17 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

تساؤلات مشروعة

اليومُ هو التاسع من نيسان يوم احتلت أمريكا بغداد عام 2003 وبعد أربعة عشر عاما من الاحتلال والعملية السياسية وبعد خمس حكومات متعاقبة وكان سجل الأحداث الكبيرة التي مرت على العراق فيه الكثير من القسوة والتحدي، تحدٍ بين ما هو وطني أصيل وبين ما هو طارئ ودخيل فخلال هذه السنوات حصدت التفجيرات الإرهابية وما زالت تحصد آلاف الأرواح البريئة وغطت قضايا الفساد المالي والإداري والتزوير مساحات واسعة من اهتمامات الشارع العراقي مع وعود كثيرة لمحاربة الفساد والفاسدين والضرب عليهم بيد من حديد! وبعد ميزانيات فلكية اتسعت دائرة سرقة المال العام في اغلب العقود الكبيرة والتي امتلأت الصحف والفضائيات بأخبار هذه السرقات ولكن لم نر أحدا من هؤلاء السراق نال جزاءه العادل وارجع أموال الشعب لخزينة الدولة فكانت بغداد نتيجة لذلك أسوأ مدينة للعيش حسب إحصائيات دولية، وبقيت المحاصصة الطائفية والسياسية هي التي تتحكم في كل الأمور وغابت الكفاءات العلمية والمهنية عن المشهد الحكومي إلا ما ندر وهذه الكفاءة إن وجدت فهي غير مستقلة وتأتمر بالجهة التي رشحتها للمنصب وبقينا طيلة هذه السنوات نعيش في دوامة الشراكة السياسية أم الأغلبية السياسية؟ أسئلة لم تجد إجاباتها لحد الآن ودستور يقول من ساهم في كتابته إن فيه من الألغام والمطبات الشيء الكثير منها المادة 140 وما تسمى بالمناطق المتنازع عليها مما حدا بالحزبين الكرديين إلى التهديد المستمر بإجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم وصاحب ذلك حرق العلم العراقي في أكثر من حادثة وسط صمت من حكومة الإقليم والحكومة المركزية على هذه الجريمة، كما تم رفع علم كردستان على الدوائر الرسمية في محافظة كركوك والتي كانت نقطة الخلاف الأولى في أي اتفاق بين الأكراد والحكومات المركزية منذ خمسينات القرن الماضي وليومنا هذا باعتبارها محافظة ذات تنوع سكاني عراقي وليست كردية، كل هذا وما زالت داعش الإرهاب تطل برأسها هنا وهناك بعد أن تقهقرت في نينوى، واليوم أليس من حق المواطن أن يتساءل عن مستقبل الوطن والشعب؟ والى أين نحن سائرون؟ وهل ما زال من فرح بالاحتلال باق على فرحه أم أن له اليوم رأي أخر؟ وكيف يرى هؤلاء منجزات الاحتلال والمحاصصة السياسية وعملية النهوض بالبلد والحفاظ على هيبته وحماية أرضه ومياهه وسمائه؟ وهناك الكثير من التساؤلات المشروعة في زمن قل فيه المشروع. وثم ألا يكفي هذا الصمت المهين؟
نقلا عن المشرق

أحدث المقالات