18 ديسمبر، 2024 6:45 م

تركيا والعراق والدرس المجاني ؟؟؟!!

تركيا والعراق والدرس المجاني ؟؟؟!!

تركيا ليست ايران او السعودية او العراق الممزق انها دولة اقليمية عظمى ببنائها المجتمعي والاقتصادي وقوتها العسكرية المدعومة من حلف الناتو . فأي متغير سياسي ((طارئ)) يطرأ عليها لن يعود بالنفع على المنطقة وسربك الاستقرار الدولي والاقليمي الذي هو بالاساس يعاني من صراعات مسلحة وقتال مستمر مع التنظيمات الارهابية ..الانقلابات لها تأريخ طويل في تركيا حيث حصلت خمسة انقلابات عسكرية الغاية منها تغيير بنى سياسية بعينها ومن ثم تعود بالشعب الى الحياة المدنية والمؤسساتية الى روح مجتمعها ولكي ننصف حالة تركيا ان عقلية التفكير السياسي يعود بالاصل الى انتمائها الفطري الى الشرق الاوسط رغم حشرها ضمن اوربا لاسباب معلومة (( الا وهو عمود الربح والخسارة في الحربين العالميتين الاولى والثانية )) لذا انعكس هذا التفكير على مجمل العمل السياسي التركي ومما زاد الطين بلة ارتفاع اسهم الاحزاب الاسلامية التي لايمكنها بكل حال من الاحوال ان تخرج دراساتها واستنتاجتها عن العقل العربي في القرآن والسنة بالفكر والنهج العام مما اثر بشكل مباشر على سياسة وتوجهات المؤسسة التركية السياسية المتذبذبة والمتخبطة في الشرق الاوسط …
وبما ان العراق الحلقة الاضعف في معادلة الشرق الاوسط كونه يعاني من حرب مع الارهاب واحتقان طائفي وولاءات خارجية مختلفة على ضوء المصالح الشخصية اضافة لذلك قد استشرى سرطان الفساد والسرقات في جسم الدولة الهلامية ونستطيع ان نقول ان العراق اليوم هو ضاحية اكثر من ان يسمى دولة .. 
كان من الاجدر به ان يضع نصب عينيه مصلحة العراق العليا في التعامل مع ازمة كبيرة تمر بها دولة جارة تمتلك الكثير من الخيارات للتعامل بالمثل . للاسف الشديد وجدنا تجذر الاحقاد والدوافع الانانية والضيقة قي عقلية السياسي العراقي من خلال التسرع بأطلاق المواقف غير المنظبطة سياسيا وسمعنا ايقاعات طائفية نشاز مما حدى ببعض الجمهور بالتكشير عن انيابهم وكيل التهم والسب والشتم والتشفي ناسين او متناسين ان تركيا جارة مفروضة جغرافيا مثلها مثل ايران واعمى الجهل عيون وعقول البعض الاخر عن ان المصالح المشتركة والمنفعة المتبادلة هي ديدن العلاقات الدولية اما الذين يرون في تركيا العثمانية عدوا ازليا لايران فليعلم هؤلاء ان حجم التبادل التجاري بين ايران وتركيا اكثر من 30 مليار دولار سنويا ..اما النغمة الاكثر نشازا هو اشاعة عدم قدرة الجيش على تغيير الواقع السياسي المتهالك في العراق الا من خلال الحشد وايران هنا يتبادر سؤال الى ذهن القارئ هل ايران تقوم بأنقلاب على نفسها وهي التي لها اذرعها الممسكة بخيوط اللعبة في العراق واضيف ان حصر الجيش في زاوية ضيقة وتجريده من ولائه الوطني والنيل من ارادته وقدرته على التغيير انما هي مؤامرة على الشعب ووضعه امام حلول لا حلول لها اما تلزموا بيوتكم وتبتلعوا السنتكم او تقبلوا بأيران ان تغير لكم ما تشاء وقت ما تشاء …

اعتقد ان حكومة الخضراء لم تأخذ بالدروس والعبر كونها تعتقد الولاء للشرق مصدر قوة لها وديمومة لمشروعها الطائفي… والصورة التي شاهدتها الاحزاب  من على شاشة التلفاز بخروج الشعب مناصر ومساند للحكومة للتركية والبعض ضحى بروحه من اجل ذاك ستعتقد ان الشعب سيعيد رسم الصورة التركية ذاتها في حالة وقوع انقلاب عسكري وسيراهنون على ذلك ..وما على الشعب العراقي اليوم من مسؤوليات جسام في المستقبل القريب تحتم عليه ان يحدد اهدافه وخط سيره ودعم قواتنا المسلحة ((الجيش العراقي))… الحلم العراقي هو السلام والتغيير عبر صناديق الاقتراع هو الحل الامثل والانجع لكن الجميع مؤمن ان الطريق الى المنطقة الخضراء يمر عبر سياسة الترهيب وشراء الذمم والتزوير .. واذا ماحصل ما لايحمد عقباه سنقف وقفة رجل واحد مع التغيير  من اجل العراق .. عاش العراق .. عاش العراق .