22 ديسمبر، 2024 7:26 م

تركيا وإشكالية تفسير معنى الإرهاب

تركيا وإشكالية تفسير معنى الإرهاب

لم تكن تركيا متوازنة سياسيا منذ تسلمها الزعيم الكوردي عبد الله اوجلان من سوريا ، ولم تكن تحسب ان للسياسة قواعد ، أهمها انك لا يمكن ان تفسر الأمور وفق مقاساتك انت ، فإذا صح ذلك في مجال السياسة الداخلية ، فإنه لا يصح البتة في المجال الخارجي ، وذلك لتعدد مصادر السيادة بعكس السيادة الواحدة في الداخل، ورغم أخطاء الأمم المتحدة بدعواها انها لاتملك تفسير ثابت للإرهاب ، لانها تعرف جييدا ان الارهاب في نظر ااوبلايات المتحدة يعرف وفق المصلحة الامريكية والموقف الامريكي تجاه هذه اللقضية او تلك، والغريب ان تعريف الإرهاب هو أسهل التعاريف لوضوحه من خلال الكلمة ، terrorism ، الارهاب ، وهو يعني برأينا تفعيل القوة او الايحاء بالقوة لتغيير مواقف واهداف الغير ، أي ان هناك رأي وهدف ، من مصلحة الغير عدم الأخذ به او تحقيقه عندها يتم التهديد بالقوة او استعمالها . فالارهاب لم يعد غير معرف ، منذ عام 1917، اثر صدور وعد بلفور الذي أرعب عرب فلسطين وساعد الهجانة على الاستيلاء على أراضيهم بالقوة ، اي قيام ما يعرف بارهاب الدولة ، بعد ان كان إرهاب قراصنة البحر او عصابات البر ، ولقد عمدت الويلايات المتحدة بتلوين التعاريف لكل ما يهم مصالحها ، فهي مثلا لاتعتبر قتل او جرح جيش الدفاع الإسرائيلي للمتظاهر السلمي في تظاهرات العودة على الحدود المصطنعة بين غرة واسرائيل او انها لم تعترف ان احتلالها للعراق على انه إرهاب دولة قوية لشعب دولة اقل قوة ، وقد شجع هذا التيه الامريكي والاممي كثير من الدول والمنظمات الإرهابية على سلوك هذا النمط من التحرك العسكري تجاه الغير ، ليتحول إلى فعل ارهابي، وأنني لست مع نظام البعث السوري ، ولكن وفق علم السياسة والقانون الدولي مع الدولة السورية ، التي تدخل الأتراك في شؤونها الداخلية ،،على الأقل في تشكيلها منظمة الجيش السوري الحر ، وتجهيزه بالسلاح للوقوف بوجه الجيش السوري النظامي ، او تعاونها مع منظمات يعدها النظام السوري ارهابية ، هي بالضبط كما تراه تركيا من ان منظمة حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية ، فكل دولة ترى من يرفع السلاح بوجهها إرهابي ، لماذا هو صحيح عند الأتراك وهو خطأ عند السوريين ،
ان مسألة الإرهاب يجب بعد اليوم ان تخرج من طائلة تفسير الدول إلى طاولة الأمم المتحدة ، إلى طاولات منظمات القانون الدولي ، ومراكز بحوث السياسة، لأن ما تقوم به إثيوبيا مثلا اليوم هو إرهاب يقع على شعب مصر قبل السودان ، لأنه يقع في خانة إرهاب المياه هو يعد حربا على الحياة ، وكل ما يهدد الحياة هو ارهاب ، وبالعودة إلى تركيا ، نقول كان عليها ان تعود إلى السلطات السورية ، لأن هذه السلطات لا تقبل التسلح الكردي أمام سلاح الجيش السوري ، والنتيجة تماثل الأهداف ، واختلاف الوسائل ، فبدلا من التفسير الذاتي التركي للإرهاب الكردي كما تدعي ، تذهب إلى التفسير السوري وعندها كان يمكن ان لا تقوم الحرب التركية اليوم على الكرد السوريين ، وأن كورد سوريا يعلمون أنهم فسروا تعاونهم مع آل بكة كة ، على انه تضامن لا يدخل في خانة الارهاب ما دام يهدف الى قيام دولة كردستان الكبرى ، اذن كل يفسر على هواه ، ولتذهب الشعوب إلى الجحيم …..