22 نوفمبر، 2024 8:22 م
Search
Close this search box.

تساؤلات .. حول الإمبراطورية الإيرانية الجديدة

تساؤلات .. حول الإمبراطورية الإيرانية الجديدة

لم يعد هناك خوف من التصريح بالمكنون، أو حاجة إلى القليل من الدبلوماسية، بل أطلقها بصريح العبارة وعلى ملء الفم: (أصبحنا إمبراطورية عاصمتها بغداد) في إشارة منه إلى عودة الإمبراطورية الساسانية، التي اتخذت من المدائن عاصمة لها.
هكذا جاء تصريح علي يونسي مستشار الرئيس الإيراني؛ ليؤكد أطماع بلاده في العراق التي كانت ولا تزال قائمة، وهذا التصريح لم يكن عرضياً أو زلّة لسان، فقائله كان وزيرا سابقا للاستخبارات الإيرانية، وهو يدرك جيدا التبعات المتمخضة عن هذا التصريح.

وما قاله يونسي جاء ليلجم تلك الأفواه العراقية المدافعة عن إيران الناظرة اليها على أنها جزء من الحل لا المشكلة، وليضعها أمام مفترق طرق، فإمّا أن تردّ على التصريحات معتبرة اياها تدخلا سافرا يجب الوقوف ضدها بكل قوة وحزم، وإمّا أن تبرر لقائلها حتى ولو كان ذلك على حساب الوطن، وحينها تكشف عن وجهها الحقيقي في الانتماء.

وهذه التصريحات تحمل في طياتها خطراً كبيراً ليس على العراق فقط، بل على الأمة العربية كافة؛ لأنّ العراق جزء لا يتجزأ من هذه الأمة، وهي في الوقت نفسه تستخّف بتاريخ وحضارة وشعب العراق، متجاهلة بطولاته وتضحياته من أجل استقلاله.

أمّا عن زمن التصريح فجاء بعد تصريح وزير الخارجية السعودي في اللقاء المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي والذي أعلن فيه عن الدور الكبير الذي تلعبه إيران في المنطقة بشكل عام، والعراق بشكل خاص، مشيرا إلى دور قائد فيلق القدس قاسم سليماني في قيادة العمليات العسكرية في العراق.
وهذا التوقيت جاء بمثابة الردّ على تصريحات الفيصل، وليؤكد عدم وجود نيّة عند إيران لتغيير أي من سياساتها المتبعة في المنطقة
 
وهنا لابد من الإشارة إلى موقف الحكومة العراقية الرافض لهذه التصريحات والذي كان جيدا إلا أنّه لم يرق إلى طموحات وتطلعات العراقيين، فالحديث عن انتهاك السيادة، واستعباد الشعوب، وامتهان الكرامة، لا يكفي فيه مجرد الاستنكار أو الشجب، بل لابد من خطوات أكثر حزماً تتناسب وتاريخ هذا البلد العريق.

الجو العام العربي والعالمي بان له بما لا يقبل الشك، أن ثمة إدارة ظل تمارسها بعض الجهات الحكومية وهي تطلب النصح من الجارة الشرقية، ولا تتورع في تفنيد كل الحجج التي ينطق بها أصحابها، كوجوب الإفادة من الجيران في التدريب، والمستشارين، وتعد أصحاب هذا القول إلى الاستعانة حتى بقوات إيرانية وفق ما يريدوا هم.

القضية لن تكون بين العراق وإيران فحسب، بل ستتجاوز البلدين، في ظل تقارب تركي سعودي قد يعيد المياه إلى مجاريها مع العراق، ومن ثم سيكون محور الرفض الإيراني أكبر وبحاجة إلى مراجعة عاجلة.

التصريح بما فيه (استفزاز) لمشاعر الرافضين الانصياع إلى إيران ومشروعها في الداخل والخارج.

أحدث المقالات