23 ديسمبر، 2024 1:51 م

تساؤلات حول حورات التقارب بين المذاهب الأسلامية؟!!

تساؤلات حول حورات التقارب بين المذاهب الأسلامية؟!!

أصدر مؤتمر القمة ألأسلامي الذي عقد في السعودية مؤخرا قرارا بتشكيل لجنة للتقارب بين المذاهب ألأسلامية وهو من القرارات التي تتكرر في كل المؤتمرات.
نطرح على المشاركين في هذه اللجان التساؤلات التالية لأختبار جدوى هذه أللقاءات في تصحيح مسار الحالة المزرية من التشرذم وألأحتراب بين هذه المذاهب منذ أكثر من ألف عام؟!!.
1-أقامة مساجد وحسينيات للشيعة في مكة المكرمة وألمدينة ألمنورة وألقاهرة وغيرها من العواصم العربية ؟!!.يتم فيها رفع ألآذان يذكر فيه(أشهد أن عليا وأولاده المعصومين بالحق حجج ألله!!) وتقام فيها الشعائر الدينية ألشيعية وخاصة عزاء عاشوراء؟!!.
2-أقامة جوامع لأهل السنةوالجماعة في النجف وكربلاء  وقم ؛يتعبد فيها أهل السنة حسب مذاهبهم ويرفع ألآذان فيها بطريقتهم!!.
تقوم هذه اللجان بدراسة ردة الفعل لدى الطرفين وتقدم تقريرها الى ألمؤتمر!!.
ملاحظة؟!! توجد جوامع سنية وشيعية وحسينيات في جميع دول العالم خارج الدول العربية جنبا الى جنب ؛ ولايعترض عليها أهل ألديانات ألأخرى بل يساهمون في دعمها ماديا ومعنويا وحتى أتباع ألديانات ألوضعية!!.
لاحاجة لتوقعات ردات الفعل لدى رجال الدين وألأغلبية من أتباع هذه ألمذاهب ؛فستكون سلبية وربما تتحول الى عدائية وألقيام بتهديم أماكن ألعبادة هذه وربما يقومون بقتل من يؤمها كما حصل ولايزال يحصل في كثير من الدول العربية وألأسلامية!!.
3- يعتمد الفكر الشيعي على ألأمامة وهو الركن الأساسي في عقيدتهم؛وقد رسخ رجال دينهم في عقول أتباعهم هذه الفكرة منذ مئات السنين ؛أن أتباع أمامة أهل البيت هي ألأساس في ألأيمان وبعدمه يكون أيمان ألمسلم ناقصا!!.
أستغل الكثير من رجال الدين الشيعة وخاصة الذين يبحثون عن القدسية والمكانة ألأجتماعية وألمالية في التركيز على هذا الجانب وتذكير أتباعهم ليل نهار بهذه ألأفكار على أنها ألطريق ألوحيد للوصول الى رضاء الله وألوصول الى ألجنة.
وغذوا عقول أتباعهم بالحقد والكراهية ضد بعض ألصحابة لأغتصابهم ألخلافة من ألأمام علي ؟! وأعتبروها عنوانا للأنحراف عن مقاصد الشريعة وخروجا عن مبادئ ألأسلام ألحنيف؟!!.
فأذا تخلى رجال الدين الشيعة عن هذه المسلمات التي يحصلون فيها على كل الميزات فبماذا سيتحدثون ؟!!هل سيتحدثون عن (ألطنطل والسعلوة) ويغلقون باب رزقهم ألذين استغلوه عبر العصور!!ستسقط نظرياتهم بالكامل وتذهب جهودهم أدراج الرياح التي بذلوها عبر السنون ؛فهل من المعقول ألتصديق بذلك؟!!( حدث ألعاقل بما لايعقل فأن صدق فلا عقل له). 
4-يعتمد الفكر ألسني على نظرية عدول الصحابة ويستنكرون من يعترض عليها أو يحاول مناقشتها ؛فأبو سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية رضي ألله عنهم ؛وألأمام  علي وألأمامين ألحسن وألحسين رضى ألله عنهم ؛لأن جميعهم كانوا من ألمسلمين ألأوائل وجاهدوا في سبيل ألله ؛فخروج معاوية على ألأمام علي أجتهاد خاطيئ فله حسنة وقتل يزيد بن معاوية للأمام الحسين أجتهد فأخطا فله حسنة أيضا؟!!.فلا غرابة أن يصدر في السعودية في سبعينيات القرن ألماضي ؛كتاب بعنوان ( يزيد بن معاوية أمير المؤمنين ألمفترى عليه !!). ولايجوز مناقشة حرب الجمل ونتائجها لأن تصب في أنتقاد ألصحابة وأم ألمؤمنين!!.
أن ألمقالة ألتي يرددها رجال الدين السنة والكثير من أتباعهم ألتي تقول (قاتل سيدنا علي سيدنا معاوية) هي ألأساس في محور العقيدة التي يؤمن بها ألكثير من أهل السنة والجماعة؛ فأذا تخلوا عن هذه الثقافة الدينية فستسقط نظرية أهل السنة وألجماعة ولم يعد لرجال الدين السنة مايتحدثون عنه ؛ونتيجتها سيخسروا ألمكاسب المعنوية وألمادية التي يحصلون عليها من هذه الثقافة ويتفرق عنهم أصحابهم !!.
أن ألأعتقاد بتخلي الطرفين الشيعية والسنية عن عقائدهم أشبه بتخلي أصحاب نظرية السوق الحرة والتبادل الحر والفكر ألرأسمالي الذي أسس له آدم سميث والفكر ألأشتراكي الذي أسسه ماركس ؛ والذي تبنته ألأنظمة ألرأسمالية وألأشتراكية في حقبة الحرب الباردة التي أستمرت لعشرات السنين وراح ضحيتها ألملايين في حروب كوريا وفيتنام وغيرها.
أن ألمستفيد من مثل هذه المؤتمرات وألأجتماعات هي الدول التي ترعاها لشرعنة أنظمتها ألأستبدادية والقمعية وألوراثية لتلميع صورتها ألمزيفة وحفنة من المتنفعين من تجار الدين ووعاظ السلاطين .فبدلا من عقد هذه المؤتمرات ألهزيلة وقرارتها ألزائفة ؛وصرف المليارات من ألدولارات المهدورة على مؤتمرت عبثة .ألتوجه الى ألطبقات ألفقيرة وألمسحوقة وأيجاد حلول لها !!.  أكثر من نصف أعداد ألمسلمين لايجدون  لقمة عيشهم أو مأوى لهم يقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء وتبحث عن مأوى يؤيها في مشارق ألأرض ومغاربها .يمثل المسلمون ألهاربون من بلدانهم ثلثي عدد المهاجرين في ألعالم الى بلاد الغربة ؛حسب أحصائيات  ألأمم ألمتحدة للاجئين!!.يذكرنا عقد هذا المؤتمر ؛ بالمؤتمر الذي عقد في بغداد قبل عدة أشهر وصرف علية أكثر من مائتين وخمسون مليون دولار ؛ وخرج بمقررات هزيلة لاتساوي قيمتها الأوراق التي كتبت عليها. ذهبت هذه ألأموال في جيوب اللصوص الجدد ومحترفي ألسياسية لتلميع صورتهم التي كشفتها أحوال البؤس والحرمان التي نشاهدها يوميا على ألفضائيات وخاصة في شهر رمضان المبارك وهم يبحثون عن لقمة عيش كريمة وسكن لائق بهم كبقية خلق الله!!