الفاسدون في الانتخابات
كثيرا ما نسمع اليوم في البرامج الانتخابية وكلمات المرشحين من جميع الاحزاب والكتل السياسية عن عبارات محاربة الفساد والقضاء على المفسدين والحد من سرقة المال العام حيث ادرك المواطن العراقي بإنّ الحرب على الفساد تحول الى شعارا انتخابيا تسوّقه الاحزاب السياسية قبل الانتخابات .
لجنة النزاهة البرلمانية كشفت قبل ايام عن ترشح ثلاثة عشر مطلوباً صادرة بحقهم أوامر قبض بتهم فساد، و أن خمسة متهمين آخرين بقضايا فساد إداري ومالي أيضاً سيشاركون في الماراثون الانتخابي في الشهر المقبل ولم يتوقف الامر عند هذا الموضوع فقط بل قام عدد من السياسين من داخل السجن وهو يجلس خلف القضبان بتهم فساد مالي واداري بادارة حملته الانتخابية.
وكان ينتظر الشارع العراقي من البرلمان اضافة فقرة الى قانون الانتخابات تمنع ترشح المتهمين بالفساد او من ثبت ارتكابهم أحد الجرائم المنصوص عليها في قانون هيئة النزاهة رقم 30 لسنة 2011 او من الذين شملهم قانون العفو الأخير وتم إيقاف الإجراءات القانونية بحقهم على اعتبار ان هذه الفقرة سوف تضمن عدم ترشح الفاسدين، وبالتالي ان إبعاد الفاسدين سيكون مبررا للناخب العراقي للمشاركة بالانتخابات المقبلة لأنه سيكون على يقين بأنه قادر على إيصال وجوه جديدة بعيدة عن تلك الوجوه التي تربعت على عرش المشهد السياسي لفترات طويلة ونهبت ثروات البلد.
ومن جملة التساؤلات التي طرحها الشارع العراقي حول ملف مشاركة الفاسدين في الانتخابات البرلمانية المقبلة هي هل فعلا ان المحاصصة هي أس الفساد ولولاها لما استطاع الفاسدون أن يحموا أنفسهم على مدار أكثر من عشر سنوات .
وهل ستكون مشاركة المواطن في الانتخابات المقبلة هي الكفيل الضامن لازاحة الفاسدين ، والى اي مدى ممكن ان تساهم الانتخابات البرلمانية المقبلة في تشكيل حكومة قوية قادرة على محاربة حتيان الفساد التي عجزت الحكومات السابقة على مكافحة فسادهم .
وهل فعلا أن الفساد اليوم تحول من آفة إلى واقع حال يتعايش معه العراقيون لأنه اصبح جزء من المنظومة السياسية العراقية التي بنيت على أسس المحاصصة العرقية والطائفية والحزبية.
وهل يستطيع الفاسدين بناء دولة وهل مازال شعار الحرب على حبرا على ورق وهل كان كبار المسؤولين والساسة ونواب الشعب القدوة لغيرهم في استشراء افة الفساد في البلد .
وهل ستكون ادوات الاستفهام ما – ماذا – لماذا – من – متى – اين – كم – كيف – هل – كفيلة لكي يحصل الشارع العراقي على اجابة عن كل التساؤلات التي تدور في تفكيره ، نترك الاجابه عن هذا السؤال هذه المرة الى المواطن العراقي نفسه في يوم الاقتراع .