قال الشاعر:” أحسن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم – فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُوكُنْ على الدّهرِ مِعْوَانًا لذي أملٍ – يرجو نَداكَ فإنّ الحُرَّ مِعْوانُ”.
من أسباب سيطرة داعش, على الأنبار, الموصل, صلاح الدين, وديالى, كمحافظات دخلت بالتقسيم الطائفي السياسي, وتسميتها بالمحافظات السنية, فأنتجت نوعاً خطيراً من التخندق, ودخول أجندات إقليمية لتؤجج صراعات طائفية, مستغلة ضعف الحكومات, لفرض هيمنتها على تلك المناطق, إضافة للصراع الكردي, على المناطق المتنازع عليها, مع الحكومة المركزية, والحكومات المحلية لتلك المحافظات. هنالك نتائج سلبية, سيخلفها تنظيم داعش, بعد القضاء عليه كقوة عسكرية, ويجب الأخذ بنظر الاعتبار, التأثيرات الاجتماعية والنفسية, على شعبٍ تم السيطرة عليه فكرياً, لفترة من الزمن لا يستهان بها, فقد رَسَّخَ التعصب الطائفي عند بعض الجهلة؛ وغرس بذور الصراع, بين مكونات تلك المحافظات وعشائرها, حيث سعت لتفكيك النسيج الاجتماعي وسهولة الهيمنة.
إن التنظيف الفكري لمجتمعٍ, عاش صعوبة التعامل السيء, لبعض القوات الأمنية, الحاملة لتراكماتٍ فكرية وعقائد طائفية, هيأتهُ لتقبُلِ أي حركة, قادرةٍ على تخليصه, من بؤرة ذلك التعامُل, ما جَعَلَ من الحركات التكفيرية, التغلغل بسهولة ويسر, إلى تلك المجتمعات, فلم تجد القوات الأمنية, من يحميها, فأصبحت تلك المحافظات, بأغلبية مناطقها حاضنة خصبة للإرهاب.
محافظة نينوى بما فيها من مكونات, متعددة العراق والأديان والمذاهب, تَختلفُ عن المحافظات التي وصفت بسنيتها, لسيطرة ساسة تحت تلك التسمية, من أجل كسب أكبر عدد انتخابي, لتمثيل تلك المحافظة, ما جعلها ضمن دائرة الصراع, وكثرة المساجد فيها, اتاح لدخول الخطباء الطائفيين, فأدخلوا ما يحملون من فكرٍ شاذٍ, لعقول من يحضر خطبهم.
لا يفوتنا ونحن في صدد وضح الحلول؛ التي لا تسمح لعودة القوى الظلامية, لتلك المحافظة الجامعة للفسيفساء العراقية, دور قوى الظلام, بالدراسة والتدريس, وما انتجهُ من أفكارٍ عقائدية فاسدة, ومناهج تدعوا للقتل, إضافة لتحسين التعامل, من قبل المؤسسات الأمنية, التي ستتواجد في المحافظات المُحررة.
وقال أحد الحكماء:” إذا لم نطالب بحقوق الناس, في العدل والحرية, فلا خير في أي علم نتعلمه”.