23 ديسمبر، 2024 7:39 ص

تركيا والقواعد , والقواعد اللازمة !

تركيا والقواعد , والقواعد اللازمة !

تبدو وكأنها من المفارقات المستغربة أن تحتضن تركيا قاعدة ” انجرليك ” الأمريكية , برغبتها وارادتها وليس استعمارياً , ثمّ تعمل وتبحث لفتح قواعد لها في دولٍ اخرى .!
هنالك مصطلح عسكري يسمى ” تقدير موقف ” وهو خاص بالقادة وأمراء الألوية , وهذ المصطلح يعني فيما يعنيه أخذ تصوّرات مسبقة ودقيقة وفق حساباتٍ عسكرية عن المعركة منذ الشروع بنشوبها مع الجيش المقابل , بشأن طبيعة الموقف العسكري لساحة المعركة وتخمين النتائج المسبقة لها , لكنّ هذا الإصطلاح العسكري ينبغي استخدامه عند رجالات السياسة اولاً وفي ميدان ” العلاقات الدولية ” وبطريقة اكثرسهولة من استخدامات هيئات الركن في الجيوش , ففي أمور سياسيةٍ حساسة تتعلق بين دولتين , فالأمر يتطلب التعرف المسبق على طبيعة الطرف الدولي المقابل وعلى ثوابته وثوابته القابلة للتغيير.! وفي مجالاتٍ دبلوماسيةٍ عديدة , ومن دون استرسالٍ اكثر , فما كان على حكومة الرئيس اردوغان أن تجلب لنفسها الفشل أمام وسائل الإعلام العالمية وأمام الداخل التركي , حين رفضت السعودية الطلب التركي الذي حمله اليها وزير الخارجية التركي السيد ” مولود جاويش اوغلو ” بأنشاء قاعدة عسكرية تركية داخل المملكة , فكان على الدبلوماسية التركية استخدام الخطّ غير المباشر ! اولاً , واللجوء الى بدائل اخريات لجسّ النبض بطرقٍ مختلفة , كأستخدام ” الإعلام ” للتعرف على مدى تقبّل الطرف السعودي لذلك او عدمه , ووسائل الأتصال الأخرى ايضا .
ولعلّ ما اغرى الأتراك في هذا التسرّع هو التضخيم الأعلامي التركي وغير التركي حول القاعدة العسكرية التركية في قطر ” والتي لم يعرفها ولم يسمع بها الكثيرون ” , وعن ارسال ضباط اتراك الى قطر لزيارة القاعدة المذكورة في هذا الظرف الذي تحتد وتشتد به الأزمة القطرية , لكنّ الأمر مغاير تماماً وجرى تجيير وتوظيف ” الإعلام ” له لهذه الغاية , فمسألة القاعدة التركية في قطر تعود الى سنة 2014 حينما جرى التوقيع على اتفاقية بين الدوحة وانقره على انشاء قاعدة عسكرية تركية في قطر , على أن لا يتجاوز عديد القوة التركية فيها بمستوى لواء , ويوجد حالياً 100 جندي تركي فيها ” وكأنهم سيزلزلون الأرض ” .
خلاصة الخلاصة في هذا الشأن , فيجري الآن الأنتهاء من التحضيرات الفنية والقانونية لبناء وتشييد هذه القاعدة .
تقتضيني هنا الأمانة الصحفية وغير الصحفية بأنّ تلك الأتفاقية القطرية – التركية , تتضمن نصّاً وبالحرف الواحد < – امكانية – انشاء قاعدة عسكرية قطرية داخل تركيا .! > , وشخصياً لا اظن أنّ تلك ” الأمكانية ” تراود احلام سموّ الأمير تميم في احلامه المشروعه .
تُركيّاً : – ففي عصر السرعة , فالعجلةُ من الشيطان ايضاً .!