17 نوفمبر، 2024 1:23 م
Search
Close this search box.

تزييف البشر واقنعة المهرجين

تزييف البشر واقنعة المهرجين

ابدعت الفنون في التزييف والتزوير وقد نكون قد بلغنا الحدود القصوى في ذلك ، تمكن العلم من تزييف كل منتج سواء كان نباتي او حيواني او صناعي وسجلت المنتجات المستنسخه رواجاً في الأسواق ولكن باسعار ادنى ومن هنا نبدأ الفكرة وهي ان المزيف اقل قيمة من الأصل حتماً.

اعرف العديد من الأصدقاء الذين استعانوا بالمزورين لتزييف وجوههم فخصصوا مبالغ للقيام بما يسمى بعمليات التجميل والتي اسميتها عمليات التزييف فحقنوا الشفاه والخدود وحدقات الأعين والجباه بالكيمياويات والسيلكون التي تدوم لفترات وأطروا تلك اللوحة البائسه بابتسامة هوليوديه لأسنان مصطنعه مع بعض المعالجات لتصغير الانوف ورفع الحاجبين وازالة الشعر بالليزر ومعالجة الصلع و صباغة وزرع الشعر ، وطبعاً لم يكن هذا الطريق سالكاً لهم قبل ان تسلكه زوجاتهم اللواتي يضفن انواع تجميلية اخرى لا اعلم ما غايتها ، وهل ستعود الجده لمرحلة العروض قبل الخطوبه فيعجب بها شبان الاقارب والعشير والمحله ام ماذا ؟وعادة ما تتزامن تلك العمليات الناجحه بتغيير الملبس بما يظهر بعض المفاتن للدلالة على هيئة الشباب ، اما لماذا فالأجابة معلومة وهي انه لن تتم الموافقه على تلك العمليات للزوج المتصابي الا ان يحققها للمدام وبحجة كي اعجبك واملأ عينيك ! اما ان حدث وتم توجيه جمل الأطراء الصفراء للزوجة المتصابيه في احدى الحفلات او الأمسيات من قبيل ( عبالي زوجك ابوك او عبالي بنتك اختك ) فتلك النشوة من السعاده لا تقدر بثمن .ولا اود الخوض في عمليات تجميل النائبات اللواتي بعد الجلسة الأولى تحولن بقدرة بيروت الى اليسا وجهاً وجسماً .

تبادلت اتصالاً مرئياً مع احدهم من الذين خاضوا تلك التجربه مع انه من العسكر والزلم الخشنه يفترض ، لقد تغير فيه كل شيء حتى ابتسامته اصبحت كأن فمه شق سكين في كتلة من العجين ! فقلت له تحتاج لتغيير مستمسكاتك بشكلك الجديد كي يتم التعرف عليك ، وقلت له مازحاً قاصداً ، هناك ولاعات تباع في الباب الشرقي بهيئة مسدس وحينما تراها لا تستطيع ان تفرق بينها وبين المسدس الحقيقي ، فقال نعم ! فقلت الفرق ان الحقيقي يرمي رصاص والثاني يولع سيكاير ! فان كان المسدس لا يرمي رصاص مهما اتقنت تشبيهه يبقى ولاعه واللبيب بالأشارة يفهم !

عمليات تزييفك لن تعيدك شاباً بل تحولك لمسخاً ، عجوز برأس شاب والمصيبة ان جل هؤلاء المسوخ هم قادة وآمرين وسياسيين ومقامات وفنانيين واصبح الكل متشابه وترى احدهم وزير ونافخ وجهه وشاد كرشه وهو درج مدخل الوزارة يصعده بشق الأنفس ، وقائد في الجيش الرجولي ويقف كأنه يرتدي قناع مهرج في مسرح للدمى !

المزورون اصبحوا ليسوا فقط مزيفي العمله والشهادات والعقود بل تعدى ذلك لتزييف البشر والأعمار والأشكال !

أحدث المقالات