19 ديسمبر، 2024 12:43 ص

تزوير مجنون للإنتخابات … الطريق الوحيد للولاية الثالثة … للإفلات من الحساب

تزوير مجنون للإنتخابات … الطريق الوحيد للولاية الثالثة … للإفلات من الحساب

رغم أن نتائج الانتخابات لم تظهر بعد بشكل رسمي , الا أنها ظهرت على ألسنة أنصار المالكي , من أن المالكي إكتسح الجميع و حقق فوزا كبيرا على منافسيه , في محاولة بائسة و رخيصة لإظهار المالكي و كأنه محبوب الملايين دون أن يتطرق أي متكلم منهم الى حجم التزوير المجنون الذي سبق و رافق و تلا هذه الانتخابات. إستبعاد المرشحين الشرفاء من الانتخابات تزوير , الإبقاء على المرشحين الطائفيين مبتكري نظرية سبعة في سبعة تزوير, إستغلال مال الدولة لشراء ذمم الناس الفقراء تزوير , إعطاء بطاقتين للعسكريين للتصويت مرتين تزوير , إفتعال حرب و حرمان الناس بسببها
 من التصويت تزوير , تأخير اعلان النتائج تزوير , و يمكن طبعاً إضافة الكثير من صور مماثلة قد لا يتسع المجال لذكرها يعرفها العراقيون و لعل أشهرها فيديو القاضي محمود الحسن , ما سبق ذكره من التزوير كان من النوع الذي ليس هناك طريقة لإخفائه أو التستر عليه , فهو ساطع كالشمس لا يمكن لإحد إنكار ظهورها نهاراً , و التزوير يعني سرقة اصوات الناس و هذا بدوره يعني سرقة الوطن .
إذن , من نافلة القول ان التزوير في الظلام و خلف الأبواب و القاعات المغلقة سيكون أكثر و بلا حدود و سيتخطى كل ما هو متوقع و غير متوقع , إضافة الى سلاح آخر ستلجأ اليه ما تسمى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات , المدعومة بقضاء فاسد مرتشي , وهو سلاح الطعون عندما تكون الأرقام ليست كما ترغب جماعة ( ما ننطيها ) حيث سيتم إلغاء صناديق منافسي المالكي تحت مختلف الذرائع و التبريرات كي يحصل المالكي على ثلث مقاعد البرلمان على الاقل مما يمكنه من تعطيل عمل البرلمان باختيار رئيس للجمهورية وهي الخطوة الاولى لتأسيس الحكومة الجديدة , وبعد إعلان نتائج
 الانتخابات رسميا سيبدأ تصديع رؤوس العراقيين , و قد بدأ التصديع فعلا , بان المالكي له شعبية لا يمتلكها أي منافس له , و أن على الجميع الرضوخ للأمر كي يستلم الولاية الثالثة !! ولو رسمنا صورة اخرى مغايرة لانتخابات 2014 لا تحصل فيها حالات التزوير المذكورة أعلاه , فكم ستكون نسبة المصوتين لصالح المالكي ؟ من يتحدثون عن شعبية المالكي فرحين أن يدركوا ( وهم يدركون ذلك بلا أدنى شك ) أن الشعبية لا تأتي من انتخابات مزورة و باطلة من أولها الى آخرها وإن لا يزيحوا ابصارهم و اسماعهم عن شعبية المالكي الحقيقية في الشارع عندما مزقت و احرقت صوره و رفعوا
 شعار ( الولاية الثالثة كارثة ) و وصفوه بالكذاب و قالوا له باي باي , و من قام بذلك ليسوا بعثيين و لا سنة و لا أكراد و لا هم من داعش ولا من القاعدة بل هم من نفس طائفة المالكي الشيعية , هذا هو نبض الشارع , وهو شارع شيعي , و ايقاع هذا النبض لا يمكن ان يكون مختلا . أما الشوارع العراقية الاخرى فمعروفة مواقفها الرافضة لسياسة المالكي جملة و تفصيلا .
لكن , السؤال الذي يطرح نفسه , هو لماذا اللجوء الى هذا الكم الهائل من التزوير المجنون , تزوير مجنون لإن أي تزوير في أي انتخابات في العالم لا يمكن أن يرتقي الى ما وصل اليه عندنا , إن كان الحاكم واثقاً من حب الشعب له , فلماذا يلجأ الى التزوير ؟ ردوا على هذا الكلام يا رجال دولة القانون , إن كان عرابكم محبوب الملايين كما تزعقون على الفضائيات , فلماذا يلجأ الى التزوير ؟ ألا يعطي ذلك دليلاً قاطعاً على أن الحاكم مفلس جماهيرياً و متأكد تماما أن الشعب لا يريده ؟ هل من المعقول ان شعباً فقد كل معنى من معاني الحياة و يقتل يوميا و يسرق يوميا تحت
 قيادة رجل واحد و لمدة ثمان سنوات يعود لينتخب نفس هذا الرجل … ؟ على من يدافع عن الشعبية المزعومة للمالكي أن لا يقفز مباشرة الى الارقام التي سيحصل عليها المالكي انتخابيا , وان لا يغمض عينيه عن كافة أنواع التزوير الذي حصل و الذي شاهده حتى الاعمى , بل عليه ايضاً أن يكون صادقا مع نفسه و مع الناس و يقول بصراحة : نعم نحن زورنا الانتخابات لإننا ما نريد ( ننطيها ) … فذلك أفضل بكثير , و أريح لإعصاب الناس المتعبة , بدلا من الكلام الفارغ المثير للسخرية و الاشمئزازعن شعبية الحاكم . و رب قائل يقول أن لا انتخابات في أي مكان خالية من التزوير بالمطلق و
 هو كلام فيه نسبة من الصواب ( وهذا ما سيردده و يتعكز عليه رجال دولة القانون , فهذا الكلام هو ملاذهم الوحيد و الاخير في الرد على منافسيهم ) و لكن أي تزوير في أي انتخابات في العالم لا يمكن أن يصل الى ما وصل اليه التزوير عندنا عندما بدأ قبل الانتخابات مبكراً و رافقها بخطى حثيثة و تلاها في القاعات المغلقة و بعيداً عن الأعين مما يجعل المقارنة بين تزوير وتزوير مسألة غير مستوفية لشروطها .
و الكلام عن لا وجود لأي انتخابات بدون تزوير هنا و هناك المراد منه تضليل الناس و إيجاد تبرير هزيل لما حصل من تزوير مجنون عندنا , وهو لا يختلف عن التبريرات الهزيلة الاخرى من قبل جماعة ( ما ننطيها ) عندما يتفلسفون و يقولون بان ما يقتل من العراقيين يوميا بسبب التفجيرات يحصل مثله في الكثير من مدن العالم , أو أن التدخل الايراني في العراق لا يختلف في شيء عن التدخل السعودي و القطري و التركي و كأن لدينا قاسم سليماني سعودي و آخر قطري و ثالث تركي .
و الآن , السؤال الموجه الى المالكي و دولة القانون , لماذا هذا الإصرار المستميت على الولاية الثالثة ؟ الم تتمتعوا بحلاوة الحكم لمدة ثمان سنوات متتالية ؟ حصل ذلك . الم تنهبوا ثروات الوطن طيلة ثمان سنوات ؟ حصل ذلك ايضاً . ألا تكفي أرصدتكم و إستثماراتكم الفلكية خارج العراق أن تعيشوا و يعيش أحفاد أحفاد أحفاد أحفادكم ولمئات السنين القادمة عيشة هانئة رغيدة ؟ نعم تكفي و زيادة . الم تفشلوا و تعجزوا عن دفع الموت و الفقر و البؤس عن طائفتكم التي تتبجحون ليل نهار بالدفاع عنها و عن العراقيين عموماً ؟ نعم فشلتم و عجزتم . إن ممارسة الحكم ثمان سنوات
 أكثر من كافية لكي يعرف الحاكم نفسه إن كان ناجحاً أو فاشلاً , وهذه قالها المالكي و بعظمة لسانه . إذن هناك سبب قوي جداً للتمسك بالولاية الثالثة , يختلف عن الاسباب المذكورة آنفا , و هذا السبب هو الخوف من … الحساب .. عند فقدان الولاية الثالثة. و هذا الخوف هو الذي يفسر حملة التزوير المجنونة التي حصلت .
هذه الانتخابات المزيفة لإرادة الشعب يجب أن لا تمر مرور الكرام و كأنها أمر واقع , فإن حصل ذلك فعلى الجميع أن يعلم ان العراق و شعبه منحدرين نحو الهاوية , و ما يحصل في الأنبار و الفلوجة هو بداية الهاوية إن لم تكن هي الهاوية نفسها حيث الضحايا هم عراقيون و من الطرفين المتقاتلين , كل ذلك بسبب رجل لا يريد التخلي عن كرسي الحكم .
من أنت ايها المالكي كي تموت الناس يوميا بسببك و بسبب عنادك الاحمق على تولي الولاية الثالثة , الا يكفي ما خسرناه من ارواح بريئة طوال سنوات ثمان تحت ظل رايتك المصخمة الملطمة , هذا عدا المليارات الموزعة بينك و بين أتباعك , لقد قالها الشعب صريحة مدوية و من طائفتك حصراً ( الولاية الثالثة كارثة ) و من يوافق على الولاية الثالثة , كائن من كان , إنما يريد لهذه الكارثة ان تبقى و تستمر الى أمد لا يعلمه الا الله .