13 أبريل، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

تساؤلات أثارها القرار الأخير للتحالف الوطني

Facebook
Twitter
LinkedIn

التحالف الوطني؛ ليس حلفاً جديداً أو تكتل انتخابياً, إنما إعادة صياغة لإطلال التحالف القديم المتهالك, والذي جاء على أعتاب الائتلاف العراق الموحد, صاحب الفضل في قيادة العملية السياسية في مرحلة ما بعد 2003, ألا إن قراره الأخير أثار تساؤلات كثيرة.
وفقاً للمعطيات الأولية؛ إن عمار الحكيم يعد من ابرز الشخصيات السياسية الشابة في العراق, ويتميز بمؤهلات وإمكانيات أهمها؛ مواكبة الحداثة في فكره وتفكيره, وامتلاكه لقدرة متميزة للتأثير والإقناع, واختياره بالإجماع من قبل قادة التحالف الوطني كافة, ليس لان يكون رئيساً عليهم فحسب, إنما ليتزعم الكتلة الأكبر ذات الدور الفاعل بصناعة القرار العراقي, وقيادة العراق استراتيجياً في ظل ظروف المرحلة القادمة.
فالعراق؛ يمثل البيت الأكبر, فلا يمكن من السهل تجاهل هذه الحقيقة, فالتشتت والاحتراب لا تصل بالعراقيين للعيش بأمان واستقرار, فالحرب سببها التفرد بالقرارات, وتأجيج نار الطائفية, وإثارة الفرقة بين أبنائه, لذا فأن لا حلول للازمة الاقتصادية إلا بتمكين الحكومة من اتخاذ قرارات صائبة, ولا تقارب بين المركز والإقليم إلا بالتفاهم وفق الدستور, ولا استقرار بالوضع السياسي ألا بتشخيص الأخطاء ومعالجتها.
وقطعاً العراق ليس بمعزل عن ما يدور حوله إقليمياً ودولياً, كونه المحور في اغلب ما يحدث من أزمات سياسية واقتصادية وحتى العقائدية, وعليه فأن المنطقة الإقليمية بحاجة لان يكون للعراق دور ايجابي بتقريب وجهات النظر, بما يخدم مصالحه الخاصة, وكذلك دفع الضرر عنه, مما يحدث على الساحة الدولية غير المستقرة حالياً, وربما نتوقع أن يتأثر العراق بذلك نتيجة لأي طارئ.
ومن التساؤلات التي أثيرت أخيراً, ما هو رأي المرجعية الدينية من التحالف الجديد؟ فإصلاح التحالف الوطني؛ يأتي ضمن ما تدعو له المرجعية العليا, ويطالب فيه المواطن, وإلا كيف نصلح الأحوال, وحال التحالف غير صالح, أما علاقة بعض الدول الإقليمية والقصد (إيران) بالتحالف, فإيران لا تتدخل بالشأن العراقي بقدر ضمان الاستقرار في المنطقة, وإعادة تقويم التحالف تأتي ضمن اطر التقارب الشيعي.
فالتحالف العنوان الأوسع لهوية التشيع, ووحدة الوطن, ولا يمكن المضي دون تحقيق ذلك, لذا فأن أطروحة (الكتلة العابرة)؛ تمثل حالة استقرار وطني, وتدعم البرنامج الحكومي, ولا يمكن أن تكون ممثلاً للهوية العقائدية, كما إن جمع شتات التحالف لا يعني أن نطبق مبدأ: (انصر أخاك ظالما أو مظلوماً) فمن تثبت عليه ملفات معينة, فالأجهزة الحكومية المختصة هي المعنية بذلك, وليس التحالف.
كما يطرح رأي؛ بوجود التفاف مستقبلي على تسلم الحكيم زعامة التحالف, وهذا التخوف وارد ضمن الاستهداف السياسي, باستخدام وسائل الحرب الناعمة, والتي نرى أهم أدواتها؛ زرع بذور الفرقة, وخلق حالة من فقدان الثقة بين أبناء الوطن الواحد, والمذهب الواحد, وحتى التيار الواحد, وإن آل الحكيم؛ كانوا وما زالوا الراعي الأبوي للقضية العراقية, ولا يمكن اليأس مع وجود إمكانية لمواجهة التحديات.
لذا ما أُثير من تساؤلات حول القرار الأخير للتحالف, تأتي نتيجة التجارب الماضية بين قوى التحالف نفسها, إلا إن مصلحة العليا للمذهب والعراق تقتضي وجود تحالف قوي مستقر, ويبقى التفاؤل مطلوب بوحدة الكلمة والموقف, والجهة التي لا تلتزم بقرار الإجماع الشيعي الوطني, هي من تتحمل القرارات الانفرادية خارج الإطار الوطني.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب