17 نوفمبر، 2024 11:29 م
Search
Close this search box.

 تركيا وإستراتيجية أوباما الجديدة

 تركيا وإستراتيجية أوباما الجديدة

من اولى نتائج الاتفاق النووي الايراني مع امريكا والدول الغربية ،تغيير الاستيراتيجية الامريكية في المنطقة،وانقلابها رأسا على عقب،وهي احدى بنود الاتفاقية مع إيران والتي احتفلت بها ايران وأعلنت انتصارها على الشيطان الاكبر،فما هي هذه الاستيراتيجية التي اعلنها اوباما بعيد التوقيع على الاتفاقية بيومين،وما دور وموقف تركيا وإيران والسعودية منها،وماهي انعكاساتها المستقبلية على الاوضاع الساخنة في المنطقة كلها التي تنتظر الانفجار الاخير،في ظل ما يسمى حملة الحرب على الارهاب ،وهل دخول تركيا في حرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)،وحزب العمال الكردستاني البككا ،داخل العمق العراقي والسوري،وفتح قاعدة (انجر ليك) الامريكية ،هو ايذان ببدء تطبيق الاستيراتيجية الامريكية الجديدة ،وتوريط تركيا في حرب لا ناقة لها فيها ولا جمل ،وفي وقت تعاني تركيا داخليا من مشاكل سياسية كثيرة في تشكيل حكومة او اعادة الانتخابات البرلمانية بعد خسارة حزب اردوغان فيها، قسما كبيرا من مقاعده ،وعدم استطاعته الحصول على مقاعد تؤهله لتغيير شكل الانتخابات الى النظام الرئاسي،هذه الاسئلة هي من يشغل الرأي العام الاقليمي والعالمي،نحاول هنا قراءة المشهد السياسي لما بعد الاتفاق النووي الايراني ،الذي اصبح تاريخا معاصرا بين زمنين مختلفين،ان استيراتيجية اوباما الجديدة ،تقوم على احتواء ايران في محاربة داعش في ألعراق  ودعم ميليشياتها في كل من سوريا والعراق واليمن،وإطلاق يدها في التوسع والتمدد وتهديد دول الخليج والتدخل في شؤونها الداخلية كما تشاء ،في وقت يطلق المرشد الاعلى الايراني تهديداته الفارغة وتحذيراته لأمريكا ،وهي عبارة عن دجل وتضليل وتغول للرأي العام الايراني اولا والعالمي ثانيا،والذي بات مفضوحا للملأ ،وان اسم الشيطان الاكبر لا ينطبق إلا على نظام طهران لا غيره،لذلك فالاحتواء الامريكي لإيران يضمن لها تحقيق مشروعها العسكري في تفتيت وتفكيك المنطقة وهي ليست (مستعجلة) في ذلك كما يتوهم البعض(من كان يصدق ان تركيا ) .
تدخل الحرب مع امريكا ضد داعش..؟؟؟،قبل اشهر ،وهي التي رفضت لسنوات طويلة فتح قاعدة انجرليك لإدارة اوباما واستخدام اراضيها له،وغيرها من التحالفات الامنية والاستخبارية الاخرى،على العكس تماما ان ادارة اوباما كانت وما زالت تدعم حزب العمال الكردستاني وأعماله ضد تركيا،اذن هناك تحولات استيراتجية كبرى تنتظر المنطقة بأكملها ،اولها ادخال تركيا وإشراكها في تحالفات محورية في المنطقة وإعطائها دورا كبيرا ومؤثرا فيها ،وربما صفقة تاريخية على غرار صفقة اوباما –خامنئي،في البرنامج النووي الايراني،وقد تكون(الموصل) احدى الخيارات الامريكية التي يسيل لها اللعاب التركي منذ زمان بعيد،لذلك جاء القرار التركي بالقيام بحملة عسكرية كبرى بريا وجويا بحجة محاربة داعش وحزب العمال الكردستاني داخل الحدود السورية،وبالرغم من ان احمد داود اوغلو قال امس (ان العمليات التي قمنا بها وسنقوم بها لاحقا بريا وجويا هي لدرء الخطر الارهابي الداعشي وحزب العمال الكردستاني عن حدودنا والذي اصبح يشكل خطرا كبيرا على امن واستقرار تركيا)،الا ان الامر ابعد من تهديد الامن والاستقرار التركيين،ففتح قاعدة انجرليك  بعد مهاتفة اوباما-اردوغان ومباركة ادارة امريكا للرد التركي داخل الحدود السورية والعراقية ،وتأجيل الهجوم على الانبار والفلوجة (بنصيحة امريكية ) وتعديل خطة الهجوم ،يعد امرا مبيتا ومنظما ،بعد زيارة اشتون كارتر وزير الدفاع الامريكي لبغداد وإسرائيل والاردن،هناك حالة انذار قصوى تحيط بالمنطقة،قبل اعلان الطوفان الامريكي-التركي-الايراني ،وإطلاق عمليات عسكرية كبرى داخل العمق السوري والعراقي للجيش التركي ،لمحاصرة الرقة وإسقاطها والتوجه الى الموصل في الالتحاق بمعركتها المرتقبة هناك والتي تشير كل المؤشرات قرب انطلاقتها من محاور اربيل-القيارة ودهوك،بعد ان انتهت عمليات بيجي وصلاح الدين وبقاء جيوب رخوة لداعش هناك لا تشكل خطرا على الجيش،فيما تقوم ادارة اوباما بدعم جوي كبير وقطع الامدادات والطرق بين الموصل والانبار ،وتأجيل معركة الانبار مؤقتا(وهو ما حاصل الان وبتوجيه امريكي)،في وقت تعلو صرخات وتهديدات وتوعدات قادة الحشد الشعبي الميليشياوي على محو الفلوجة منذ اشهر(نسمع جعجعة و لا نرى طحينا) حتى لو (ابو الوجبة-ونقصد طحين البطاقة التموينية الرديء)،هذا السيناريو الذي بدأت ملامح انطلاقا من تركيا ،تؤشر بما لا يقبل الشك ان الاستيراتيجية الامريكي ،نجحت في جر تركيا الى الحرب ،وربما توريطها فيها كما اشرنا،ان لم يستخدم اردوغان وحكومته الحكمة وتقدير مستقبل تركيا النامية ،فإنها ستدخل في معمعة حرب خاسرة لا نريدها لتركيا الامنة الناهضة المعتدلة اسلاميا،رغم وجود تحفظات على ادائها السياسي ووقوفها الى جانب الاخوان المسلمين ودعمهم في الدول العربية ،هذا الموقف التركي يقابله موقفا سعوديا مطابقا في مواجهة الارهاب بشكل عام وداعش بشكل خاص،لاسيما وان تنظيم الدولة داعش قد هدد بشكل مباشر نظام المملكة العربية السعودية ،وبهذا انظمت السعودية الى تحالفات اوباما في مواجهة داعش في ألمنطقة رغم تباين الموقف الامريكي-السعودي حول اليمن وتفضيله(الحل السياسي) على الحل العسكري هناك،وفي سوريا الموقف مختلف تماما فتصريحات بريطانية وعربية حول ضرورة ابقاء الاسد ونظامه ،هي تغيير في المواقف والاستراتيجيات السياسية والعسكرية في المنطقة ،بعد بروز (ظاهرة داعش) وخطرها على الامن والسلم العالمي ،وتهديدات (الخليفة البغدادي) غير بعيدة عن هذا الخطر،بل والتفجيرات المتكررة التي يقوم داعش في الدول الغربية والعربية ،هي دليل على جدية هذا الخطر العالمي ،لذلك تعمل ادارة اوباما على توحيد التحالفات العسكرية والسياسية للمنطقة في مواجهة داعش ،وهذا ما تؤكده الاحداث على الارض ،في كل من العراق وسوريا وتركيا واليمن وليبيا،وهكذا استطاعت الادارة الامريكية ونجحت في تحشيد الدول ضد داعش ،في استيراتيجية جديدة ،للقضاء عليها وتحقيق المشروع العسكري الامريكي في اقامة الشرق الاوسط الكبير،فهل تستطيع تحقيق ذلك،هذا هو السؤال المرعب الذي ينتظر اوباما في استيراتيجيته ،لما بعد الاتفاق النووي الايراني ،أنا اشك في ذلك،لان داعش ليس لها جيوش ودبابات وطائرات ونووي وووو،داعش ليست دولة، وإنما داعش فكرة..ولا تقضي عليها ،إلا الفكرة المضادة لها …إلا اذا كانت اهدافكم شريرة لتدمير وتفكيك وتقسيم المنطقة ،على مزاج برنارد لويس ،ومشروعه الجهنمي …

أحدث المقالات