هنالك مثل عراقي شعبي يقول ( تريد أرنب …خذ أرنب …تريد غزال…خذ أرنب !!…هذا المثل يتطابق مع واقعنا السياسي والاجتماعي الحالى في العراق ..أي فائدة جناها العراقيون من عملية الانتخابات ؟ …وكم أنتخابات مارسها أبناء الشعب العراقي طوال عشرسنوات منذ سقوط النظام السابق والى الان لم نحصل على نتائج ملموسة تضمن لنا التغيير …مافائدة الانتخابات والوجوه هي نفسها ترجع لتحكمنا وتتلاعب بمصيرنا ….الانتخابات الحقيقية هي التي تضمن عملية تغيير حقيقية اي ان طول فترة حكم سياسي لحكومة ما او برلمان ما وتفشل هذه الكابينة السياسية في تحقيق مطالب الفرد او المواطن يفترض ان يكون هنالك تقييم واضح لإداء الحكومة وعليه تجرى إنتخابات من شأنها ان تغير الوجوه والاسماء التي فشلت في خدمة المواطن …هذا اذا كنا أصلا نعرف أهمية الانتخابات …أما أن يضحي الشعب العراقي بأرواحه لغرض الوصول الى مراكز الاقتراع ويدلو بصوته . ثم بعد ذلك ترجع نفس الوجوه فهذه الطامه الكبرى !! مالفرق الان بين برلمان العراق الحالي وبين برلمان العراق عام 2006 على سبيل المثال …هي هي الاسماء ذاتها والوجوه ذاتها والفشل ذاته والصراع الطائفي ذاته …أذن كل ما عملناه من انتخابات وممارسات ديمقراطية ذهبت أدراج الرياح ..والشيء المرير بالموضوع …أن يكافئ برلماني فاشل بدرجة أمتياز طيلة اعوام بترشيحه لمنصب وزير!! وان احببتم اضرب لكم بعض الامثلة على ذلك سأقولها علانية دون خوف أو وجل …مالذي قدمه بهاء الأعرجي طيلة السنوات الماضية كبرلماني عراقي حتى يتم ترشيحه لمنصب نائب رئيس وزراء ؟؟ مالذي قدمه إبراهيم الجعفري طيلة الاعوام الماضية حتى يتم ترشيحه لمنصب وزيرا للخارجية ؟؟ مالذي قدمه حسين الشهرستاني وصالح المطلك وهادي العامري لينالوا مناصب جديدة في الحكومة الجديدة ؟ وفلان وفلانة وغيرهم … أين هم النخب المثقفة ؟ هل فرغ العراق من كل العباقره والمتخصصين والمثقفين والشرفاء والنزيهين ليبقى فقط هؤلاء ؟ هؤلاء الذين لم يقدموا شيئا واحدا ملموسا للعراق وللمواطن سوى خيبات الامل والموت والفساد الاداري ….هل بعد كل هذه السنين من المعاناة والالم والحرمان والقتل الجماعي
نرجع وننتخب لتحكمنا هذه الوجوه الفاشلة …أما رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري كامل المالكي فهذا حكايته حكاية مثيرة لوحدها!! طوال فترة حكمه كرئيس للوزراء لمدة ثمان سنوات لم نلمس شيئا واحدا يخدم المواطن …وكل مرة يخطب ويهدد انه يعرف كل شيء ويعرف اسماء المفسدين وسيكشفهم للرأي العام والشعب ولا يفعل …فقط تصريحات رنانة وخطابات أججت الطائفية بكل قوة …في عهده وصلت بغداد الى أسوأ مرحلة زمنية في مجال تردي الأوضاع الأمنية .. والمضحك انه لحد الان وبعد تنحيه عن الولاية الثالثة مازال يخطب فينا ويهدد قائلاً سأفضح المفسدين ….شر البلية مايضحك والله ….عتبي عليك يا شعب العراق …عتبي كل العتب …دفعت ارواح ابناؤك ثمنا باهضا خلال السنوات المنصرمة وترجع مرة اخرى تنتخب هؤلاء الفاشلين …اقولها بكل مرارة ….لقد يئست من كل شيء …فمازال الجهل والعمى مطبق علينا … وسنجني خيباتنا المتلاحقة الواحدة تلو الاخرى …فمن يزرع الفشل لايحصد غير الفشل !!