إذنْ بدأ الحصار الاقتصادي الفعلي على إيران ،والذي وصفه الرئيس ترمب بأنه الاقسى على الاطلاق، وبدأت الشركات الاقتصادية والنفطية العالمية تغادر الأراضي الايرانية، وتوقفتْ الشركات العالمية الصناعية والاستثمارية والنفطية وغادرت طهران ، وسط إنهيار تأريخي للعملة الايرانية التومان ،وونفذت إدارة الرئيس ترمب الصفحة الاولى من الحصاريوم أمس، وشملت العقوبات شراء الدولار والذهب والمعادن النفيسة والتعاملات المالية الكبيرة ،وتجارة السيارات والاستثمارات وغيرها،في وقت رفض الرئيس الايراني حسن روحاني إجراء أية مفاوضات أو لقاءات مع إدارة ترمب ،مبرّراً (أن إيران لاتثق بترمب وإدارته)، وسط تهديدّات إيرانية هستيرية ،من قبل المرشد الاعلى خامنئي وروحاني وقاسم سليماني وقادة الجيش والحرس الثوري،وكلّهم يلوّحون بأذرع إيران في المنطقة، وقالها صراحة نائب قائد الحرس الثوري، بأن( إيران تعتمد على أذرعها في المنطقة وهم حزب الله والحوثيين والميليشيات العراقية وهم اليد الضاربة للمصالح الامريكية وقواعدها في المنطقة)، ثم إعترف لأوّل مرة( بأن الصواريخ الباليستية ،التي تنطلق من الاراضي اليمنية نحو السعودية، هي صواريخ إيرانية )، إذنْ لم يبق شيء يخفونه الأيرانيون في مشروعهم الكوني الديني التوسعي،ولكن إلى أي مدى يمكن لإيران، أن تصمد كما صمد العراق أمام الحصار الجائر، أعتقد أن الامر يختلف هنا كثيراً، لأن شعب العراق العظيم، كان يدرك أن الحصار الجائر، هو لتركيّع شعب العراق وإذلاله،الذي كان موّحداً خلف نظامه وقيادته ، في حين إيران اليوم تعيش تظاهرات جماهيرية غاضبة ،تهتّف لإسقاط وموت الدكتاتور، لأنه أفقَر الشعب الايراني،وصرف الاموال على حروب خارجية ،ويدعم ميليشيات خارجية أنهكت الاقتصاد الايراني ، فكانت الجماهير تهّتف لا لدعم حزب الله والحوثيين ، ولا لتدخلات إيران في العراق وسوريا واليمن،وإسحبْوا الجيش والحرس الثوري وفيلق القدس من سوريا ، لهذا نحن نرى أن النظام الايراني، يعيش أيامه الاخيرة بكل تأكيد، لأنه تمادّى وإستهّتر وتغوّل في سياسته التوسعية في المنطقة، التي كان يظنُّ أنها تجعله يعيد أّمجاد كسرى في إقامة الامبراطورية الفارسية وعاصمتها بغداد، لكن تحطمتْ أوهامه وأحلامه، على صخرة التظاهرات الجنوبية العراقية لعشائر وأبناء الجنوب ،حين هتفوا وخرجوا يصرخون في كل المدن والقرى والاقضية والنواحي، (إيران بره بره البصرة تبقى حره بغداد تبقى حره)، وقامت بحرق مقرات الاحزاب والميليشيات الايرانية في كل المدن، وهي أبلغ رسالة على فشل (تدجيّن الشعب العراقي في الجنوب، والذي كان يعوّل عليه في تنفيذ اجندته الدينية والسياسية في العراق)، وفَشلْ وموتْ المشروع الإيراني في المنطقة إنطلاقا من العراق، فماذا بعد الحصار الذي أعلنه الرئيس ترمب، هل تنتّقل إيران من التصريحات والتلويحات، الى الهجوم العسكري من قبل أذرعها (كما هددّت الميليشيات في العراق)،على المصالح والقواعد والمعسكرات الامريكية في المنطقة، في بادرة منها لتصدير الازمة الى الخارج الايراني ، وإفتعال أزمات وضرب أهداف امريكية هنا وهناك ، لأشغال الادارة الامريكية ،في تنفيذ الصفحة الثانية من الحصار في تشرين الثاني القادم. وهي الأقسى في التاريخ، وسيشمل تصدّير النفط والاتصالات والكهرباء وتعطيل كامل للاتصالات والانترنيت وتوقف جميع المفاعلات النووية والاجهزة الحساسة الاخرى وتعطيل كل مرافق الحياة الصناعية والزراعية في إيران، في تطبيّق (برنامج نترو الالكتروني)،قبل العمل العسكري الذي نستبعّده، إلا في حالات قصوى حضرّتْ لها الادارة الامريكية، مع التحالف الاوروربي والتحالف العربي ، لسببّ بسيط هو أن النظام سوف لن يصمّد لتشرين الثاني، لأنهّيار الاوضاع الاقتصادية ،وإنقلاب الشارع الايراني على النظام وربمّا هناك تحضيرات لإنقلاب عسكري إيراني وهو الارّجح، تعدّ له أكثر من جهة أمريكية وأوروبية وتدعمه، تماماً كما سيحصّل في العراق، في الذهاب الى حكومة الطوارىء أو الانقاذ الوطني، وهو السيناريو الأقرب للتحقّق ، بعيداً عن الهجوم العسكري الامريكي، الذي يعتقد الكثير أن أمريكا ستنفذه في المرحلة الاخيرة ، اذا فشلت العقوبات الاقتصادية والسياسية ، الادارة الامريكي لها عدّة خيارات تواجه بها النظام الايراني ،منها الحصار الخانق، ومنها دعم التظاهرات الجماهيرية الإيرانية ، ومنها معالجة وضع الميليشيات في العراق وسوريا والبنان واليمن وتحجّيم دورها وإنهاؤه في المنطقة، ومنها أيضا سحب إيران للحرس الثوري الايراني من دول المنطقة، والتوّقف عن دعم الميليشيات وحلّها ،بفتوى من خامنئي،والتوقّف عن التدخل العسكري والسياسي، والتهديدات لدول الخليج العربي وخاصة المملكة العربية السعودية ، في حين لاخيار لأيران سوى ألإذعان للعقوبات الامريكية والاوروبية ومواجهتها بالتفاوض وتقديم التنازلات ،والتوقيع على ما تفرضه الإدارة الامريكية والتحالف الدولي معها ، في صياغة إتفاق نووي جديد يقضي الى الأبد على الحُلُم الايراني في إمتلاك أسلحة الدمار الشامل ، وجميع هذه الشروط مهينة ومذّلة ،ولكن في النهاية لابد منها وسيتجرّع خامنئي نفس كأس السمّ الذي تجرّعه سلفه خميني ، وما نشاهده من تهديدات وقصف بالصواريخ الباليسيتية على السعودية والامارات، والتلوّيح بعصا الميليشيات الايرانية في المنطقة ، ماهو إلا رفسة البغل الذي سيسقط في وحل وشِّر أعماله ، ومن يعتقد أن ايران ستصمد أمام الحصار القاتل واهمٌ، لأنها لاتمتلك أدوات الصمود والتحدّي ،من وحدة وطنية وقوة إقتصاد وقواعد جماهيرية، وتحالف دولي ينتشله ويدعمه ، فالجميع سيتخلّى عنّه، فالرئيس اردوغان أولّهم لأن الادارة الامريكية ستنهي الخلاف التركي- الامريكي، وستعود العلاقات أفضل من السابق ،وسيتخّلى أردوغان عن دعم إيران ،بأول جولة مفاوضات حرصاً على مصلحة تركيا المقدسة عنّده، فيما تخلى الرئيس بوتين عن إيران بمجرد طلبه من إيران الخروج من سوريا ،ووقف تحرشاتها بإسرائيل في الجولان ،التي إنسحب الجيش الايراني عنها 100 كيلومتر، باوامر روسية من بوتين ،إذن هذه المعطيات هي واقع تعيشه طهران، ويتبجّح به حكّامه وملاليه ، وإنهم بتبجحهم هذا وعنجهيتهم الفارغة، تذكرّنا بتهديداتهم للعراق في 4/9/1980، وما تلاه من ردّ عراقي مزلزّل في 22/9 يوم الردّ العراقي، الذي سقطت في محافظات ومدن إيرانية كثيرة في ظرف يومين فقط بصولة فرسان الجيش العراقي الباسل ،، اليوم السياسة المتخبّطة والتوسعّية ،المرفقة بصلف ووهم قوة إيراني هو من يتسيّد المشهد الامريكي – الايراني، فهل سيقِدمْ حكّام طهران، على مجازفة ورعونة في غلق مضيق هرمز، أو عمل إجرامي كبير يلفت نظر العالم ،ويؤجل إسقاط النظام ولو لأشهر أخرى، هل سيغامر وهو المعروف بمغامراته وعبثّية حروبه، وإصراره على إفتعال الحروب الخارجية والعبث بأمن استقرار المنطقة وزعزعة أمنها الاستراتيجي، كقصف المملكة العربية السعودية بالآف الصواريخ البالستية، كما هدّد وزير الدفاع وقادة الحرس الثوري، تماماً كما فعلها الخميني بإصراره على إدامة وإستمرار الحرب ،ثماني سنوات ،حتى تجرّع فيها كأس السّم الزُّعاف ، أنا أعتقد أن حكام طهران ،سيتبعون نهج الخميني في المغامرة بحربٍ، يعرفون نهايتها الكارثية على شعب إيران الطيب المسالم، ولكنّ العنجهية الإيرانية والعناد الإيراني، هو من يحكم ويتحّكم بالعقلية الحاكمة في طهران، الأوضاع ذاهبة الى حرب عالمية ثالثة ،قُلنا هذا في مقالنا السابق ونتوقعّها اليوم ،أمام النمر الايراني الورقي ،الذي يهدّد العالم كلُّه ،بكارثة حقيقية للمنطقة تطبيقاً لشعار(( علي وعلى أعدائي )) ،وهو مبعث خوف دول المنطقة والعالم ،أن يَقْدمْ على تنفّيذ عمل عسكري صاروخي جنوني ،يغرق المنطقة في بحر من الدماء والدمارلشعوب المنطقة، وهذا ما نتخوف منه نحن في العراق لننا سنكون الحطب الاول لهذا السَّعار الايراني ، لأن أذرعه التي يعوّل عليها، ستنطلق من العراق فهل يسمح الرئيس ترمب وتحالفه لإيران، تنفيذ مخطّطها الجهمني هذا، ويغرق المنطقة ببحور من الدّم ،أجزم أن النظام الايراني سينتهي قبل الوصول الى مثل هكذا جنون، لأنه يعيش أيامه الأخيرة في الحكم ،والعالم كلُّه ضدّهُ ….