23 ديسمبر، 2024 5:58 ص

تزايد الدعوات لإجراء تحقيق دولي في مجزرة 1988

تزايد الدعوات لإجراء تحقيق دولي في مجزرة 1988

منذ أن تم تنصيب ابراهيم رئيسي، کرئيس للنظام الايراني، فإن مشاعر القلق تزداد في أوساط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وذلك لأن هناك مساع دٶوبة ومستمرة دونما إنقطاع من أجل الدعوة لإجراء تحقيق دولي في مجزرة عام 1988، وکذلك الدعوة لعزل رئيسي من منصب الرئيس وإعتقاله ومحاکمته لکونه أحد أعضاء لجنة الموت التي نفذت أحکام الاعدام بحق 30 ألفا من السجناء السياسيين، والذي أکد مدى ومستوى معاناة النظام الايراني من القلق بسبب تلك الدعوات، هو إمتناع الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي عن المشارکة في مٶتمرين دوليين خوفا من إعتقاله.
مجزرة عام 1988، التي تطارد قادة النظام الايراني منذ أکثر من ثلاثة عقود ککابوس، وعلى الرغم من کل المحاولات والمساعي المختلفة التي قام بها هذا النظام فإنه لم يتمکن من وضع حد لهذا الکابوس، وحتى إن تنصيب رئيسي بحسب رأي العديد من المراقبين السياسيين قد جاء بسبب حالة التخبط والقلق التي تسود في هذا النظام، ومما لاشك فيه فإن التسجيل الرسمي لبيان 21 منظمة معنية بحقوق الإنسان والخاص بالدعوة لإجراء تحقيق دولي، والمساءلة بشأن مجزرة عام 1988 لن يکون بمثابة خبر سار للنظام الايراني ذلك إن هذا التطور يعني جعل قضية المسائلة الدولية للمسٶوليين الايرانيين المتورطين بمجزرة 1988، قد باتت تأخذ طريقها للقوننة وهو مايمهد فعلا لمطاردة القادة والمسٶولين الايرانيين الذين شارکوا في إرتکاب هذه المجزرة وفي مقدمتهم رئيسي نفسه.
الآثار والتداعيات السلبية لمجزرة 1988، على النظام الايراني والتي تتزايد عاما بعد عام، هي بمثابة أکبر إنتکاسة من نوعها لهذا النظام ذلك إن الاخير کان يعول على العامل الزمني بإعتبار إن التقادم الزمني من شأنه أن يحسم البعد القانوني لهذه الجريمة ويضعها على الرفوف وينهيها الى الابد، لکن النشاطات والفعاليات المستمرة والمتواصلة للمقاومة الايرانية بشأن فضح هذه المجزرة وبيان مدى وحشيتها وتجاوزها لکل الحدود والاعتبارات الانسانية والقانونية والاخلاقية والتي وصلت الى ذروتها في حملة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية حيث نجحت في جعل العالم على إطلاع بمختلف جوانب هذه المجزرة وإن عدم مسائلة النظام الايراني بشأنها تعتبر بمثابة مکافأة للنظام بدلا من معاقبته، وهذا ماقد فتح الباب على مصراعيه لکي تکون هذه الجريمة مستمرة وليس أن تغلق ويتم طويها بسبب من التقادم الزمني الذي کان يحلم به النظام الايراني ويعتقده الحل النهائي لمشکلته العويصة هذه.