان تعمم السخرية لتتطاول على فرائض الله تعالى ومناسكه شيء آخر تماما لن يمر من دون انتقاد صريح وواضح ومن دون لف ولا دوران لأنك انما تسخر وبوضوح من مناسك الحج في حقيقة الأمر وليس من حج زملائك النواب وإلا لكنت منعتهم عبر لائحة تتضمن  تواقيع مشفوعة بمقترح للتصويت عليه تحت قبة البرلمان بالأغلبية ، مقدم من قبلك لهذا الغرض كما يحدث عند إقالة فلان وعلان ، او تعطيل  القانون العلاني او الفستكاني،  او استجواب زيد وعبيد !.
شاهدنا في ذلك ما قاله النائب عن التحالف المدني الديمقراطي ، فائق الشيخ علي، في لقاء متلفز وبطريقته التهكمية المعهودة وبصوت – ناعس ، خجول ، متواضع ، متكسر ، متهدج ، رومانسي ، انفعالي ، أقرب الى التمثيل الدرامي المتكلف  غير الماتع منه الى الحقيقة الدامغة ، ولا أعلم لماذا يطرح “علي” تساؤلاته تلك في وسائل الإعلام كما في كل مرة ولا يطرحها بنفس التهكم – والشفافية – علنا داخل قبة البرلمان وبالمباشر أمام زملائه النواب ومن مختلف الكتل ، قال الشيخ علي في تصريحه الجديد : ” ما أدري شنو اللذة من الحج في شهر آب ؟!!” على حد وصفه ، مضيفا ” اني ما رايح للحج  … هسه انته بعدك في البداية خلي تنتهي المدة النيابية مالتك حتى تغفر ذنوبك بالحج في نهايتها !!” على حد قوله .كلام الشيخ علي كان موجها الى النواب ممن يحجون في كل عام ، يصدق فيهم قول البغادة في أمثالهم الشعبية : ” حج الجمل والبردعة وما حجت الحجية ” و ” حج الجمل والبردعة .. راح بذنب جا – أي رجع – بأربعة ” وعلى قول المصريين في أمثالهم الشعبية وما أجملها ” أبوك البصل وأمك التوم، منين لك الريحة الحلوة يا مشئوم.؟!” وقولهم ” ما كل من لبس العمامة يزينها، ولا كل من لبس الحصان خيَّال” وقول الشوام : ” راح عالجامع ليصّلي لقى بابو مسكَّر ، قال منيح إجت منكن مو مني!!” ويضرب للشخص الذي يأتي الفريضة متثاقلا يريد ان ينافق بها الناس ويضحك على ذقونهم ليس إلا !!.
وتابع علي ” حجوا الى مخيمات النازحين ، الى المحتاجين ، الى قضاء حاجات الناس …الخ ” ولاشك ان كلامه في العموم صحيح 500% الا ان ما يقلل من شأنه  هو ذهابه الى تسفيه الحج ضمنا بقوله ” “ما أدري شنو اللذة من الحج في شهر آب ؟!!” و “اني ما حاج وما رايح غير بس للعمرة ” .
وأسأل الشيخ علي سؤالين لا ثالث لهما ” لماذا لا تطرح تساؤلاتك – المعلقة البكائية – المعتادة في جلسة البرلمان ، جهارا نهارا ، عيانا بيانا ، قبيل سفر النواب ، لنسمع بآذاننا إجابة  العازمين منهم على الحج للمرة العاشرة او اكثر ومن خزينة الدولة – يعني ببلاش – عليها ، ولنرى بأم أعيننا ردة فعلهم على سؤالك صورة وصوت ، أما أن تطرح السؤال علينا ونحن لاحول ولاقوة فهذا هواء في شبك ، زوبعة في فنجان ، جعجعة من غير طحين ، أضف الى ذلك كان بإمكانك ان تطالب النواب ورئاسة المجلس  وتجمع التواقيع لوقف ذهاب النواب المتكرر الى الحج في كل عام ، كونها تعطل مصالح الناس ، ولأنها مجانية وتكلف الميزانية مبالغ باهظة ، فضلا عن كونها تستولي على حصص كثيرة من إجمالي الحصص المخصصة للعراق والبالغة  25 الف مقعد ، حصص أناس لم يحجوا سابقا وجل امنياتهم وغاية احلامهم الوقوف بعرفة والسعي بين الصفا والمروة والتضلع بماء زمزم والصلاة في المسجد النبوي التي تعدل 1000 صلاة فيما سواها والصلاة في المسجد الحرام وتعدل 100الف صلاة ، والصلاة في مسجد قباء وذي القبلتين ورمي الجمرات والطواف بالبيت العتيق وتقبيل الحجر الأسعد والمبيت في منى ومزدلفة ونحر الأضاحي وطواف الوداع والوقوف على جبل احد وجبل النور وزيارة البقيع وغيرها ، الأمر الثاني ” هل هذا السؤال – الناعس – يشمل مراسم الزيارات  والمناسبات الوطنية والعطل الرسمية المتكررة داخليا ايضا وعلى مدار العام والتي يشارك بها ذات النواب الذاهبين الى الحج ويعطلون مصالح الناس والعباد والبلاد ويقطعون الشوارع ولمدد تتراوح بين 7 – 12 يوما لكل منها بواقع – 17 شعيرة  سنويا على الأقل بخلاف الوطنية ، أم انه حصري بفريضة الحج – المجاني – ولمرة واحدة في العام تحديدا ؟ّ! 
قطعا لسنا مع ذهاب النواب المتكرر الى الحج من الموازنة العامة  ، قطعا لسنا مع ذهاب النواب الى الحج على حساب الحصص المخصصة  لمن لم  يذهبوا سابقا من المواطنين الى الديار المقدسة ، قطعا لسنا مع تعطيل مصالح الناس وتعطيل تشريع القوانين أو التهرب من الملاحقة القضائية والقانونية ان وجدت بذريعة الحج المتكرر او العلاج الوهمي المستمر او السفر الى – أوربا وأمريكا وأيران رايح جاي –   وبالأخص إذا كان  السفر مدفوع الثمن ، قطعا إن قضاء حاجات الناس  ومتابعة أحوالهم البائسة أفضل في حال تكرارالحج  بلا مبرر وليست  الحجة الأولى للنائب  وعلى حسابه الخاص   ، قطعا  لسنا مع استغلال الحج في الدعايات الانتخابية  التي تشبه غرة الصلاة – الثومية – المصطنعة في جباه بعضهم للتمويه ولتعمية الأنظار عن حقيقة أفعالهم  النكراء التي تخالف اقوالهم ووعودهم الملساء ، لكننا وفي ذات الوقت لسنا مع التجاوز على مناسك الحج والعمرة وبقية الفرائض إطلاقا يا خلق الله ” تره مو هلثخن ” . اودعناكم اغاتي