11 أبريل، 2024 4:51 م
Search
Close this search box.

تساؤلات منطقية في اوقات فوضوية و دعايات انتخابية

Facebook
Twitter
LinkedIn

نستذكر اليوم بألمٍ وحرقة , الذكرى ” 34 ” لجريمة العصر باستشهاد المرجع القائد و المفكر الفيلسوف و العالم الرباني السيد مُحمّد باقر الصدّر و أخته العالمة و المفكرة و الاديبة و ” الناشطة النسوية ” اَمنة الصدّر ” بنت الهدى” ” رضوان الله عليهما ” ..

وحسب متابعتي لهذه الذكرى الاليمة , بما اقتنصتهُ من الوقتِ الضيق المُتيسر لي , فأن هناك من يُحيها بمهرجانات تأبينية و خطابات وقصائد و منهم من يُحيها بمؤتمراتً و قراءات ومنهم من يسلك أساليب و آليات متعددة بإحياء هذا الأمر الجلل ..

و منهم من يُحيها هنا ” العالم الافتراضي – الفيسبوك” برفع صورتيهما ” قدس سرهما ” في صفحاتهم الشخصية و العامة ” جزاهم الله خيرا”..

و أنا هنا كوني من سكنة هذا العالم الإفتراضي , أدّلي بدلوّي , وذلك بعد إطلاعي على ” post” صادر عن أحدى الأخوات ممّن تتبوأ موقعاً تنفيذياً أساسياً في حكومتنا الحالية , تنعى فيه الشهيدة الخالدة بنت الهُدى , وسيرتها و جهادها … (١)

ممّا أثار فيّ قراءة أخرى لإستذكار هذه المصيبة الاليمة و الخسارة الكبيرة , مُستمّدة مِن مصدرين مهمين الثاني فيهما مُفسرا للأول , و هما :

1- ماورد عن الرسول الأعظم مُحمّد ” صلى الله عليه و آله ” :

” من ورّخ مؤمنا , فقد احياه ” ( ٢ )

2- ماطرحه سماحة المرجع الشيخ مُحمّد اليعقوبي ” دام ظله ” , و الذي قلب فيه مراسم الإحياء رأساً على عقب , من إحياء تقليدي عاطفي تأريخي , الى إستحضار حيوي و إستنهاض ميداني لإحياء هذه المناسبات لهؤلاء العظماء .

و ذلكَ بمقولتهِ المتحركة و تساؤله الإستنكاري قبل اكثر من 10 سنوات مضت ، خلال إستحضاره لهذا الأمر بُعيد سقوط الصنم و نهوض العراق من كبوتهِ التي امتدت لعشرات السنين العجاف :

” ماذا سيفعل الشهيد الصدّر الاول ” قدس سره” لو كان حيا بيننا الان ” (٣) !!!!

و منها قول سماحته :

” فإذا أردنا أن يكون احتفالاً واعياً مثمراً فلابد من محاولة استلهام روح ذلك العظيم وقراءة أفكاره ومشاريعه ؛ لنلتمس منها الحلول لمشاكلنا وقضايانا المعاصرة المستقبلية، وبذلك

يتحوّل العظيم إلى مصدر للعطاء يرافقنا في كل مستجدات الحياة ويضع أيدينا بدقّة على الموقف المناسب ” . (٤)

وأرى هنا ونحن في العام الهجري 1435 و الميلادي 2014 بأن هذه الخطوط العريضة هي الإحياء الحقيقي المتحرك لا الصوري و الشكلي الظاهري أو العاطفي , مع أهمية و ضرورة هذا التعدد بآليات الإستذكار عند شرائح واسعة من المجتمع و الاوساط المهتمة بصورة عامة و مجتمعنا العراقي بصورة خاصة , وذلك تبعا لإجهزة إستقبالهم العقلية و العاطفية , ” {أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاء حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ } (٥)

و بالعودة بُعيد هذهِ التوطِئة الى تساؤلي الذي عنونتُ به بداية هذا ” post ” , وهو :

علاَمّ ولماذا كتب السيد الشهيد مُحمَد باقر الصدّر ” قُدس سره ” كتابهِ الخالد و المرجع الدستوري ” الإسلام يقود الحياة ” و الذي دخلت الكثير من فصولهِ كأساس في دستور الجمهورية الاسلامية الإيرانية ….

الا يمكن ان نؤسس لعراقٍ جديد حسبما خطط له السيد الشهيد الصدّر الاول ” قدس سره” ونهل من فكره الشرق والغرب !!

” الم يرد السيد الشهيد للاسلام ان يكون دين الحياة عقيدة وفقهاً و فكراً و منهج سلوك ، وأن يكون المسلم انسان الرسالة ، يعمل بكل إخلاص وتفانٍ لخدمة الاسلام والقضية ، لا لخدمة الذات والأنا والعصبيات الضيقة ، فهل إن ورثته الفكريين و الحوزويين على الخط عينه ، خط التجديد و الإبداع ؟ !

و هل إن ورثته السياسيين و الحركيين ، على الخطّ عيْنه ؟! ” ( ٦)

و التساؤل الرئيسي هنا :

الإسلام يقود الحياة , بماذا ؟

بشعارات ام بدعايات انتخابية , ام بهوسات انفعالية !!!

أم بتطبيقاتٍ و تشريعات عملية ميدانية متحركة بما يلائم العصر ؟

أليس ل ” التعريف بالإسلام كشريعة وقانون قادر على قيادة الحياة بكل أنشطتها ويغطي كل شاردة وواردة من فعاليات الإنسان ، ويبين معالم هوية المسلمين كأفراد وكأمة وأسس حضارتهم ومبادئهم ومرتكزاتهم “. ( ٧)

أليست هذه ” الحياة ” في هذا الكتاب المهم , تبدأ بنواتها الاولى و بذرتها الأساس , وهي الإسرة ؟ !

بمعنى إن إستنباط الاحكام من أدلتها التفصيلية ” عمل المجتهدين ” و أُسها و أساسها هنا هو تشريعات لتقنين وضع الإسرة و شبكة علاقاتها المتداخلة ” و هو الموجود في الرسائل العملية للمجتهدين ” مع متابعة مستحدثاتها و تطوراتها ” ومنها ” الإسرة ” يكون المنطلق لما هو أوسع و أرحب , و بما هو متيسر ضمن الخصوصية الديموغرافية العراقية و السقوف و المحددات الدستورية التي صوت عليها أغلبية الشعب العراقي الكريم بالموافقة الإيجابية …

أليس هذا ” حسب فهمي البسيط و الإبتدائي ” :

هو أُس و مُنطلق مشروع قانون الأحوال الشخصية الجعفري . و رديفه الأساس مشروع قانون القضاء الجعفري !!!

خاصة مع عدم كونه ملزما أو أجبارياً , بل من باب فتح خيارات متعددة أمام المواطن حسب قناعاته و توجهاته العقائدية ؟

أليسَ هذا حقاً من حقوق الإنسان المنصوص عليها سماوياً و وضعياً !!!!!

———————————————————————-

(١) وزيرة الدولة لشؤون المرأة ، بنت الهدى أنموذج المرأة متعددة الأدوار ، الصفحة الشخصية على الفيسبوك ، في ٩/٤/٢٠١٤ ، علماً ان معالي السيدة الوزيرة أعلنت بصورة واضحة ، انها ضد تمرير مشروعي القانونين الجعفريين في مجلس الوزراء ، واعلانها ” براءة ذمتها” منهما نهاراً جهاراً في حشد نسوي متعدد المشارب بمناسبة عيد المرأة العالمي .. (٢) محمد الشيرازي , ام البنين ” عليها السلام” , بيروت , دار صادق للطباعة و النشر , ط 1, 1999 , نقلا عن المحدث القمي , سفينة البحار , ج2 ص641 مادة ( ورخ ) وفيه : ( من ورَّخ مؤمناً فكأنّما أحياه ) . (٣) محمد اليعقوبي , خطابات المرحلة , رقم (49 ) , الموقع الالكتروني سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي . و هي جزء من كلمة أعدّت لإلقائها في الاحتفال الذي يقيمه حزب الدعوة الإسلامية بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لاستشهاد مؤسس الحركة الإسلامية في العراق السيد محمد باقر الصدر، وأقيم في كربلاء يوم 6/ 4/ 2004 وتحدث سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) بمضمون الكلمة ارتجالاً من تلفزيون ( العراقية ) في بغداد وأعيد بثه عدة مرات. (٤) المصدر السابق نفسه . (٥) الرعد / 17 (٦) حسين الخشن ، الصفحة الشخصية على الفيسبوك للعلامة الشيخ حسين الخشن ، ٩/٤/٢٠١٤ . (٧) محمد اليعقوبي , مصدر سابق .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب