سخر عدنان الاسدي القيادي في دولة القانون من طموح الرئيس مسعود البارزاني نيل الاستقلال للشعب الكردي والذي أبداه في مؤتمر دافوس ووصفه (باضغاف أحلام) وبأن الكرد لايشاطرون البارزاني طموحه! هنا لا يسعنا إلا أن نحيل الاسدي الى الاستفتاء الذي جرى عام 2005 الذي أسفر عن تصويت اكثر من 98% من المواطنين الكرد لصالح الاستقلال عن العراق، واذا كانت شعوب العالم كافة مع الاستقلال وحرية اوطانها، فهل يعقل ان يشذ الكرد عن هذه القاعدة؟
وعند صدور قرار بتحويل قضائي تلعفر وطوزخورماتو الى محافظتين والذي نجمت عنه مطالبات بتحويل اكثر من (5) اقضية اخرى الى محافظات، فان اصواتاً نشارة سيما في محافظة نينوى ارتفعت قائلة ان رؤساء عشائر تلعفر رفضوا جعل قضائهم محافظة، الامر الذي اغضب التلعفريين التركمان الذين ينادون منذ عقود لجعل قضائهم محافظة، واذا كانت الاقضية العراقية كافة مع تحويلها الى محافظات، فهل يعقل ان يشذ اهالي قضاء تلعفر عن هذه القاعدة والتخلف عن ركب المطالبين بتحويل اقضيتهم الى محافظات؟ شيء واحد على التركمان سواء في تلعفر أو طوزخورماتو ان يأخذوا ببالهم ألا وهو تقديم تنفيذ المادة 140 على طلبهم المشروع المنوه عنه مع اصرارهم وحقهم المشروع في تحويل القضاء الى محافظة.
عدا رؤساء العشائر اولئك، جاء في خبر ان العشائر العربية والكردية والتركمانية في محافظة نينوى لاتقبل بتقسيم الاخيرة وجعل اقضيتها محافظات! ان على هؤلاء ان يعلموا أن مجالس الاقضية هي المخولة في البت بالمسألة هذه إضافة الى المكونات الاجتماعية: الكرد والتركمان والمسيحيون، ولايحق لأي مكون اجتماعي التحدث باسم مكون اجتماعي اخر، علماً ان احداث السنوات الاخيرة والدموية اثبتت استحالة انسجام الكرد والتركمان والمسيحيين على التواصل مع المكون العربي الحاكم في الموصل، ويحضرني هنا قول للكاتب العربي المعروف حازم صاغية، من أنه لم يكن للكرد ولع بالعرب منذ تأسيس الدولة العراقية.
ومن اشكال التشويه والتزييف لأرادة المكونات الاجتماعية العراقية المغلوبة على امرها قول الفريق علي غيدان قائد القوات البرية العراقية، من ان الجيش العراقي يقصف دور واحياء الرمادي بناء على معلومات ترده من مواطني الانبار السنة كما ان قصف الدور يتم بناء على طلب اصحابها!!! ترى هل من المعقول والمنطقي ان يطالب صاحب دار الحكومة بالاقدام على تدمير داره؟ وتقول الاخبار ان محافظ الانبار أحمد خلف الذيابي طالب بتسوية 200 دار مع الارض وبان المالكي وافق على طلبه بحجة ان اصحاب تلك الدور متعاونون مع داعش! هذا الذي اوردته كان على سبيل المثال لا الحصر على تزييف ارادة المكونات الاجتماعية الكردية والتركمانية والسنية والمسيحية.
كفى تزييف وتشويه ارادة الاخرين.
[email protected]