18 نوفمبر، 2024 12:59 ص
Search
Close this search box.

ترمب .. مسافة المائة يوم

ترمب .. مسافة المائة يوم

أنهى الرئيس الأميركي ونجم تلفزيون الواقع السابق دونالد ترمب بخطوة واحدة مسافة المائة يوم الأولى من فترة رئاسته بحرب مفتوحة مع وسائل الإعلام. يحلو   لترمب منذ أيام حملته الإنتخابية أن يختزل علاقته مع الإعلام بتويتر فقط. تغريداته كانت ايقونة حملته الإنتخابية التي أوصلته على العكس معظم التوقعات الى البيت الأبيض. في البيت الأبيض إخترع هذا الرجل أشياء كثيرة طارئة على “السستم” أوحتى “البرستيج” الرئاسي فضلأ عن  التقاليد  الموروثة منذ مايزيد عن مائتي عام هي كل عمر الولايات المتحدة.

من بين  ما يتوجب على الرئيس المحافظة عليه هو السكن في البيت الأبيض لا خارجه. ترمب لايزال خارج هذا البيت. كذلك مفهوم السيدة الأولى حيث لاتزال زوجته ميلاندا لا تعرف دورها وربما حتى دور زوجها بوصفه رئيسأ أم رجل أعمال أم رجل إعلام. حفل العشاء الرئاسي السنوي الذي يقام في حدائق البيت الأبيض مع وسائل الإعلام هو الآخر تقليد خرقه ترمب حين قررعدم حضوره هذا العام. ليس هذا فقط فإنه قال إنه يفتخر أن يكون على بعد مئات الأميال من هذا الحفل.

رئيس مختلف  في كل شئ. البعض يرى إنه أضاع مشيتين حتى الآن وهما الإعلام والأعمال وفي طريقه أن يضيع الثالثة وهي السياسة. يؤخذ على ترمب خلط الأوراق بين التجارة التي تنازل عنها لأولاده وبين الإعلام الذي تخلى عنه كنجم سابق ليعيد إنتاج نجوميته لكن من خلال إستمرار التغريد في تويتر ومهاجمة الصحفيين, وبين السياسة التي يحاول تخطي تقاليدها حتى على صعيد التقاط الصور داخل المكتب البيضاوي.وبين هذا وذاك تبقى للحرب التي يخوضها ترمب مع غريمه الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ حصة بالغة الأهمية خلال فترة  المائة يوم التي إنتهت.

صحيح أن هذه الحرب لاتزال تجري عبر تويتر حتى الآن, لكن لا أحد يعرف كيفية حساب  ردود الفعل بين رجلين أقل ما يمكن أن يقال عنهما أن “أحدهما نصف عاقل والآخر نصف مجنون”. والعبارة الأخيرة لمحمد صديق شنشل قالها للرئيس جمال عبد الناصر بعد ايام قلائل من ثورة 14 تموز عام 1958 حين سأله عبد الناصر عن زعيمي الثورة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.

مع ذلك فإن ترمب وصف جونغ بـ “المحنك” بالإستناد فقط الى كيفية وصوله الى السلطة في بلد يعشق الجنرالات الكبار الذين يسطرون على أكتافهم المزيد من النجوم وعلى صدورهم المزيد من الأوسمة في معارك خاسرة. ما يهمنا من ترمب في أيامه المائة الأولى هي نحن, حربنا مع الإرهاب وحرب الإرهاب معنا وحروب أخرى هنا وهناك. وإذا عملنا جردة حساب لأيام ترمب المائة الماضية فإن أقل ما يمكن قوله عنها على صعيد ما يتعلق بنا هي أننا “كضيناها” سيناريوهات. سيناريو  يجر سيناريو. هذا يريد ترمب يحطم السعودية وذاك يريده يحطم إيران. هذا يقول دخلت الجيوش الاميركية من أم قصر وذاك  يقول من الرطبة. المحصلة  ترمب يغرد لكن داخل سرب مصالح بلاده.

أحدث المقالات