18 ديسمبر، 2024 7:03 م

التوجهات القومية في السياستين الايرانية والتركية

التوجهات القومية في السياستين الايرانية والتركية

تشتد المعارك بين ارمينيا واذربيجان في السيطرة على اقليم ناغورنو كارابخ الذي، تم قبل سنوات؛ اقامة جمهورية فيه،غير معترف بها دوليا مع ان نسبة الارمن في هذا لاقليم اكثر من 95%، لكنها من الناحية الرسمية اي من ناحية القانون الدولي؛ اراضي اذربيجانية محتلة من قبل ارمينيا. ثلاث مرات تم الاتفاق فيها على وقف طلاق النار، في الاولى والثانية برعاية او بواسطة روسية، لم يصمدا الا يوم او بعض يوم، وفي الاخيرة برعاية امريكية وهي الاخرى لانعتقد بانها ستصمد طويلا. تركيا هي اللاعب الاساس في هذه الحرب بين الدولتين ان لم نقل هي المحرض لها كما تقول روسيا في شكل خجول حتى لاتخرب علاقتها مع تركيا اي المحافظة على تلك العلاقة باي شكل او باي صورة كانت؛ بتأثير حساباتها الجيو ستراتيجية في صراعها الحالي مع دول الناتو، ولو انه غير واضح الصورة في الوقت الحاضر، وايضا، في قراءتها لاتجاه هذا الصراع مستقبلا..لذا، فهي تحاول المحافظة على هذه العلاقة بتعاملها المرن والحيادي الى حد ما مع توجهات تركيا ادرغان العثمانية ذات الابعاد القومية ولو انها تختفي وراء أستار الدين. وزير خارجية روسيا حين سؤل عن علاقة روسيا مع تركيا؛ اجاب بان تركيا شريك استراتيجي يحظى بالاولية ولكنها ليست حليف استراتيجي لروسيا. تركيا تريد وهي تخطط لهذا في الامد المنظور؛ لمد نفوذها ليس الى اذربيجان فقط بل الى الدول الناطقة بالتركية؛ باحياء النزعة او النزعة القومية التركية في هذه الدول التي تشكل الخاصرة الرخوة لروسيا؛ بالاضافة الى تأثيراتها المستقبلية على القوقاز الروسي؛ مما يخلق اضطراب في جسد الدولة الروسية. هذا يعني وفي اهم مايعني؛ هو ان روسيا لايمكنها السكوت على هذه التوجهات التركية الاردوغانية كثيرا؛ لأنها في النهاية ستجد نفسها مضطرة الى ايقاف سياسة اردوغان عند حدها. ان سياسة اردوغان حتى وان بدت في الظاهر منها؛ توجهها اسلامي، لكنها في حقيقتها هي توجهات قومية صرفة، وكل ما يقوله اتراك اردوغان. تركيا اردوغان السنية تدعم اذربيجان الشيعية بل انها تصرح وعلى لسان اردوغان من انها لن تتخلى عن الاشقاء الذريين بل ستتدخل بالشكل المباشر ان طلب الاشقاء في اذربيجان ذلك. أما الجانب الايراني على الرغم من وقوف الايرانيون على الحياد في ظاهر المشهد، لكن الحقيقة تختلف وبدرجة كبيرة؛ الايرانيون لايفضلون استعادة اذربيجان لأقليم ناغورنو كاراباخ؛ فهم يدعمون ارمينيا ولو بصورة غير ظاهرة ولكنها موجودة على ارض الواقع. مع ان اذربيجان شيعية فيما ارمينيا مسيحية. ماهي اسباب هذا؛ لأن هذه الاستعادة سوف تترتب عليها؛ تقوية اذربيجان من الناحية الاقتصادية من جهة، ومن الجهة الاهم؛ سوف تكون مصدر اشعاع للاذريين في اذربيجان ايران؛ (وهو اقليم عدد سكانه اكثر من عشرين مليون) في تأليب الاذريين في هذا الاقليم الايراني الى ارتفاع الاصوات القومية المطالبة بالانفصال، وبدولة مستقلة، ولو بعد زمن. عليه فان المصالح القومية لكل من ايران وتركيا هي الاساس في توجهات سياسة البلدين وليس اي شيء اخر له تأثير فعال في رسم هذه السياسة وحركة اتجاهها لتسويق اهدافها القومية، في المنطقة اي في جوار الدولتين..