19 ديسمبر، 2024 1:56 ص

تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا ../ سورة الأنبياء91 )

تساؤلات للآية ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا ../ سورة الأنبياء91 )

سأسرد تفسيرا للآية أعلاه ، من أحد المصادر الأسلامية .. ومن ثم سأعرض قراءتي العقلانية ، مع تقاطعات أخرى .

من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، سأسرد التفسير التالي للآية أعلاه ، وبأختصار { لقد أثبت الله تعالى في القرآن أن مريم  أحصنت فرجها ، وأنها كانت على غاية العفة والبعد عن الريبة ، قال تعالى : ( وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ / سورة الأنبياء91 ) . قال “الطبري” : ” يقول تعالى ذكره لنبيه محمد : واذكر التي ‌أحصنت ‌فرجها ، يعني مريم بنت عمران . ويعني بقوله : أحصنت حفظت ، ومنعت فرجها مما حرم الله عليها إباحته فيه ” . وقال : ” والذي هو أولى القولين عندنا بتأويل ذلك قول من قال : أحصنت فرجها من الفاحشة ؛ لأن ذلك هو الأغلب من معنييه عليه ، والأظهر في ظاهر الكلام “. وعلى كلٍّ : فإن جبريل نفخ “الروح” في “فرج مريم” أي : في درعها ، فوصلت النفخة إلى “فرجها” ، فحملت عيسى بإذن ربها .. وقد أخبر الله تعالى أنها امتنعت من نفخ جبريل قيامًا بالعفاف كأكمل ما يكون ، حتى أخبرها أنه رسول ربها ، فلم يكن منها إلا التسليم ، ولم يمسها جبريل بسوء ، وإنما نفخ فيها بإذن ربه .                  أن مريم غاية العفاف ، والإحصان ، وقد امتنعت وتعوذت بالله تعالى كما قال سبحانه ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * .. / سورة مريم 16-21 ) . وقال “السعدي” في “التفسير” (491) : ” لما حملت بعيسى ، خافت من الفضيحة ، فتباعدت عن الناس مَكَانًا قَصِيًّا ، فلما قرب ولادها ، ألجأها المخاض إلى جذع نخلة ، فلما آلمها وجعُ الولادة ، ووجع الانفراد عن الطعام والشراب .. ” ، فحينئذ              سكَّن الملك روعها ، وثبت جأشها ، وناداها من تحتها ، لعله في مكان أنزل من مكانها ، وقال لها : لا تحزني ، أي : لا تجزعي ولا تهتمي ، فـقَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا أي : نهرا تشربين منه .. } أنتهى .

القراءة :                                                                                                                                    * لا بد لي أن أبين أن التفسير أعلاه ، يرتكز على محاور منها ” عفة وطهارة وبتولية العذراء مريم ، نفخ الروح الألهي – بواسطة جبريل الى مريم ، الخوف الذي أعترى العذراء بمواجهة الملاك جبريل ، قبل أن يطمأنها من أنه مرسل من قبل الله “هذه أهم المحاور في التفسير أعلاه، وهناك العديد من التفاسير الأخرى ، وكلها تنصب بذات المحتوى بشكل أو بأخر . * أولا من هي مريم المذكورة في الآية أعلاه ! ، فوفق العقيدة الأسلامية ، هي أخت النبي موسى وهارون ، وهذا مؤكد وفق الآية القرآنية ( فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا / سورة مريم 27 ، 28 ) ، ودائما الفقهاء يرقعون الموروث الأسلامي من آيات وأحاديث ، فالبرغم من أكثر من 15 قرنا بين مريم العذراء أم المسيح وبين مريم بنت عمران أخت موسى ، ولكن الفقهاء يدلسون الحقائق ، فيبينون التالي ( أن مريم ابنة عمران .. فعمران هو الأب المباشر لموسى ، وهو أب لمريم ، لأنه رئيس العائلة التى تناسلت هى منها . وهارون ابن عمران ، ومريم هى من نسل هارون ، فيكون هو أخوها على معنى أنها من نسله / المكتبة الشاملة ) .   فالترقيع هنا غير منطقي ! فكيف لمريم أن تكون أختا لهارون ، ومن نسله بذات الوقت ! فهذا الترقيع هو تجهيل للمتلقي .                                                                                                                                        * أما وفق العقيدة المسيحية ، فأن والدي العذراء مريم ، هما : ( تعرف والدة العذراء مريم فى المسيحية بالقديسة حنة ابنة لماثان بن لاوى بن ملكي ، من نسل هارون الكاهن ، وكان اسم والدة حنة ، مريم ، وهى من سبط يهوذا ، ويقال إن حنة أسمت العذراء مريم على اسم والدتها .. أما والد العذراء مريم : فيعرف باسم يهوياقيم ، أى الذى رفعه يهوه ، ويهوه هو لقب من ألقاب الله فى العهد القديم / نقل بأختصار من مقال للأنبا توماس عدلي منشور في موقع البوابة نيوز ) .                                                                * أذن القرآن يتحدث عن مريم بنت عمران أخت موسى وهارون ، وهي لا تمت بصلة للعذراء مريم أم المسيح ، بنت حنة وأبنة يهوياقيم ! . وبالرغم من هذا التقاطع الجوهري في النسب الذي يعني أن رواية الآية أصلا غير صحيحة ! .. ولكني سأستمر بقراءتي ، لأبين تقاطعات أخرى : فالآية تقول “وَالَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا .. / سورة الأنبياء91 ” ، فالمفهوم المبدأئي من الآية أن النفخ كان للعذراء مريم بدليل نص الآية ” فَنَفَخْنَا فِيهَا ” بصيغة المؤنث . ولكن هناك آية تتقاطع معها وهي ” وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي ‌أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ / سورة التحريم 12 ” ومن نص الآية ” فَنَفَخْنَا فِيهِ ” ، نستدل ان النفخ بصيغة المذكر ! .. والتساؤل : – أيهما الأصوب ” فَنَفَخْنَا فِيهَا ” أم ” فَنَفَخْنَا فِيهِ ” ! . ومن جانب أخر ، لمن كان النفخ الثاني الوارد في سورة التحريم آية 12 ، أكان للعذراء مريم أم كان لفرد أخر ! .                                                                                               * وبعيدا عن الأخطاء والتقاطعات المتضمنة في الآيتين أعلاه / سورة الأنبياء 91 و سورة التحريم 12 .. لا بد لنا أن نقول أن القرآن خص مريم / بغض النظر عن الخلط في نسبها ، مكانة رفيعة ، لم يصلها آل محمد ذاته ، فقد جاء في موقع / أسلام ويب التالي ( كما جاءت الأحاديث تحدثنا أن مريم هي أفضل نساء العالمين .. خير نسائها مريم بنت عمران ، وخير نسائها خديجة بنت خويلد ، كما بلغت مرتبة الصدّيقية ، وهي مرتبة تلي منزلة النبوة مباشرة ) . كما أن القرآن أورد سورة بأسمها ، ( ليس في القرآن الكريم سورة باسم امرأة ، سوى سورة مريم عليها السلام ، لا آمنة أمُّ رسول الله محمد ، ولا خديجة زوجه ، ولا فاطمة ابنته . حيث ذكرت مريم (34) مرة في القرآن الكريم ./ نقل من موقع الدكتور طارق سويدان ) . وبالرغم من كل هذا التكريم لمريم من جانب أخر ، يتفنن الموروث الأسلامي بأخراج كارثة ، لا يمكن أعتبارها ألا هلوسة جنسية ، وهي أن محمدا سيتزوج من العذراء مريم في الجنة ، فقد جاء في موقع / المكتبة الشيعية التالي( أخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله : إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وأخت موسى ) ! .

خاتمة :                                                                                                                                   وختاما نتساءل / ورجوعا لموضوعنا .. هل المقصود الغير معلن ، من آية التحريم 12.. فَنَفَخْنَا فِيهِ ” ، أن يكون هذا النفخ ، حدث لكائن موجود منذ الأزل وهو المسيح ، حيث أن الله نفخ فيه فقط لأحيائه بصورته البشرية ! .                وأرى أنالرأي أعلاه ، يقترن بالآية التالية من أنجيل يوحنا ” فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ ” ، والتي تتوافق / بشكل أو بأخر ، مع الآية القرآنية التالية ” إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ .. / سورة النساء 71 . أعتقد الأن ، أن الصورة أصبحت أكثر وضوحا لموضوعة ” أزلية المسيح ” .                         وأرى أن هذا التساؤل مشروع ! .

أحدث المقالات

أحدث المقالات