18 ديسمبر، 2024 7:11 م

تساؤلات اهل السنة

تساؤلات اهل السنة

في ظل هذه الموجات العاتية , والاحداث المتلاحقة المتسارعة , فالمدن تسقط الواحدة تلو الأخرى بيد ( داعش ) على رواية الحكومة . وبيد الثوار – على رواية الثوار انفسهم وكثير من ابناء السنة – والجو العام في البلد في حالة من النفير والطوارئ والتطوع وتجييش الجيوش والاستعراضات الميليشياوية وصواريخ – جاسم 1 – و خلف 2 – . في هذا الهيجان على مستوى البلد لا نجد سنة العراق في هذه الجعجة وفي معزل عما يحدث , ودون فعاليات تذكر , واذا ذُكر السنة فيذكرون في الفلوجة والانبار والقصف على البقية الباقية من منازلهم , ويذكرون كذلك في بغداد والتضييق والاستفزاز الذي يتلقونه من سوات وميليشيات المالكي , ولا ننسى اعتقال ابنائهم من الاقسام الداخلية في باب المعظم , ولا ننسى اغتيال الائمة والخطباء والشيوخ وما الاخبار عنا ببعيد .
ولسائل يقول بعد ذلك كله لماذا لا يتطوع اهل السنة للقتال ضد داعش او الثوار , لماذا لم نسمع لهم صوتا , ولا نجد لهم ريحا , ولماذا لم تعلوا لهم راية , ولأهل السنة ان يجيبوا :
– ان داعش الذي تتكلم عنه القنوات المالكية من الذي اخرجه من السجون بعد ان كان حبيس سجن ابي غريب والتاجي ؟  وهل فعلا هربوا دون مساعدة حكومية ؟؟ وهل لنا ان نغمض اعينناعن تصريح  وزير العدل حسن الشمري  العجيب الغريب لما قال ( ان رؤؤس كبيرة في الدولة قامت بتسهيل هروب عناصر وقادة القاعدة من سجن ابي غريب والتاجي ) فاذا كانت الحكومة اطلقت يد الدواعش بعد تكبيلها لماذا نطالب الشعب بقتالهم وهم كانو محتجزين لدينا . اذان القضية مفبركة وواضحة وضوح الشمس ولا تنطلي حتى على الاطفال . 
ولأهل السنة ان يقولوا : لماذا هذا التوقيت بالذات فداعش موجودة في العراق منذ 2006 ولم تفعل شيئا , وتخوض حربا على زعمكم في الانبار منذ ستة اشهر ولم تسقط الانبار بيدها التي هي الاولى بالسقوط من الموصل البعيدة  والتي سقطت بأربع ساعات , ولأهل السنة ان يقولوا : ان جيشا قصف منازلنا بالقذائف , وهجرنا من بيوتنا , ولم يستطع حمايتنا من – داعش – على حد زعم الحكومة – وفعل بنا ما فعل وشاهد العالم كله ما جرائمه في مناطقنا ودورنا . هل لنا ان نتطوع معه ونقف جنبا الى جنب لنفعل السياسه ذاتها ونقصف المنازل بحجة وجود  داعش لنجعل من الموصل انبارا ثانية . وكذلك نهجر اهلنا وندمر بيوتهم ؟؟
ولأهل السنة ان يقولوا : مع من نقاتل مع سوات!! مع اي ميليشيا ؟ مع العصائب ؟ ام جيش المهدي ام ابي الفضل العباس , ام مع الحرس الثوري وقاسم سليماني وسريته التي تتواجد في بغداد على حد زعم البنتاغون ؟ .
ثم لهم ان يتساءلوا : لماذا الانساحابات المتلاحقة للجيش المالكي دون اي مقاومة تذكر ؟ فقد قال جنود منسحبون ان الأوامر صدرت بالانسحاب دون مقاومة مع الدواعش أو الثوار وسط استغراب واستهجان من قبل الجنود الذين احسوا بالخيانة الكبرى ما سمعوا امر الانسحاب . 
هذه تساؤلات بحاجة الى اجوبة من الحكومة – ان وجدت – وكذلك من الشيعة انفسهم .الذين جهزوا انفسهم لقتال ليس لهم فيه ناقة ولا جمل والقضية سياسية بحته بشاهدات المسؤلين العراقيين والامريكيين والقضية لا تحتاج الى نفير وطوارئ , تحتاج الى نية صافية لم تشوبها شهوة الزعامة وشهوة الكرسي المريح و عندئذ سترى ايها القارئ كيف ستحل المعضلات , وتتوالى الحلول الناجعات , . والله من وراء القصد