22 ديسمبر، 2024 11:23 ص

تساؤلات على رصيف الوطن

تساؤلات على رصيف الوطن

هكذا تسلخ جلود وتستباح الحرمات ويمرغ انف الكرامة في وطني، فلم ينقطع نسل المغول ولم تنجلي غمة القرامطة ولن ينتهي حقد المجوس وقد تجسدت في شخوص لا يملكون من الحياة الا تفريغ شحنات النرجسية وأمراضها النفسية وسوء التربية والتوجيه منذ الصغر وما ترتب عليها من آثار جعلت من مرتكبي تلك الجرائم وحوش على هيئة بشر ينهشون بكل ما أُلقي امامهم وحتى ما كان في أيدي غيرهم, وهنا ساترك لقلبي الحديث قليلاً فمن شاء فليضع في أذنيه القطن حتى لا يتسرب الى قلبه الألم كحرارة تموز عام الكورونا وهي تقفز فوق الخمسين يرافقها الفساد, ومما اذكر من حديث القلب صوت آهات تنبعث مع سخونتها من بين الأضلاع لتنفث عمن لا يملك سواها بعض ما جاش في جوفه، فليتك ما سمعت صراخ طفلٍ غيب الوحوش والده منذ حفنة سنين فهو يطالب امه بعيديته ليشتري العاباً كأقرانه وقد نسي ملبسه الجديد فلكلٍ اولوياته في الحياة وهي لا تقوى على رده بين نارين قهراً على من غاب عنها واخرى على فلذة كبدها الذي لم تستطع له شبعا, وآخر لم يكن له حلماً سوى ان لا يذهب مع امه وعماته لزيارة قبر والده صباح يوم العيد فيسمع كل حروف الحزن واحاديث الموتى عبر التراب وهو يفتش عن ممر ينقل تلك الكلمات الى مسامع والده المدفون وعلى تربته علمٌ مازالت الريح تلاعبه رغم اختلاف الوانه الزاهية وامام القبر صورة لاتشبه صاحبها كثيرا, وفي زوايا كثير من البيوت صوتُ عجوزٍ تنتحب ولا تقوى على ان تقطع عبرتها شوقاً لعريسٍ مفقود لا تدري باي ارض صار, وهل صعدت روحه الى بارئها ام هو على قيد الحياة؟، ثم يأتيها خبر من اهل عروستهِ ان فلاناً قد جاء لخطبتها وان ذويها رغم الحياء وافقوا على من طرق بابهم، ولست انس ذلك المشهد الرهيب وقد فعل الجوع فعلته في سنين عجاف منع فيها حتى غذاء الصغار فما عاد يجدي لرب الأسرة مرتبا لا يساوي حفنةٌ من بيض الدجاج وقد لا يجد ما يطفيء به قسوة الجوع الذي يحاول ان يتصدى له بنفسه ليمنعه عن ابناءه ولو بالنزر القليل ولم تنتهي قصته هنا فمن جاءه يطلب يد ابنته المصون لا يمر أمره بسلام، فهو يحتاج ان يخرج ابنته من بيت والدها مرفوعة الرأس وهي تحمل حقيبة لا يملك ثمنها وهي فارغة والله المستعان، فتقف امامه كل ابواب الدنيا موصودة باقفال قارون, اما تحت وطأة الاحتلال فلا تختلف الالوان فيما بينها وقت الظلام،،، فمن جاء حافياً وهو يحلم بأن يخدم ولي نعمته لقاء إن يشبع بطنه اللعين ويداعب غرائزه المكبوتة بين جدران اللحى والعمامة وهو يقنع نفسه بانه من اولئك الصالحين، اي وجع فيك يا بلدي مستوطنٌ منذ زمنٍ سحيق لا يكاد ينقضي فيك قيض حتى يسلمه الى اخر ومن غرقٍ الى اغراق،،، ماذا عساك ان تقول وانت تتبشع جرائمك كالمفترسات ايها المحسوب على فصيلة البشر كيف تغمض عينيك وانت تغيّب والد ينتظره الصغار فلا يجدون من بعده من يربت على اكتافهم ويمسح دموعهم ولا من يقنعهم رغم اليأس ان غدا سيكون افضل للجميع، ليس هذا فحسب بل تفت قلوباً اخرى ربما لو رأيتها ما تجرأت على ما فعلت، سيكون هذا كله في الحسبان وعند الله تجتمع الخصوم…. لك الله يا بلدي.