23 ديسمبر، 2024 4:36 م

تزوير الأخبار والنصوص العلمية لمصلحة من؟ – 2 / ساتوشي كانازاوا وكنغر الدمرداش

تزوير الأخبار والنصوص العلمية لمصلحة من؟ – 2 / ساتوشي كانازاوا وكنغر الدمرداش

كنت قد كتبت مقالاً قبل ثلاثة أيام من الآن بعنوان “تزوير الأخبار والنصوص العلمية لمصلحة من؟”، وقد أوردت في المقال عدة أمثلة على هذا التزوير فصلّت في بعضها واختصرت في البعض الآخر. وكما هو المتوقع كانت هناك ردود فعل إيجابية وردود فعل سلبية. ومن ردود الفعل الايجابية شكر البعض لي على نشر هذا المقال، وتأكيد البعض منهم على توافقهم معي في الرؤى، والنقد البناء للبعض مما جاء في المقال، والمطالبة بذكر مثال تفصيلي عن الاعجاز العلمي، وتبني البعض نشر المقال في مواقع وصفحات أخرى منها موقع الكتروني عالمي يبدو إنه مهتم بنشر كل ما يطرح في موضوع علم النفس في أي لغة في العالم، ورغم إن موضوع مقالي لم يكن حول علم النفس حصراً إلا أنه يبدو إن مناقشتي لموضوع له علاقة بعلم النفس التطوري فيه أقنع الناشرين بإدراجه ضمن مقالاتهم باللغة العربية.
وهذا رابط الموقع
http://psycholo.gy/%D8%AA%D8%B2%D9%88%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%B5%D9%84%D8%AD%D8%A9-2/
أما ردود الفعل السلبية فكانت اتهامات ونقل انتقائي وادعاءات واضافات. ولم يكن في نيتي كتابة حلقة ثانية مكملة للمقال المذكور الا إنه استجابة لردود الافعال الايجابية والسلبية كتبت هذه الحلقة والتي تتضمن موضوعين:
الأول:
حول “ساتوشي كانازاوا” حيث ذكر البعض ممن كانت لهم ردود فعل سلبية تجاه الموضوع إني ادعيت في مقالي إن الرجل غير متخصص في مجال علم النفس التطوري، وإني-وفقاً لكلامهم- لا أعرف إن نظام التعليم هناك يسمح بحصول الشخص على أكثر من شهادة جامعية!! وإن كانازاوا باحث في قسم علم النفس في جامعة بيركبيك في لندن وإن لديه أكثر من 30 بحث في علم النفس التطوري!!! هذا ملخص كلامهم.
أنا تحدثت عن كانازاوا في مثالي الأول في المقال السابق وكنت اتصور إن ما ذكرته وقتها كافٍ في اعطاء تصور واقعي عنه يقود إلى عدم المبالغة في تقبل الآراء التي يطرحها، ولم ارد الخوض في شخصيته أكثر، لكن يبدو إن ذلك غير كافٍ للبعض.
لذا سأورد في مقالي هذا تفاصيل إضافية عنه أنا متأكد إن أقل من نصفها كافٍ لكل باحث عن الحقيقة وإن عشرة أمثالها غير كافٍ لمن يبحث عن اثبات صواب رأيه بغض النظر عما يقود إليه الدليل:
1-من الواضح جداً لكل متعلم إن الكثير من انظمة التعليم تسمح بحصول الشخص على أكثر من شهادة في أكثر من اختصاص وفقاً لسياقات مختلفة من بلد لآخر، وهل هناك من لا يعرف ذلك؟؟؟!! اذا قلتُ لك أن إن شخص يدعي إنه يناقش الكذب والتزوير في الاخبار العلمية وهو لا يعلم ذلك فهل ستكلف نفسك عناء قراءة مقاله ؟؟!! على الاغلب إنك لن تفعل !!
وهذا هو الهدف من طرح مثل هكذا تهم.
2-ما هو تعريف المختص؟ عندما تقول إن فلان مختص في المجال الفلاني ماذا تقصد بالضبط؟ وفقاً للاصطلاح الاكاديمي يقصد بذلك إنه حاصل على شهادة في هذا المجال. فكلامي عن عدم اختصاص “ساتوشي كانازاوا” كنت اقصد به ذلك، لأن شهادته ببساطة في مجال الاقتصاد وليس لديه أي شهادة علمية في مجال علم النفس!! وهذه صفحة سيرته الشخصية من كلية لندن للاقتصاد والسياسة (LSE) التي يحاضر فيها
http://personal.lse.ac.uk/Kanazawa/

3-أما بخصوص كونه باحث في قسم علم النفس في جامعة بيركبيك في لندن، فنعم موجود ذلك في سيرته الشخصية وبالنص التالي ” Honorary Research Fellow, Department of Psychology, Birkbeck College University of London”، وترجمته “زميل باحث (ابحاث) فخري في قسم علم النفس في جامعة بيركبيك في لندن”. واعتقد إن كلمة فخري كافية في الدلالة. والغريب في الأمر إنك لو بحثت في موقع جامعة بيركبيك في لندن وفي قسم علم النفس تحديداً فلن تجد أي ذكر لـ” ساتوشي كانازاوا” ضمن قائمة زملاء الابحاث الفخريين، ولا يوجد لذلك إلا تفسيران: إما إنه لم يوجد أصلاً، وإما إنه تم سحب هذا العنوان منه بعد فصله بسبب مشكلة دراسته حول النساء السود. وحتى لا أرهقك عزيزي القارئ هذا رابط صفحة زملاء الابحاث الفخريين في قسم علم النفس في جامعة بيركبيك في لندن وليس بينهم كانازاوا، وإن شئت ادخل على الصفحة الرئيسية لموقع الجامعة وابحث بنفسك.
http://www.bbk.ac.uk/psychology/our-staff/honorary-staff

4-تقييم كتاباته وابحاثه في مجال علم النفس التطوري: يقول المعترضون على موقفنا السلبي من كانازاوا إن لديه أكثر من 30 بحث في مجال علم النفس التطوري، وانا اضيف إن لديه مشاركة في بعض الكتب أيضاً، ولكن:
أ-دعونا نأخذ بعض عناوين ابحاثه والتي اثارت الكثير من المشاكل وجعلت الكثيرين يصفونه بالعنصرية كما في ورد في مقال لجورج دافيس على موقع علم النفس اليوم والتحريض والفكاهة كما في مقال لجوكيم أي كروجير على نفس الموقع، ومن هذه العناوين: الليبراليين والملحدين أكثر ذكاء من المتدينين. غالبية الانتحاريين مسلمين لانهم لا يحصلون على ما يكفي من الجنس. أوباما مسيحي وجاكسون أبيض. النساء السود أقل جاذبية.
2-صدرت العديد من المقالات من مختصين لنقد ابحاثه واساليبه في الاستنتاجات، وقد ذكرنا في الحلقة الأولى نقد “سكوت باري هوفمان” له ويكفي هنا أن نحيلكم إلى الموقع العالمي المتخصص “علم النفس اليوم” –وهو نفس الموقع الذي ينشر فيه كانازاوا ابحاثه- لتطلعوا على مجموعة من مقالات المتخصصين التي تنتقده وتنتقد ابحاثه، والتي تجدوها على هذا الرابطhttp://www.psychologytoday.com/search/query?keys=Satoshi+Kanazawa&x=5&y=11

3-اثارت دراسة له حول النساء-كما قلنا في المقال السابق- ضجة كبيرة قادت الى فصله لمدة سنة وتقديمه الاعتذار، مما اثار موجة من الاعتراضات ضد ابحاث علم النفس التطوري بشكل عام وابحاث كانازاوا بشكل خاص. فأصدرت مجموعة من (68 عالم نفس) بياناً بتاريخ 27/5/2011 (من 7 صفحات (اثنان منها البيان وباقي الصفحات اسماء الموقعين عليها وقائمة بأسماء الابحاث التي انتقدت افكاره واسماء كتّابها)) يبينون فيه موقفهم من كانازاوا وابحاثه المثيرة للجدل، صار يعرف هذا البيان لاحقاً باسم ” kanazawa statement” أي بيان كانازاوا، وصدر بعنوان ”  Kanazawa’s bad science does not represent evolutionary psychology ” أي “علم كانازاوا السيء لا يمثل علم النفس التطوري”. ومما جاء في الصفحة الأولى من البيان:
أ-إن بحثه المنشور حول النساء السود لا يمثل وجهة نظر المجتمع العلمي لعلم النفس التطوري.
ب-إن ابحاث كانازاوا رديئة وطالما تعرضت للانتقاد من قبل الاكاديميين المختصين.
ج-إنه يستخدم في ابحاثه بيانات غير صحيحة وطرق احصائية غير ملائمة.
هـ-إن ابحاثه كثيراً ما كانت تُرفض من قبل المجلات العلمية المتخصصة لذا فهو يستعين بالإعلام في نشرها.
و-طالما تم توجيه النقد له في الاوساط العلمية بأنه لا يفهم نظرية التطور ويستخدم بيانات وطرق احصائية خاطئة.
ز-تم نشر (24) ورقة بحثية تنتقد ابحاثه، وانتقده (59) عالم اجتماع وطبيعيات كلهم من ذوي الاختصاص بما في ذلك خبراء الاحصاء والوبائيات، كما وانتقده (35) عالم من علماء النفس التطوريين. علماً إنه لم يرد على أي انتقاد وجه له لحد الان ولم يناقش الاشكالات العلمية التي تطرح عليه ويكتفي فقط بالصمت.
اعتقد نكتفي بهذا القدر ومن اراد المزيد يمكنه قراءة البيان كاملاً على الرابط التالي:
http://www.google.iq/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=3&cad=rja&ved=0CC0QFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.epjournal.net%2Fwp-content%2Fuploads%2Fkanazawa-statement.pdf&ei=6UONUNfDA8bOtAaN34HwBg&usg=AFQjCNGjUM25kAQBqHF-FemXkJK43iWlLQ
فهل بقي من كانازاوا شيء؟؟؟!!!
أم إنه التطبيل فقط والترويج لأفكار (حماقات كانازاوا على حد تعبير احد منتقديه) والتي في الغالب سيئة وتركت آثار سيئة في المجتمعات الغربية نفسها، حتى طالب بعضهم بطرده قائلاً فات أوان الاعتذار.
ولكن الغريب إنه عندما تكتب في محرك البحث غوغل(أجريت البحث يوم 30/10/2012) أسم كانازاوا بالإنكليزية “Satoshi Kanazawa” ستظهر لك 599 ألف صفحة في نتائج البحث ، وعندما تكتب “بيان كانازاوا” بالإنكليزية “kanazawa statement” ستظهر لك  مليون و 320 ألف صفحة في نتائج البحث، أما عندما تكتب اسمه بالعربية “ساتوشي كانازاوا” فستظهر لك 800 ألف صفحة في نتائج البحث. مما يعني إن هناك تهويل له في المواقع العربية من قبل البعض في حين إن النقد له في المواقع الاجنبية وخاصة المختصة هو الغالب، ولم اجد من خلال تتبعي أي ترجمة لبيان كانازاوا باللغة العربية كما لا يوجد كلام تقريباً في المواقع العربية عن الازمة التي سببها وقادت الى اصدار البيان ولا توجد ترجمة لأي ورقة بحثية تنتقده!!!!!!

الثاني:
مثال حول تزوير الاخبار والنصوص العلمية في موضوع الاعجاز العلمي كنغر الدمرداش:
كنت قد ذكرت موضوع الاعجاز العلمي في مقالي الأول ضمن أمثلة المواضيع التي يتم فيها-في الغالب- تزوير الاخبار والنصوص العلمية، ولم أرد وقتها الدخول في تفاصيل أكثر من خلال ضرب مثال تفصيلي وتتبعه لأني لم ارد الاطالة في المقال ولأني سأبحث الموضوع بتفصيل اكثر في مقال مخصص لهذا الغرض. ولكن البعض وجه لي نقداً اعتبرته إيجابياً بخصوص هذا الموضوع طالباً مني ضرب مثال واقعي لكي يكون الموضوع متكامل، ولم يكن في بالي وقتها موضوع محدد واثناء تصفحي لبعض مجاميع الفيس بوك المشترك بها وجدت بغيتي، حيث وجدت أحدهم قد نشر خبر إعجاز علمي كنت قد اطلعت عليه قبل فترة وعلمت اجمالاً إن فيه كذب وتزوير والخبر كان بعنوان ” الحيوان الوحيد الذي لا يشرب الماء واذا شربه يموت!!”
فما قصة هذا الحيوان؟ ومن اخترع هذه الاكذوبة؟
أول ذكر لهذا الموضوع وأول من اخترع هذا الاعجاز الموهوم هو المصري صبري الدمرداش وهو محاضر في العلوم في جامعة الكويت في محاضرة له بعنوان لقطات ايمانية في بداية الدقيقة الثانية تقريباً من المقطع الفيديوي الذي سنذكر رابطه، حيث بدأ بذكر الآية القرآنية “وجلعنا من الماء كل شيء حي”، وقال ما مضمونه إن بعض المستشرقين اكتشفوا وجود حيوان في الصحراء لا يشرب الماء واذا اجبر على شرب الماء يموت!! وطعنوا من خلال ذلك في الآية القرآنية، فقام بعض المسلمين بتشريح الحيوان ووجدوا بداخله مصنع لصنع الماء حيث يأكل هذا الحيوان حبوب جافة يستخرج منها الهيدروجين ثم يأخذ الاوكسجين من الهواء ويصنع منهما الماء ويشربه!!!!!! قصة طريفة ولكن، عن أي حيوانٍ يتحدث؟ ومن هم المستشرقين الذين اكتشفوه واشكلوا على الآية ؟ ومتى حدث ذلك؟ ومن هم المسلمين الذي قاموا بحل اللغز؟ وما هو مصدر هذا الخبر؟ كلامه خالٍ من أي إجابة عن كل هذه الامور.
وهذا رابط المقطع الفيديوي من يوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=V37M-wHfGCg
وتم بعد ذلك نقل المعلومة بدون تروي وقام البعض بعملية استنتاج ليكشف عن ان هذا الحيوان هو الكنغر!!!! وهذه المعلومة –أي كون الكنغر الحيوان الوحيد الذي لا يشرب الماء-انتقلت الى الفضائيات والمسابقات العلمية دون تدقيق في مضمونها!!! وقام اخرون بتصحيح المعلومة وقالوا بأن المقصود ليس الكنغر بل هو “فأر الكنغر” أو “جرذ الكنغر” فما حقيقة هذا الموضوع؟ وما اسباب اختراعه؟ وهل فعلاً الموضوع يصلح إن صح للإشكال على الآية القرآنية أصلاً؟ نجيب بالنقاط التالية:
1-كما قلنا في المقال السابق إن هناك مدرسة في الاعجاز العلمي روادها زغلول النجار وهيئة الاعجاز العلمي السعودية وآخرون، وهذه المدرسة تنتقي بعض الاخبار العلمية وتحاول ليّ النصوص الدينية لتنسجم مع هذه الاخبار وسنتحدث عنها بتفصيل أكثر في مقال مخصص لمناقشة موضوع الاعجاز العلمي. وصبري الدمرداش احد رواد هذه المدرسة.
2-إن الآية القرآنية “وجعلنا من الماء كل شيء حي” لا تتحدث عن موضوع شرب الماء فلو وجدنا الف نوع من الحيوانات لا تشرب الماء لا يمكننا أن نُشكل على الآية القرآنية، لأنها ببساطة ليست “وجعلنا كل حيوان يشرب الماء”!!!
وانما هي تشير-وفقاً للمفسرين- إلى خلق كل شيء حي من الماء، بقرينة قوله تعالى في آية أخرى “والله خلق كل دابة من ماء” فيبدو ان الدمرداش لم يستوعب مضمون الآية أصلاً، واقترح نقطة ضعف فيها واخترع قصة لسد نقطة الضعف تلك!!! فالإشكال وهمي من البداية لذا لن تجده في أي كتاب أو مصدر من كتب المستشرقين أو غيرهم لأنهم كما يبدو أذكى بكثير من جماعة الدمرداش!!
3- ولو قبلنا بهذا التفسير “أي شرب الماء” لأمكننا ايجاد الاف النماذج التي لا ينطبق عليها تفسير الآية، فهل شاهد أحدكم بكتيريا مثلاً تشرب الماء!! والمعروف إن الكائنات الحية تحصل على حاجتها من الماء بطرق مختلفة أحدها هو الشرب المباشر، كما انها تختلف في درجة تحملها للبقاء بدون ماء.
4-الكنغر حيوان يشرب الماء حاله حال باقي الحيوانات التي من جنسه، وهو يعيش في غابات استراليا لا في صحرائها، أما مقولة إنه يموت اذا شرب الماء فهذه معلومة مضحكة ولا تستحق الرد. وبإمكان القارئ ان يكتب في محرك البحث غوغل (الصور) مثلاً كلمة “كنغر يشرب ماء” ليرى أمامه عشرات الصور لكنغر يشرب الماء ولا يموت!!!
5-جرذ الكنغر أو فأر الكنغر أو الكنغر الجرذ ” kangaroo rat” حيوان قارض، يعيش في المناطق الصحراوية في أمريكا الشمالية. لديه رأس كبير، وأطرافه الأمامية قصيرة بينما أطرافه الخلفية طويلة، وطوله يتراوح بين 10 و 16 سم ويمكن أن يقفز إلى 1.8 متر (6 قدم) في قفزة واحدة. وسبب تسميته كما يبدو شكل اطرافه الخلفية وقفزاته التي تشبه قفزات الكنغر. هذا الحيوان يعيش في ظروف صحراوية قاسية يكاد ينعدم فيها الماء لذا فانه يعمد الى آليات غير مألوفة للحصول على الماء من عدة طرق منها عن طريق الهواء ومنها عن طريق الحبوب وجذور النباتات التي يخزنها تحت الارض قبل أكلها لتصبح رطبة. كما إنه يتحمل البقاء بدون ماء لفترات طويلة تصل لسنوات، لأنه فضلاً عن حصوله على الماء بطرق مختلفة فهو أيضاً لديه آليات عديدة لتقليل استهلاك الماء الى أقل حد ممكن ومنع خسارة أي مقدار منه مهما كان بسيطاً، من خلال العيش في جحور تحت الارض وعدم الظهور منها إلا ليلاً ومن خلال حجم كليته الكبير والتي تجعله ينتج بول أكثر تركيز وفيه أقل كمية ممكنة من الماء. كما إن لديه نظام تبريد في الممرات الأنفية يقلل من فقدان الرطوبة. ودرجة حرارة جسمه تتجاوز عادة درجة حرارة بيئته، وهذا أيضاً يقلل من الحاجة إلى التبريد التبخيري (التعرق) فيقل فقدان الماء بشكل كبير. ولا صحة للقول بأنه يموت اذا شرب الماء!!! ولمعرفة تفاصيل أكثر عنه يمكن مراجعة الروابط التالية:
http://www.bio.davidson.edu/Courses/anphys/1999/Chisholm/conclusions.htm
وهذا رابط المعلومات عنه في موسوعة ويكيبيديا الانكليزية مع ملاحظة إن ما ورد عنه في صفحة ويكيبيديا النسخة العربية غير صحيح وهو مأخوذ بالكامل من كلام الدمرداش.
http://en.wikipedia.org/wiki/Kangaroo_rat
ما أردنا قوله من المثالين السالفي الذكر هو التأكيد على ما جاء في المقال الأول، والذي كان مضمونه إنه ينبغي الانتباه لما نسمع ونرى فما كل معلومة صحيحة وما كل معلومة تُكتب لأجل العلم والمعرفة فقط فقد يكون ورائها اهداف خفية، وسنتمم الحديث كما وعدنا بإذن الله تعالى بمقال مفصل عن الاعجاز العلمي وقد نكتب مقال آخر عن الانتقائية في الترجمة العلمية والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق.