خرج الحسين بركب كواكب الفداء وطلائع الجهاد من المدينة إلى كربلاء، يشق الصحراء تحت حرارة الشمس اللاهبة، ليعلن ثورته من اجل الإصلاح ورفض الظلم والفساد، انه الهدف الذي كشف عنه الحسين من الوهلة الأولى لعروجه نحو الخلود،وكان يصرح به جهارا وأمام الملأ وأجهزة وأزلام النظام الظالم الفاسد، خلاله مسيرته الشاقة: فتارة يقول: « إنّما خَرَجْتُ لطَلب الإصلاح »، وأخرى:« مثلي لا يبايع مثله »، وثالثة يقول: « هيهات منا الذلة »، وغيرها من المواقف والكلمات التي لازال صداها يملأ الآفاق،تصك أسماع الفساد والظلم ورموزه…
منذ ثلاثة عشرة عاما تخرج الملايين قاصدة كربلاء إحياءً لذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) والتي من المفترض أن تكون هذه الشعيرة تجسيداً حقيقياً للأهداف التي خرج وضحى من اجلها الحسين، ، والسؤال الذي نطرحه هنا هل أن خروج الملايين كان ويكون على نهج الحسين وتأسيا به يوم خرج بركبه السبعين فقط حيث لا ناصر ولا معين ، ولا خدم، ولا مأوى ، ولا استقبال ولا ترحيب ولا حفاوة، ولا أطول مائدة في العالم فيها ما لذ وطاب كالتي تقام في الأربعين وفي العراق ملايين النازحين والجياع والمحرومين…
تساؤلات طرحها المرجع الصرخي في بيانه الموسوم:” ثورة الحسين …من أجل الأرامل واليتامى والفقراء والنازحين والمهجرين …”تحمل بين حروفها قصة اختطاف وطن وسلب خيراته وثرواته وطمس هويته ومحو تأريخه وتراثه، وانتهاك سيادته، وسحق وذبح وقتل وإذلال وتجويع وحرمان وتهجير وتهميش شعبه….، تساؤلات كشفت عن الطريقة المثلى التي ينبغي أن تكون عليها الشعائر الحسينية، ووضع السائرين إلى كربلاء على المحك فأما أن يكونوا مع الحسين وسيرا على نهجه في الإصلاح ورفض ومحاربة الفساد والانتصار للمظلومين وإغاثة النازحين والملهوفين أو مع الفساد والفاسدين والظالمين الذين سلطوهم على رقابهم، حيث خاطبهم المرجع الصرخي متسائلا:
((ـ فيا أيها السائرون والزائرون لكربلاء هل خرجتم وقد عاهدتم الله تعالى على ان يكون خروجكم على نهج الحسين (عليه السلام) في الإصلاح والثورة ضد الفساد والفاسدين مطبّقين لشعار(هيهات منّا الذلة)،
ـ فهل خرجتم من اجل اصلاح حال اخوانكم واهليكم النازحين والمهجّرين وهل خرجتم من اجل اصلاح أحوال اهليكم من الارامل واليتامى الذين فقدوا الآباء والازواج والأبناء على يد الإرهاب التكفيري المليشياوي ،
ـ وهل خرجتم من أجل اخوانكم واهليكم ممن فاضت عليهم المياه وطفحت عليهم مياه النجاسات ، أو من اجل اصلاح حال اخوانكم وعوائلكم الذين جرفت مياه السيول والامطار بيوتهم وأراضيهم وزرعهم وانعامهم ،
ـ وهل خرجتم من اجل انسانيتكم وكرامتكم المسحوقة بتسليطكم الفاسدين والسكوت على فسادهم وتضييعهم وسرقتهم لمئات المليارات من الدولارات واغراقهم للعراق والعراقيين في فتن وويلات وانهار من الدماء ،
ـ وهل خرجتم من اجل المطالبة بأبسط الحقوق الإنسانية التي افقدكم إياها الفاسدون بتدميرهم كل البنى التحتية وتدمير الاقتصاد والزراعة والثروة الحيوانية والموارد المائية والتعليم والسياحة والمؤسسات الطبية والتأمين الصحي فأفقدوكم كل الخدمات مع عدم الأمن والأمان حتى صار العراق متصدّرا لقائمة الدول الأسوأ في العالم في كل المجالات.
ـ وهل خرجتم من اجل القضاء على الفساد بتغيير الفاسدين ، وإيقاف الحروب والصراعات التي افتعلوها ، وكفّ تدخل الدول وصراعاتها وتصفية حساباتها في العراق
ـ فاذا لم تكونوا خرجتم من أجل ذلك فاعلموا اذن انكم تخرجون على نهج يزيد في الفساد والإفساد والخضوع والخنوع والذل والهوان … ))