المُتَتَبِع لتطوراتِ الاحداث لَنْ يَستَغرب كثيراً للتطاول التُركي الوَقِح على الدولة العراقية وانتهاك سيادتها والاستهانة بالمهلة التي حددتها الحكومة العراقية لسحب قواتها من أطراف الموصل ،،،ولن يستغرب ايضاً من السياسة العُنجهية التي يمارسها أروردغان كسلطانٍ عُثماني جديد مُعيَّن من الغرب لتنفيذ بعض الأجندات المَشبوهة ،،، يبدو أن هنالك شراكة ستراتيجية بين الغرب وتركيا في أعادة أستعمار المنطقة من جديد ،، فعندما نُراقب سرعة الرد الامريكي على الاتهام الروسي لتركيا بشراء نفط داعش ،،، الذي أسْتَبَقَ الاعتراض التركي نفسه ، بالاضافة لصمتِ الدول الاوروبية عَنْ صوَّر الاقمار الصناعية الموثقة التي قدمتها وزارة الدفاع الروسية حول دخول شاحنات نفط داعش الى الاراضي التركية عبر المَنافذ الرسمية يجعلنا نُثير العديد من الاسئلة الملغومة ؟؟؟
لماذا تصمت القارة الاروربية بأكملها عن هذه التقارير خصوصاً أنها ترفع شعار محاربة داعش وتجفيف تمويله ،،، ولماذا تُغامر الولايات المُتحدة بما تبقى لهامن مصداقية وتدافع عن الموقف الرسمي التركي بعد أن كَشَفت التقارير الصحفية الغربية التي سبقت صوَّر الاقمار الصناعية الروسية أنَّ التنظيم الارهابي يعتمد على بيع النفط الى تركيا في توفير احتياجاتهِ ومتطلباتهِ الحربية ،،، لايُمكن لأي صحفي مُبتدِأ أن يجد صعوبة في توثيق علاقة أنقرة بالتنظيم الأرهابي ، فكيف تعجز مراكز الابحاث الغربية المُتخصصة عن تحديد الدور التركي الحاضن والداعم للارهاب ،،،
،،، خصوصا أنَّ تركيا هادَنَتْ داعش لأكثر من سنتين من تأسيسها دون أي يحصل اي تصادم بين الطرفين … وأن داعش اطلقت سراح الدبلوماسيين الاتراك دوناً عن غيرهم من الرهائن وبدون اي أشتِراطات ،،،
وأن التنظيم الارهابي دمَّرَ كل الآثار وأضرحة الانبياء والصحابة باستثناءضريح (سليمان شاه ) والجنود الاتراك الاربعين المكلفين بحمايته الذي تمَّ استثنائهم من قبل الارهابيين لاكثر من ثمانية أشهر الى أن تَمَّ نَقل الضريح بالاتفاقِ بين داعش والاتراك لابعاد تهمة التنسيق المشترك التي باتَتْ مَكْشوفةً للجميع ،،،..
أذا أضفنا ذلك الى تقرير مجلة “دير شبيغل” الألمانية ، الذي كَشَفَ قَبْلَ أيام أن شركات تركية تقدم الوسائل التقنية لتشغيل الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية في مناطق “داعش” بسوريا والعراق، ما وصفتهُ المجلة بأنه “عار على أوروبا”. بالاضافة الى فضيحة توريد الالاف من سيارات الدفع الرباعي نوع ( تويوتا ) الى داعش عبر الاراضي التركية ،،، ودور المخابرات التركية في أيصال تكنلوجيا الاسلحة المتطورة الى التنظيم الذي جَعَلَ الارهابيين يستخدمون الطائرات المُسيَّرة وبنادق القنص العالية الدقة والبطاقة الذكية ،،، فضلاً عَن السؤال الأَهَمْ ،،، كيف أستطاع 25 الف ارهابي ( حسب تقرير الانتربول الاخير ) كيفَ أسْتَطاع هؤلاء الاصوليون ( المراقبون ) أن يَنْتَقِلوا من جميع العواصم الغربية ومن مطاراتها الرئيسية وبأوراق سفرٍ رسمية ٍ الى تركيا دون علمٍ وتنسيق بين اجهزةِ مخابرات الناتو التي تمثل تركيا أحد أعضاءها المُهمين ،،،،،
وكما يُقال ،،،السكوت الاوروبي عن كُل هذه الدلائل للعلاقة الوثيقة بين داعش وأنقرة بمثابةِ علامة رضا وشراكة ستراتيجية ،، ودفاع الامريكان عن الموقف التركي بمثابة دفاع عن الارهابيين أنفسهم ،،،
كل ذلك يجعلنا نَجزِم أنَّ داعش يُمثِّل أَقْذر مشروع مخابراتي تَمَّ تَنفيذَهُ برعاية تركية وتمويل قطري سعودي وبمباركةٍ ودعمٍ غربي،،،
لذلك نحتاج الى تحرك دبلوماسي عراقي مُكثَّف على كُلّ المستويات لكشف هذه الجريمة التي تستهدف دول المنطقة ، والعمل الجاد على مقاضاة تركيا ومن يقف معها في المحافل الدولية عن الدور التي قامت به تجاه الشعب العراقي وشعوب العالم التي طالتها جرائم داعش ،،، يجب مقاضاتها حتى وأن قرّرت الانسحاب ،، الذي نعتقد جازمين انهاستنسحب وترضخ للارادة الوطنية لانها لاتستطيع أن تُفرط بمصالِحَها في العراق التي تتجاوز ١٧ مليار،، ولاتستطيع أن تَصمد أمام التنديد الشعبي المتصاعد لسياستها العدوانية ،،،
كما نحتاج أيضاً الى قضاء أُمَمي عادل ومنظومة أخلاقية أوروبية تقوم بتحقيق مستقل لتحديد دور تركيا ( الاوردغانية ) في صناعة داعش في المَنطقةِ وتدمير شعوبها بالتنسيق مع أجهزة المخابرات الغربية ،،،دون ذلك ستبقى أزمة الثقة قائمة بين الشرقِ والغرب ،،
وتبقىٰ أمريكا دولة مُستكبرة وأوربا قارة أستعمارية ،،،،