يثير القرار التركي الاخير ،بانضمام تركيا الى التحالف الدولي ،الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية ضد تنظيم الدولة داعش والميليشيات الايرانية الارهابية ،الكثير من
التساؤلات الملحة، في وقت فقدت حكومة حيدر العبادي سيطرتها ،على الميليشيات التي تتخفى بزي الجيش والشرطة وتقاتل بفتوى مرجعية النجف المسماة ب(الجهاد
الكفائي )وأضحت تشكل دولة ميليشيات تتحكم بالقرار السياسي والعسكري،وصارت خارج سيطرة العبادي ،والدليل انها منعته من دخول مدينة المقدادية المنكوبة بجرائم
الميليشيات ،وفي مقدمتها منظمة بدر والعائب وحزب الله ،وهكذا ورطت ادارة اوباما الميليشيات بعد او قوتها ودعمتها ونفختها وجعلتهاتوغل في قتل العراقيين ، والان تريد
ان تقصقص اجنحتها، وهكذا فعلت مع تنظيم داعش ، لتجد لها مبررا كي تعود الى احتلال العراق باستراتيجية جديدة ومبررات واقعية ، وطلب حكومي قانوني ، ، ورغبة
شعبية جامحة للخلاص من داعش والميليشيات معا ، لهذا ، اعلنت استراتيجيتها في ضم اكثر من قطر عربي واسلامي الى محاربة الارهاب في سوريا والعراق ، وبما ان
تركيا ظلت بمنأى عن السياسة الامريكية ، وتوريطها في الدخول في حروب خارجية لاناقة لها فيها ولا جمل ، فانها اليوم ،باتت مضطرة الى الانضمام الى تحالف يحمي
حدودها واراضيها التي تعاني من سطوة الارهاب وخاصة تنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ، حسب تصريحات رئيس الوزراء داؤود اوغلوا ، بعد ان رفضت تركيا
لسنوات ما قبل احتلال العراق ،السماح لادارة المجرم بوش من استخدام اراضيها للانطلاق في هجمات على العراق من قاعدة انجرليك ، وكانت من الدول المعارضة لشن
حرب على العراق، وهذا موقف تاريخي يحترمه ويقدره العراقيون ، ولكن اليوم اختلف الامر ، فهناك تهديدات حقيقية ضد تركيا ، من قبل ايران وروسيا وحزب العمال
الكردستاني وغيره، وصار لزاما عليها لحماية اراضيها وشعبيها ان تنضم وتصطف في تحالف يحميها ، بعد ان كثر اعداؤها ، وهكذا اعلنت تركيا امس ،بعد زيارة نائب
الرئيس الامريكي جوزيف بايدن الى انقرة،انضمامها الى تحالف غربي تقوده امريكا لمحاربة تنظيم داعش وحزب العمال الكردستناني والميليشيات،ان دخول تركيا بقوة الى
التحالف الدولي يعطي اشارة واضحة الى ان سياسة المحاور ، قد تنجح في القضاء على الارهاب الدولي ، الذي تمثل رأسه وراعيه ايران وحزب الله والحوثيين
والميليشيات الايرانية في العراق، بالرغم من ان اعادة القوات الامريكية الى العراق يمثل (عودة للاحتلال )،ولكن يمثل فرصة للمنطقة في القضاء على اس البلاء
الميليشياوي الايراني وخطره الكبير الذي لايقل عن خطر تنظيم داعش ، ان عودة الفرقة المجوقلة الامريكية (101)، هو ايذاء لبدء معركة كبيرة لها رأين في آن واحد
،هي معركة الموصل الحاسمة امريكيا ، والتي ستقودها الفرقة المجوقلة مع القوات التركية والعراقية والبشمركة والحشد الوطني ، والمعركة الاخرى الحاسمة ضد
الميليشيات الايرانية ،التي بدأت ملامحها واضحة في توريطها بمعارك المقدادية ، وهي استراتيجية امريكا التوريطية للخصم في دعمه ونفخه والانقضاض عليه لاحقا، وهي
سياسة بطيئة تستخدمها امريكا ضد خصومها ، وهكذا منهت الحشد الشعبي في معارك الانبار، وفضحت جرائمه في المقدادية وصمتت عليه في معركة الانبار الاخيرة
،وهكذا تعود ادارة اوباما لتقود معركتين حاسمتين في المنطقة وهذه الاستراتيجية تلتقي مع ما تقوم به المملكة العربية السعودية عندما انشات التحالف الاسلامي العسكري
لمحاربة داعش والميليشيات ،فالتقاء الاهداف بين امريكا وتحالفها والمملكة السعودية وتحالفها ،الهدف منه واحدا هو القضاء على الارهاب ،الذي تقف خلفه ايران
بميليشياتها وحزب الله والحوثيين وتنظيم داعش وحزب العمال الكردستاني ،وهذه الفصائل تمثل علامة الارهاب الدولي وخطره على مستقبل المنطقة كلها،بالرغم من ان
هذه الفصائل كانت تلقى دعما دوليا وورقة لاستخدامها ضد الدول التي لاتنصاع وتخضع للادارة الامريكية ،والمعروف دوليا ان امريكا هي الراعي الاول للارهاب الدولي
وكل المنظمات الارهابية في العالم كانت تتلقى دعما امريكيا وما زالت ،ولكن ما يتلائم مع ويحقق مصالحها الاستراتيجية ، وعندما تخرج عن طريق هذه المصالح تقوم
امريكا بمحاربتها والقضاء عليها كما حصل مع تنظيم القاعدة سابقا وداعش حاليا ، ان مبررات انضمام تركيا الاردوغانية الى التحالف الامريكي الغربي سيعجل في
القضاء على الارهاب وتجفيف منابعه ،وهذا مؤشر على ان الاستراتيجية الامريكية الجديدة قد نجحت في مواجهة تنظيم داعش وضمان نجاح معركته الحاسمة في الموصل ،
واستعادتها من قبضة داعش ، ويعد هذا انتصارا لادارة اوباما التي ستودع الحكم في نهاية هذا العام بانتصار تاريخي على تنظيم داعش كما تخطط ادارته والبيت الابيض اي
ان اوباما سيودع العالم بنصر تاريخي عالمي على داعش بتحرير مدينة المول الاستراتيجية ، وهذا هو سبب ارار اوباما على الحاق تركيا بالتحالف االدولي في محاربة تنظيم
الدولة داعش والميليشيات الايرانية، ثم ههناك نقطة مهمة جداا وهي ان ادارة اوباما اعلنت( انها تريد حليفا سنيا قويا في العراق)كما اعلن اوباما نفسه ذات يوم قريب لذلك
فان تقوية السنة العرب في العراق من اولويات الاستراتيجية الامريكية ،وهذا ما تريده تركيا والسعودية ، وما الهجمة الكبيرة لايران واذنابها في العراق ولبنان ضد
السعودية وحرق سفارتها وقنصليتها وكذلك هجومها على تركيا وتاجيج وتحريض حكومة العبادي ضدها بحجة دخول قواتها الى العراق ، الا دليل على ان حظوة السنة
العرب ستكون لها اهمية لدى امريكا في المرحلة اللاحقة ، نحن نقول ان دخول تركيا الى التحالف واعلان الاتفاق الاستراتيجي مع السعودية ، ومشاركة قوات سعودية
وقطرية وتركية وعربية في معركة الموصل والرقة هو بدء مرحلة مهمة وحاسمة في المنطقة، لايكون لايران ولا لاذنابها وميليشياتها مكانا فيها ، وهكذا نعتبر انضمام تركيا
للتحالف الامريكي صمام امان لمواجهة الميليشيات وداعش معا، وبدء عصر جديد لامكان للميليشيات ولداعش فيه هذه هي مزايا الاستراتيجية التي وضعها اوباما لمعركة
الموصل الحاسمة في الربيع القادم ………