منذ سنوات كنت اتابع بحثا لاحد الكتاب تناول قضية العصمة المكتسبة لبعض الشخصيات وكان من عادتي ان اتابع المسالة في الكتب المؤلفة في نفس المضمون وفي وقتها كان الحديث عن عصمة ابن الامام الحسين عليه السلام المعروف بعلي الأكبر وكانت الكتب التي تعرضت لهذه المسالة قليلة.
ووقع في يدي في ذلك الوقت كتاب السيد العلوي حول عصمة السيدة زينب عليها السلام وطبعا في ذلك الوقت كنت حريصا على قراءة الكتب التي تتعلق بعملي فقرات الكتاب بحكم عملي في مراجعة البحوث.
وبعد فترة سنوات كنت اتجول بين مكتبات النجف فرأيت كتابا لفت نظري وكان عنوانه ليس ببعيد عن ذهني فبقيت أتأمل في الكتاب ومشكلتي انني بطيء النسيان فحاولت ان أتذكر اين قرات هذا العنوان وكان صاحب المكتبة صديقي فطلبت منه ان اجلس قربه حتى أتذكر اين رأيت هذا العنوان وبقي فترة دقائق تذكرت ان الكتاب هذا للسيد عادل العلوي ولكني رأيت اسما اخر مكتوبا على الكتاب ومكتوب قبله انه المؤلف
وانا أتذكر ان كتاب السيد العلوي كان مجموعة من المحاضرات تم تقريرها وتنزيلها على شكل كتاب لذلك توقعت ان هذا هو المقرر ولكن كتب قبل اسمه كلمة (تأليف) خطا
وطلبت من صاحب المكتبة نسخة بعد ان سألته عن المؤلف والذي كان اسمه الشيخ رياض الشريفي فقال انه يعرفه وهو من نشر الكتاب واعطاه للمكتبات لبيعه.
وبعد ان رجعت الى البيت حاولت ان اتفحص النسخة الالكترونية التي كانت موجودة ضمن كتب المكتبة الشاملة الشيعية واقارن بينها وبين النسخة التي وجدتها منشورة في السوق فتبين لي ان التزوير في هذا الكتاب اكيد ومتعمد والأدلة هي:
أولا: قام المزور بحذف اسم المقرر الأصلي وهو الشيخ علي الفتلاوي الذي كتب المقدمة الخاصة بالكتاب.
ثانيا: قام لكاتب المزور بإعادة صياغة عبارة بديلة عن العبارة التي ورد فيها ذكر اسم المؤلف والجهة لتي كانت ترعى هذا المشروع.
ثالثا: قام المؤلف بحذف كلمة المحاضرة من بداية كل مطلب جديد وإعطاء عنوان مقترح من عنده ليزيد في التمويه على القارئ الذي لا يدقق الا في العناوين.
رابعا: حذف الكاتب المزور أي إشارة تتعلق بالهوامش التي اضافها المقرر الأصلي لأنها كانت تتضمن الإشارة الى المؤلف الأصلي او أي مصادر لم يطلع عليها الكاتب المزور في حياته.
لكن الامر المحزن والمضحك ان الكاتب المنحول فاته حذف كل ما يتعلق بأستاذ المؤلف وهو السيد المرعشي النجفي لأنه قد توفي منذ سنين طويلة ومن البعيد ان ينقل عنه كاتب شاب ربما لم يكن مولودا في ذلك الوقت او كان صغيرا.
ومن هنا ينبغي التأكيد على ان الانسان الذي يعيش على جهود الاخرين لن يعمر طويلا فان الغش والتزوير لن يصنعا مجدا علميا ولو كانت عقوبة سارق العلم هو قطع اليد لتعجب الكثيرون كيف ان كبار الشخصيات المشهورة ربما وقعت في مثل هذا الخطأ الكبير ولراينا كم هو عدد الكتاب الاصلاء في عالم الفكر والتأليف.