تكشف الإجابة عن هذه التساءولات التي وجهها السيد الصرخي الحسني الى المسؤولين او الى الآخرين مِمّن ينتظرون من اميركا التدخّل العسكري في الأزمة الحالية التي يخوضها العراق ضد قوى الارهاب الخوارج او ما تسمّى بـ داعش (اقول للاميركان للأنجاس وللعملاء الذين ينتظرون الآن الأميركان ان يقوموا بعملٍ ما اقول هؤلاء الخوارج هؤلاء النواصب عندما كانوا في الصحراء في مكان مجرّد في مكان خالٍ أمام الأعين أمام الأنظار أمام الرصد أمام الرادارات أمام الطائرات أمام أبسط إنزال جوّي ولم تقدِروا عليهم، الآن كيف بهم وصاروا بين الناس؟ كيف بهم وقد إختبئوا بين الشعب؟ كيف تُميّز هذا الفرد من الآلاف؟..). تكشف للعقلاء والباحثين عن اسباب الأزمة الكثير من الخفايا المؤامراتية والأدوار الاخرى الذي تلعبه اميركا في العراق. وعن مدى التواطؤ والتعاون المدروس المتآمِر الملعوب بين قوى الارهاب في العراق والمنطقة من جهة، وبين اميركا ومنظّمات واجهزة مخابرات مبرمجة دوليّة أخرى متآمرة على العراق من جهة اخرى. بكل بديهة: اين كانت اميركا وأجهزة رصدها الاستخبارية والرادارية والطائرات وغيرها.. فضلا عن اجهزة رصد الحكومة العراقية واعينها..؟ عندما كان الخوارج وقوى الارهاب امام الانظار، امام أعين جميع اجهزة الدولة، وامام اجهزة الرصد بكل أنواعها، والعدو في الصحراء ومكشوف في العراء..؟ اين كانوا من هذا؟ لماذا لم يُضرب العدو عندما كان مكشوفا للجميع، وعندما كان العدو امام انظار الجميع ومكشوفا لأجهزة رصدهم..؟ لماذا لم يُضرب، لماذا لم يُسحق، لماذا لم يُقاتَل؟، فكيف يمكن الآن تمييز هؤلاء الخوارج.. خاصّة وأنّهم قد أختلطوا مع الناس؟ وكيف يمكن معرفتهم من بين مئات الآلاف من عموم الشعب؟.
في أشارة الى انهم (الخوارج) اساسا كانوا امام انظار الاميركان وطائراتهم واجهزتهم واستخباراتهم..! فلماذا اذن تركهم الأميركان فضلا عن اجهزة الدولة العراقية حتى استقوت شوكتهم؟ هذا وغيره مِمّا يستدعي الى الشك بنوايا الاميركان ونوايا عملاءهم ومريديهم، بل والى ضلوع الجميع بهذه الأزمة وأن لهم يدا بتأجيجها وتأزيمها.
يتبيّن من خلال التمعّن والنظر بموضوعية وتجرّد مع جمع كل المعطيات والتداعيات السياسية الداخلية والخارجية الى انه كان لأميركا الباع واليد الطولى بتأجيج الفتنة وتأزيمها، ولا تخلو الحال والاوضاع الدمويّة المأساويّة الاخيرة التي وصلت له في العراق من رعاية اميركيّة بحته.
خاصّة اذا ما أخذنا بنظر الأعتبار التحذيرات السابقة التي وجّهها السيد الصرخي الحسني في أحدى خطاباته الى عموم شرائح ومكونات المجتمع العراقي محذّرا من الفِتَن القادمة، ومِمّا ستؤول له حال العراق من مآسي وفتن مهلكة ومرعبة كان قد صرّح بها المحتلّون الأرهابيّون أنفسهم بنقلها الى العراق (يا ابناء الشعب العراقي الحر الأبي السنّة الشيعة العرب الأكراد رجال دين والمكلّفين الرجال والنساء الحذر كل الحذر من فتنة مرعبة مهلكة وحرب مدمّرة وأرهاب شيطاني ممقوت وصراع دنيا ومصالح يشترك فيه دول عالمية واجهزة مخابرات ومنظمات ارهابية مبرمجة ومسيّرة صرّح المحتلّون الارهابيّون انّهم نقلوا ساحة الحرب والأرهاب الى العراق، فالواجب علينا ان نكون واعين فلا نقحم انفسنا بهذه الفتنة والنار المحرقة، فلا نكون طرفا في هذه الحرب الارهابية وتصفية الحسابات الشيطانيّة فنخسر الدنيا والآخرة).