منذ نعومة اظفارنا ..وتفتح أعيننا على هذا البلد ..ونحن نحلم ( بالخرجية ) متى تملأ جيوبنا..ومهما كانت قيمتها من حيث صغرها او كبرها فهي تلبي أحلامنا بنزهة جميلة في ( كورنيش الأعظمية )..ولفات الفلافل والعنبه..تأخذنا بعد ذلك اقدامنا لهفة وشوق الى شارع السعدون الزاهي ( بمانشيتات الأفلام الجميله ) التي نقف صاغيرين لجمال رسومها ..نمشى ونتحسس ملأ جيوبنا وفي احاسينا احلام لاتنتهي شوقآ ولهفت لأحتواء كل شئ.
كنا نعلم أن ( الخرجية ) أو العيدية هي مفتاح خاص لأسرار لانستطيع البوح بها لأحد وخصوصأ اذا كانت مواعيد العشق لاوالغرام الطفولي لاتنتهي مسرورين بما يدور حولنا من خير وافر يعم بيتنا اولآ ويجعل الأبتسامه مرسومة على وجوهنا.لم نكن نعرف ماهي ميزانية البيت ( الوطن الصغير) ..ولم نكن نعلم كيف تدار الأمور الماليه..الوالد ( عامود البيت) وقائده يغدق علينا بالحنان والمدخول المادي ..وكتقاليد اي بيت عراقي ( الوالدة ) في ربة البيت والحارس الأمين دومآ على كل صغيرة وكبيرة.
أول شئ احسسته في سنوات ..عندما افقت متفاجأ على أصوات العيارات النارية مساء صيف تموز سألت أهلي مذعورآ..مالخطب …؟تلقيت بجواب لم أفهم في حينها ماتعنيه هذه الكلمات ( أممنا النفط )..لأنه في داخلي حالي كحال اي عراقي نعيش في بحبوحة خير يغدق علينا من بلد خيره يملأ العالم كله .رحلت الأيام…ومرت السنين..ودخلنا في دهليز أول الحروب…ايقنت في حينها انني بدأت اتحسس مايدور من حولي..( حرب..اسرى..جبهات قتال…كواكب من الشهداء) تمر أمام ناظري بمشهد مؤلم عرفت من خلاله كم انك خاسر لأبنائك يابلدي..
وهنا بدأ الحصار اللعين عام 1991..بدأت ملامح الخير السبعيني ومابعده تتلاشى شيئآ ..فشيئآ..( كل شئ بالقطارة)..حصاردولي على أتفه الأمور.لاتستطيع أن تبيع أو تشرى..الأ بموافقه ( الأمم المتحده ) ..وعندما تشتهي اتفسنا لأي شئ…يأتيك الجواب …( احنه بحصار)!!!!!!
ومع هذا ..علمت ان بلدي..يعيش على 5% من موارد نفطه…وقلنا…الحمد لله أحنه بخير…والطحين يزيد ماينقص…مقتنعين بما متوفر في بيوتنا من ( زاد وملح )..غير آبهين بما يدور من حولنا ( لكوننا في ذلك الحين كنا طلاب مدارس)…ولا اريد أن أعرج في حديثي هنا كم رقصنا فرحآ وطربآ لأيام (انتهاء الحرب مع ايران ) بعدها ( طلعت فتل..فتل من خشمنه ).
وبما أنني لست مختص في شؤون ميزانية الدوله العراقية ولا الأمور الأقتصاديه للبد حالي كحال اي مواطن ( ابن الخايبه)..؟ايقنت مامعني ميزانية الدوله بعد 2003..اسبشرنا خيرآ بها ..وقلنا ( يالله )..بدأت القائمة ( 72 ) مادة ( البطاقة التمونية الجديه ) حتى أهل ( المشروب …لهم فيها حصة)..قلنا ناموا برغد ( ياعراقيين)..ذهب الحرامي..ومن سرقكم..وهذه الميزانية لكم ( بيتنه ونلعب بيه)..بدأت ( بالملايين من الدولارات…الخضر)..قلنا يالله..( طارت نصف قائمة 72 )..وبعد كل سنة ..بدأت القائمة ..تنشف..( عمي تنازلنه عن النساتل ..والمشروب)…وكل سنة ( تطفر الميزانية..ملايين) ..وتقصر قائمة الأحلام السعيدة فقرات..وبدأت تتآكل..لله درك ياعراقي..( شنو انته..)..وبعد عام 2010..ورد الى سمعنا انها صارت تريليووووووووووووووووووووووون..هنا ( حتى القائمة ماحظينه بيها )….؟ميزانية العراق…( 100 تريليون)….؟الله اكبر…ترلييون ..لايستطيع فمي لفظها..بل لم اتعود عليها..وهنا أدركت أنني أخجل اذا اردت ان أقنع طفل ( 250 دينار)..نعم..يظنني معتوهآ..ولا أعيش في هذا العالم..
تريليون ..راح..تريليون جاي…الكل يتصارع عليه..ميزانية انفجاريه..( بوووووووووووم)..اين هي..أعتقد اذا انطلقت..فأن نهايتها..الى ساحة النسور لا أكثر…أذا..ماذا يفعل ابن مدينة الصدر..وماذا يصل لأبن الأعظمية…؟ولا أريد أن أتكلم عن محافظاتي العزيزة..قلتها سابقآ ..وأعيده..( كلمن يحود النار لخبزته)…ثلاثه ارباع الميزانيه ( للحبايب)..وربع( لأبن الخايبه)..!!
ياعراقيين……………بالعافية عليكم
تريليون رايح..تريليون جاي…بغداد..تفاجئنا بصخرة عبعوب.
تريليون رايح..تريليون جاي…الله يكثر ( البسطيات).
تريليون رايح..تريليون جاي…يامكثر السايبه ..والستوتات.
تريليون رايح ..تريليون جاي…وبعدنه نلزم سره على النفط
تريليون رايح ….تريليون جاي…بعدنه فردي وزجي
تريليون رايح …تريليون جاي….والمنيفست ماخلص
تريليون رايح…تريليون جاي…يامكثر بيوت الصفيح.
تريليون رايح ….تريليون جاي…وبعدنه ندور على الهجره.
تعبت…ومابيه حيل أكتب..بعد…الي بيه مكفيني..
تريليون راح….تريليون جاي….وجيوبنه…فارغه
الك الله يامواطن