بدرٌ بمكَّــــــــــــةَ والنبيِّ بيثربٍ
بل شمسُ هَلّتْ لا تفارقُ شمسَها
إذ ذاكَ قالوا ما ترَونَ بأفقِـــــــنا
قالوا نرى شمسَ النبوّةِ نفسَها
تزدانُ في صَحْوِ المطالعِ طلعةٌ
تُزْهي على أبهى المباهجِ أُنْسَها
قد جاءَ (حَيْدَرَةُ) المُبَاركُ مُشْرِقاً
دنيا ترى هــــذا المُبَاركَ قُبْسَها
أتحيَّرَتْ أُمُّ تلــــــــــــوذُ بكعبةٍ
شَقَّتْ لها صَخْرَ الجِــدَارِ وأُسَّها !؟
بثلاثِ ليـــــــلاتٍ خَلَونَ ، ملائكٌ
نَزَلتْ لكي تسقي الرَّضيعَ مَعَسَّها
فتباهتِ الأَعرابُ .. أنْ فتاتَـــــهمْ
رَفَعَـــتْ على فَخْرِ الولادةِ رأسَها
حَمَلتْ (عليَّ الطـــــالبينَ) بفرحةٍ
مِنْ بعدَ أنْ أبكــــى التَيَتُّمُ عُرْسَها
هي (فَاطِمُ) الكُـبراءُ بنتُ أُسُودِها
روَّتْ وليداً بالبطـــــــــولةِ كأسَها
غذَّتُهُ عَطْفَ الـــــــــوارثينَ نبوّةً
ببلاغةٍ أعطى المُبَشِّرُ دَرْسَـــــها
في الموتِ شيّعَها النبيُّ .. تَشَرَّفتْ
لمّا غــــدا الثوبُ المُكَفِّنُ لِبْسَها
ليعودَ (حَيْدِرَةُ) الحــــــزينُ بفقدِها
فيرى (بفاطمةِ البتولةِ) حِســـَّها
هيَ هكــــــــذا الأيامُ تقرعُ حُزْنَها
وتَدُقُّ في أُذُنَ الولايـــةِ جَرْسَها
حيثُ (السّـــــَقيفةُ) لاتزالُ جريمةً
أَلْقَتْ على بابِ الظليمةِ بؤسَها
(فَدَكٌ) و (طَفٌّ) و (البقيعُ) مواضِعٌ
للحُزْنِ توحي بالمصائبِ نَحْسَها
شَـــــــطَروا بمِحرابِ العقيدةِ هامةً
وضعتْ على الشَّطْرِ المُيَمَّمِ رأسَها
لم يكتفوا .. قطعوا الرؤوسَ ؛ بظنِّهمْ
أن يُطْفِئَ الحِقْدُ المُقَنَّعُ شمسَها
فتنامتِ الأقمــــــــــارُ حقلاً زاهراً
تسـمو .. وتُعْلِي بالإمامةِ غِرْسَها
* * *
2017ـ بغداد