تساؤلات .. الصحابة بين طاعة أو رفض خطبة الغدير

تساؤلات .. الصحابة بين طاعة أو رفض خطبة الغدير

تناول العديد من الكتاب لهذه الخطبة ، وسأعرض ما جاء بخصوصها ، من مصادر مختلفة ، مركزا على أهمية موقف علي بن أبي طالب المستقبلي في الأسلام / وتوصية الرسول بأتباعه .. ثم سأسرد قراءتي – فأضاءة مقتضبة .
الموضوع : 1 . { فإن غدير خم مكان بين مكة والمدينة قريب من الجحفة نزل به النبي في رجوعه من حجة الوداع .. خطب فيه النبي خطبة عظيمة بين فيها كثيرا من الأمور ، ومن جملتها : فضل علي بن أبي طالب ، وذلك لما شكاه بعض من كان معه من الجند إلى النبي . أخرج الإمام أحمد وغيره عن بريده قال: غزوت مع علي اليمن فرأيت منه جفوة فلما قدمت على رسول الله ، ذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجه النبي يتغير ، فقال يا بريدة : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ” من كنت مولاه فعلي مولاه .. ” وأصل القصة كما قال ابن كثير في البداية والنهاية – نقلاً عن ابن إسحاق قال : لما أقبل علي من اليمن ليلقى رسول الله بمكة ، تعجل إلى رسول الله ، واستخلف على جنده الذين معه رجلاً من أصحابه ، فعمد ذلك الرجل فكسا كل رجل من القوم حلة من البز الذي كان مع علي ، فلما دنا جيشه خرج ليلقاهم فإذا عليهم الحلل قال : ويلك ما هذا ؟!! قال كسوت القوم يتجملوا به إذا قدموا الناس قال : ويلك انزع قبل أن ينتهى به إلى رسول الله ، قال : فانتزع الحلل من الناس فردها في البز ، وقال وأظهر الجيش شكواه لما صنع بهم .. الحاصل أنه لا خلاف بين أهل السنة في فضل علي ومكانته ، وأنه يأتي بعد أبي بكر وعمر وعثمان في الفضل .. / نقل موقع أسلام ويب } . ملاحظة : من قاموس المعاني ، سأوضح معنى كلمة ” بز ” ، التي كسي بها جنود علي ( بز- جمع بزوز :- 1 بز : ثياب ، أقمشة . 2 بز: سلاح ، 3 بز: متاع البيت ) .
2 . جاء بصدد هذه الخطبة من موقع / ويكي شيعة التالي ، أنقلها بأختصار { مَعاشِرَالنّاسِ ، تَدَبَّرُوا القُرْآنَ وَافْهَمُوا آياتِهِ ، وَانْظُرُوا إلى مُحْكَماتِهِ وَلا تَتَّبِعُوا مُتَشابِهَهُ ، فَوَاللهِ لَنْ يُبَيِّنَ لَكُمْ زَواجِرَهُ وَلَنْ يُوضِحَ لَكُمْ تَفْسيرَهُ إلاَّ الَّذي أَنَا آخِذٌ بِيَدِهِ وَمُصْعِدُهُ إلَيَّ وَشائِلٌ بِعَضُدِهِ وَرافِعُهُ بِيَدي وَمُعْلِمُكُمْ : ” أَنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَوْلاهُ ، وَهُوَ عَلِيٌّ بْنُ أَبي طالِب أَخي وَوَصِيّي ، وَمُوالاتُهُ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْزَلَها عَلَيَّ.. ” } .
3 . ومن موقع عرفان / أنقل ملخصا لمقال بعنوان ” مصادر حديث الغدير و من كلمات أعلام أهل السنة فيه ” فيه تأكيدات لحديث الغدير من مصادر سنية{ النبى وصى بعده لعلي بحديث غدير خم وإليك أقوال أهل السنة بالحديث مع سند الروايات:
قال رسول الله لعلي في حجة الوداع : “.. من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار ، اللهم هل بلغت ” .
* . يقول ابن تيمية ، مع شدة معارضته للشيعة : ” وثبت في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم أنه قال : خطبنا رسول الله بغدير يدعى ” خم ” بين مكة والمدينة ” أبن تيمية : حقوق آل البيت ص 13.
* . ويقول ابن حجر : ” إن حديث الغدير صحيح لا مرية فيه .. ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده.. وقد أخرجه ، جماعة – كالترمذي والنسائي وأحمد وطرقه كثيرة جدا ، ومن ثم رواه 16 صحابيا وشهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته ” وكثير من أسانيدها صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا لمن رده / ابن حجر الهيثمي : الصواعق المحرقة – ص 42 – 44 . * . يقول سبط بن الجوزي : ” اتفق علماء أهل السير على أن قصة الغدير كانت بعد رجوع النبي من حجة الوداع في 18 من ذي الحجة جمع الصحابة وكانوا 120 ألفا وقال : ” من كنت مولاه فعلي مولاه ” . نص الرسول على ذلك بصريح العبارة دون التلويح والإشارة .
* . يقول ابن حزم الأندلسي في فصله : ” وأما من كنت مولاه فعلي مولاه ، فلا يصح عن طريق الثقات أصلا “. وأما سائر الأحاديث التي تتعلق بها الرافضة فموضوعة يعرف ذلك من له أدنى علم بالأخبار ونقلتها .. / الفصل – ج 4 – ص148 } .

القراءة : (أ) من المؤكد ، وفقا للمصادر ، أن الخطبة حدثت ، وأن الرسول قال مقولته / وفق المصادر الشيعية ” .. من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيثما دار ، اللهم هل بلغت ” .. وأن الشيعة تبين وفق هذه المقولة أن عليا يخلف الرسول في الرياسة ، ويجب موالته ونصره .. أما وفق المصادر السنية ، فلم تأتي الخطبة بهذا الوضوح والبيان بموالاة علي ، وأنها بينت الفضل لعلي ، ولكن هذه المصادر أكدت ، من جانب أخر أن ” في فضل علي ومكانته ، وأنه يأتي بعد أبي بكر وعمر وعثمان في الفضل ” ، وتبين هذه المصادر – أقصد المدرجة في موقع / أسلام ويب ” أن ما يزعمه بعض أهل البدع والأهواء من أن الله تعالى أنزل في هذا اليوم آية ” اليوم أكملت لكم دينكم .. ” ، وتبين أن كل ذلك ” محض افتراءات لا دليل عليها ” .. (ب) كل ماقاله الرسول في خطبة الغدير / خم ، لم يسعف لا عليا ولا عائلته ، ولم يرحمه لاأصحاب محمد ولا تابعيه ! ، وسأسرد بعضا من الوقائع – على سبيل المثال وليس الحصر ، التي تؤكد ذلك ، ناسين أو متناسين خطبة غدير خم : 1 . تركوا عليا مشغولا بتحضير محمد للدفن ، وراحوا الصحابة يهرولون للخلافة تحت سقيفة بني ساعدة 11 هج ( وبينما بعض كبار المهاجرين منشغلون بالأمر نفسه ، وتجهيز النبي الكريم لدفنه ، وصل خبر اجتماع الأنصار لأبي بكر وعمر ، فقاما من فورهما متجهين إلى مؤتمر الأنصار السياسي . وفي الطريق وجدوا أمين الأمة ، أبي عبيدة بن الجراح ، فطلبوا منه مرافقتهما ، فاتجه العظماء الثلاثة إلى المؤتمر الأنصاري .. وبايعوا أبي بكر خليفة / نقل من موقع إسلام أون لاين ) . 2 . وعندما لم يبايع عليا أبي بكر خليفة على المسلمين ، أراد عمر أن يحرق بيت فاطمة / دون أكتراث من أن فاطمة أبنة من ! وزوجة من تكون ! ( قال ابن عبد ربه الأندلسي لدى ذكر الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر : علي و العباس ، و الزبير ، و سعد بن عبادة ، فأمّا علي و العباس و الزبير فقعدوا في بيت فاطمة حيث بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليُخرجهم من بيت فاطمة ، و قال له : إن أبوا فقاتلهم ، فأقبل بقَبَسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة ، فقالت : يا ابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا ؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الأُمّة .. / نقل من موقع الأشعاع الأسلامي ) . 3 . وتم التمثيل بالحسين بن علي في موقعة الطف 61 هج ، وهو حفيد رسولهم محمد بن عبدالله ، وأبن علي / مولاهم -وفق خطبة الغدير ( أُتيَ عبيد ُاللهِ بنِ زيادٍ برأسِ الحسينِ ، فجعل في طستٍ ، فجعل ينكتُ ، وقال في حسنه شيئًا قال أنس : فقلتُ : واللهِ إنه كان أشبهُهم برسولِ اللهِ ، وكان مخضوبًا بالوسمةِ . وفي رواية الترمذي ، قال : كنتُ عندَ ابنِ زيادٍ ، فجيء برأسِ الحسينِ ، فجعل يضرب بقضيبٍ في أنفه ويقول : ما رأيتُ مثلَ هذا حُسنًا ! فقلت : أما إنه كان من أشبههِم برسولِ اللهِ ../ نقل من موقع الدرر السنية – الراوي : أنس بن مالك . المحدث : الألباني . المصدر : هداية الرواة ) .

أضاءة : أشارة لكل ما سبق ، أرى : أن خطبة الغدير ، طويت مع وفاة محمد ، ولم يلتزم لا الصحابة ولا التابعين بها .. والصحابة لم ينصروا عليا ، ولم يجعلوا عليا مولا لهم ، بل هم عادوا عليا ، ونكلوا بآل بيته ، وبأولاده وأحفاده .. ولم ينصفوه ، لا بحياته ولا بوفاته ! . بل خذلوه ، والحق كان معه ! .. وأردد وأوكد أن بموت محمد أنتهى الأسلام كرسالة ، وما تبقى منه ، هو التصارع على السلطة والحكم ! بين الصحابة والتابعين . وأصحاب محمد ، كانوا صحابة ظروف زمكانية ، وبأنتهاء هذه الظروف ألتفت كل منهم الى مصالحه .. ولم يعيروا لخطبة الغدير أي أهتمام ، وهذا دليل على أن الصحابة ، كانوا يتبعون ” التقية ” في حياة محمد ، وبوفاة محمد ذهب ألتزامهم وولائهم ، وخطبة الغدير ، من مخلفات هذا الألتزام !

أحدث المقالات

أحدث المقالات