18 ديسمبر، 2024 11:13 م

تساؤلات في كتاب القرآن

تساؤلات في كتاب القرآن

المقدمة :
لم يقييم المستشرق الألماني فيودور نودلكة (1836 – 1930 / يعد نودلكة شيخ المستشرقين الألمان . ولد في هامبورغ ، أتقن العربية ، العبرية ، والسريانية. درس في غوتنغن وفيينا وبرلين وليدن . حصل على الدكتوراه عام 1856م وهو في سن العشرين عن تاريخ القرآن . عين مدرساً للتاريخ الإسلامي في جامعة غوتينغن عام1861 وأستاذ التوراة واللغات السامية في كييل عام 1864 .. ) : القرآن ككتاب منزل بل كنص وضعه النبي محمد نتيجة إلهاما متفاعلا مع التطورات الدينية والاجتماعية والسياسية . نقل من موقع / منار الأسلام – من مقال ل سهام صالحي . ويضيف الكاتب أنه ( حتى يتحقق للمستشرقين انكار الوحي أصبحوا يرددون أن ما جاء به النبي محمد مجرد ابداع ذاتي أو إشراق روحي أو إنجاز أدبي أو مشروع محمدي أو توصل فكري أو املاء إنساني .. ) ، ولكني سأسرد بحثي بناءا على رؤيتي الخاصة للموضوع ، وذلك على شكل تساؤلات ، حول من كتب القرآن ، ومن أملى على رسول الأسلام النصوص ! ، وهل أن النصوص القرآنية ألهية ! ، ويمكن أن يكون هذا البحث مجرد أضاءة متواضعة بهذا الموضوع المعقد .

القراءة :
أولا – هل القرآن كتابا منزلا من الله ! : أن شيوخ الأسلام يؤكدون ذلك ، ويعتبروه معجزة ألهية لا يمكن الأتيان به ألا من قبل رب قدير ، وقد جاء في موقع / أسلام ويب ، التالي بهذا الصدد ( أن الله تحدَّى الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فقط مثله فعجزوا ، ثم تحداهم أن يأتوا بمثل سورة منه فلم يستطيعوا ، على الرغم من أن الذين تحداهم كانوا أبلغ الخلق وأفصحهم ، والقرآن إنما نزل بلغتهم ، ومع ذلك فقد أعلنوا عجزهم التام ، قال الله: ” قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا / سورة الإسراء:88 ” ) . وهنا أتساءل هل الله يتحدى بشرا ، وهو خالقهم ! ، في أمر قد أنجزه ، ولم لم يبلغنا النص القرآني من هم الذين تحداهم الله من الأنس والجن ! . وسوف أسرد بعضا من التقاطعات التي تؤخذ على القرآن : 1 – تقول الآية ( إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَٰنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ / سورة يوسف 2 ) ، بينما القرآن يضم الكثير من الكلمات السريانية / الأرامية . فمن موقع / تاريخ الأسطورة والأديان ، مقال بعنوان جدلية السريانية و الآرامية في القرآن الإسلامي . بقلم : لؤي الشريف و أبولودور الدمشقي . Apolodor Damascene – تحرير و تقديم : د. سام مايكلز Dr. Sam Michaels ، أنقل التالي (( من أشهر الامثلة للكلمات السريانية : صلوة ، زكوة ، ملكوت ، قرآن ، فرقان .. فكلمة (قرآن) هي كلمة سريانية الاصل و ليست عربية ، فهي مأخوذة من كلمة قريانا السريانية ، وتعني كتاب القراءات الكنسية ، او كتاب الصلوات الكنسية ، وتم استعارة هذا الاسم من السريانية و نسب للقرآن لتشابه الوظيفة . وكلمة الفرقان : هي أيضاً كلمة سريانية تقرأ ( فرقانا ) و تعني الخلاص ، و هي كلمة ذات مدلول لاهوتي . )) . فأذا كانت كلمة القرآن هي كلمة سريانية ، فكيف لكتاب يقول الله عليه بلسان عربي مبين وأسم الكتاب أصلا سريانيا ! . 2 – سأستشهد بنصين أخرين من القرآن ، يؤكدان أنه لا يمكن أن يكون القرآن من لدن الله ، وهوالسلام العادل الرؤوف ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (5)/ سورة التوبة ) ، هل يعقل أن تكون لدى الله هذه النزعة الدموية وفق البنية النصية للآية ، وهل الله يثقف عباده بالدم أم يثقفهم بالمحبة ! والأشكالية أن الأية تختم ب ” إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ” ، فمن جانب الله يقول : أقتلوا ، ومن ثم يقول بغير صيغة المتكلم أنه سيغفر ! ، هذا هو قمة التناقض . 3 – أما آية ( إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ / سورة آل عمران ) ، فهي تأكيد على أن الدين لدى الله هو الأسلام ، والتساؤل أذن : ما جدوى رسل الله من موسى ، يوحنا المعمذان / يحي ، والمسيح .. ! ، لماذا أرسلهم الله ما دام الدين لديه هوالأسلام ، وما مصير أتباع هذه الرسل ! . * مما سبق لا أعتقد أن القرآن كتابا ألهيا منزلا من قبل الله ! ، وذلك لأن الله بعيد كل البعد عن هكذا نصوص ظلامية أنتقامية ، ف الله هو الرحيم القدوس ولم يكن الله يوما دموي الصفات ، ولم تكن تعاليمه يوما داعية لثقافة القتل والتربص في قتل الأخرين ! ، من المؤكد يوجد الكثير من النصوص تستحق البحث ، ولكن النص أعلاه / 5 سورة التوبة – بالتحديد ، هو نصا لا يمكن تصنيفه ألهيا ! . أني أرى أن كل نص لا يعزز من القيمة الأنسانية للبشر ، لا يمكن أن يكون سماويا ، لأن الله هو رب العباد ، وليس الله هو المنتقم من العباد .. لأجله أرى أن هكذا نصوص تقطع كل السبل والأوصال من كون أن القرآن نص ألهي منزل .
* هناك العديد من النصوص القرآنية ، كحور العين والجهاد وموضوعة خاتم الأنبياء وغيرها ، لا يمكن أن تكون ألهية ، أما آيات الناسخ والمنسوخ ، فغير منطقية ، لأن الله لا يغير أحكامه ! ، ولا مجال لبحثها في هذا البحث المختصر . * وللأستزادة ، في موضوع عدم عربية القرآن ، أود أن أذكر أنه هناك الكثير من المفردات العجمية والعبرية واليونانية واللاتينية والحبشية والفارسية والنبطية في القرآن ، من مقال ل محمد سمير في موقع / عواجل برس – بعنوان ” الألفاظ غير العربية في القرآن مصدرها سبع لغات قديمة ” . للمهتمين مراجعة المقال – وهي دليل على بطلان أن القرآن عربي .

ثانيا – (1) هل يمكن أن يكون محمد بن عبدالله هو كاتب النص القرآني ! ، والجواب : هل لمحمد القدرة والقابلية والأمكانية العقدية لكتابة هكذا كتاب ، بما يضم من أحكام وقصص ومواضيع .. ، شخصيا لا أعتقد هذا ، بغض النظر أذا كان الرسول أميا أم لم يكن ! ، من جانب أخر ، أن معظم خطب الرسول ما زالت مفقودة ! ، التي من الممكن أن تمنحنا خطوطا عامة لفكره ومستواه الفقهي . (2) وجدليا ، هناك أمكانية للرسول أن يكلف آل بيته أو أصحابه أو أتباعه بهذا الأمر ، بعد أن ينقل شفاهة ما يلهم به . (3) في هذا الصدد هناك حديث أنه بموت القس ورقة بن نوفل فتر الوحي ، ومن موقع / الكلمة ، أنقل التالي (( عن عائشة قالت في حديث طويل أن خديجة أتت بالنبي إلى ورقة بن نوفل وهو ابن عمها كان قد تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب فلما مات ورقة فتر الوحي(انقطع) حتى حزن النبي فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال لكي يلقي بنفسه فيتبدى له جبريل فقال يا محمد انك رسول الله حقا فإذا طالت فترة (انقطاعه) الوحي غدا لمثل ذلك.. )) ، السؤال هنا هل كان ورقة يملي على محمد القرآن ، ولهذا فتر الوحي بموت ورقة ! . وفي موقع اخر ، يقول يوحنا الدمشقي ، في كتابه الهرطقة ( قال يوحنا الدمشقي : إن رسول الإسلام محمداً كان يقتبس كلام ورقة بن نوفل لكتابة القرآن . وقال إن ورقة بن نوفل قام بترجمة الانجيل ” المحرف ” إلى العربية ، وأن قسا نسطوريا كان يترجم بعض الأناجيل إلى العربية .. / نقل من موقع تناقضات الأسلام ) . جدلا فيما يخص النقطة الثالثة ، من المحتمل أن يكون ورقة مصدرا لقرآن محمد ، ما دام فتر الوحي بموته ! . (4) وفرضا أن كان قد حصل هذا / أي دور ورقة في كتابة القرآن ، فمن أكمل كتابة القرآن بعد موت ورقة بن نوفل ! . وأود أن أمهد لمرحلة تكملة كتابة القرآن : للعلم كان هناك الكثير من كتبة الوحي ، فقد جاء في موقع / موضوع . كوم ، التالي ( بخصوص عدد كتاب الوحي : اختلف أهل السِّيَر في تحديد عدد كُتَّاب الوحي ، فمنهم من جعلهم ثلاثةَ عشر ، ومنهم من جاوز بهم العشرين ، وجعلهم ابن كثيرٍ ثلاثةً وعشرين كما في البداية والنِّهاية ، وأورد أسماءهم وتراجمهم ، حيث قال : أما كُتَّاب الوحي وغيره فمنهم الخلفاء الأربعة ؛ أبو بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعليّ بن أبي طالب .. وزيد بن ثابت .. ) . وأود التوقف عند زيد بن ثابت ، وأرى أنه شخصية مهمة ومحورية في كتابة القرآن ، فمن موقع / قصة الأسلام ، أنقل التالي ( عن عامر قال : كان زيد بن ثابت ممن علم ، لقد كان مثقفًا ، يتابع حفظ القرآن ، ويكتب الوحي لرسوله ، ويتفوق في العلم والحكمة ، وحين بدأ الرسول في إبلاغ دعوته للعالم الخارجي ، وإرسال كتبه لملوك الأرض وقياصرته ، أمر زيدا أن يتعلم بعض لغاتهم فتعلمها في وقت وجيز .. فقال الرسول لزيد : ” تعلّمْ كتاب يهـود ، فإنّي ما آمنهم على كتابي”. ففعلتُ ، فما مضى لي نصف شهـر حتى حَذِقْتُـهُ ، فكنت أكتب له إليهم ، وإذا كتبوا إليه قرأتُ له . وعن ثابت بن عبيد عن زيد بن ثابت قال : قال لي رسول الله : ” أتحسن السريانية ؟ ” قلت : لا. قال : ” فتعلمها فإنه تأتينا كتب ” . قال فتعلمتها في سبعة عشر يومًا . من هنا أطلق عليه لقب ترجمان الرسول ) . (5) هل هناك من مصادفة في أن يطلب محمد من زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية وأن يدرس كتاب اليهود ! ، وهل هناك من مصادفة أيضا أن يتعلم زيدا السريانية ! والقرآن ملئ بأخبار ومواضيع منقولة من التوراة والأنجيل ! وتساؤلي هنا هل كان لزيد من دور في تكملة كتابة القرآن بعد وفاة ورقة ، وفق الكم المعلوماتي الذي يعلمه عن اليهودية والمسيحية عقيدة ولغة ، هذا مجرد تساؤل ! .

ثالثا – (1) أذا لم يكتمل القرآن في عهد محمد ، فمن المؤكد أن الخلفاء الراشدين / الأربعة ، قد أكملوه ، وذلك من أجل أدامة حكمهم وسلطتهم ، الذي كان يتم تحت المظلة الدينية بعد موت محمد ! . (2) التساؤل هنا ! ، لماذا حرق الخليفة عثمان بن عفان كل نسخ المصحف ! ، ولماذا أبقى على نسخة واحدة لينسخها ومن ثم يرسلها للأمصار ! ، بحجة توحيد المصدر ! ، وبماذا كانت تختلف النسخ المحترقة عن نسخة عثمان ! ، ومن يقول أن نسخة عثمان هي مصحف محمد ! . (3) أما في عهدي دولة بني أمية فدولة بني العباس ، فهم الذين أخترعوا السير والأحاديث النبوية ، فليس من الصعوبة لديهم من تكملة الغطاء الأساسي لحكمهم ! – في حالة عدم تكملة كتابة القرآن سابقا .
الخاتمة : وأنا ككاتب يكتب في مجال نقد الموروث الأسلامي ، لا بد لي أن أتعرض لهذا الموضوع الأشكالي الشائك ، وأنا لا أجزم على كل ما سردته من تساؤلات ! ، لكن ما سردته كان مجرد أضاءة ، لأن الحقيقة النهائية ليست معي ! ، ولكني أثير مجرد تساؤلات ، وأعتقد أن الموضوع يستحق الكثير من التفكير والتمحيص والتدقيق قبل الأيمان بأن القرآن هو كتاب ألهي ، لأن الله ليس له هذه الروح الأنتقامية ، ولا يستخدم الله هذه اللغة الدموية في النصوص .. ما وددت قوله أن القرآن يبقى الكتاب اللغز ، ولا بد من أهل الأختصاص الدقيق ، أن تبحث في من الذي كتب ومن أي مصدر قد كتب ومن أي مرجع وأي قرآن نقرأ اليوم ! .