17 نوفمبر، 2024 11:31 م
Search
Close this search box.

تركيا في مرمى الحرب

لم يمض يوم واحد عن إعلان  حزب العمال الكردستاني ،انسحابه خارج الحدود التركية باتجاه جبل قنديل في العراق ،حتى بدأت التفجيرات تنهال على حدودها مع سوريا(ثلاث تفجيرات في يوم واحد ) ،وظهور تصريحات عراقية تندد وتهدد دخول(  البككة)،الى داخل العراق وإنه خط احمر (تصريحات إبراهيم الجعفري رئيس التحالف الوطني )،وإنها تشكل تهديدا للأمن الوطني العراقي ،في وقت لم تعلق الحكومة التركية على هذه التفجيرات ومن ورائها إلا بعد انتهاء التحقيقات وعندها سترد بقوة ،متهمة بشكل خفي نظام بشار الأسد وحزب الله ،أما الإدارة الأمريكية فردت مباشرة بأنها لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي لما تتعرض له تركيا من عدوان آثم كما وصفته من جيرانها في إشارة الى النظام السوري المجرم ،إذن ما يجري في سوريا من حرب حقيقية تشارك فيها دول إقليمية (إيران وروسيا وحزب الله)، هو انعكاس مباشر عن ما يجري في العراق من تفجيرات وصراعات وتظاهرات واغتيالات واعتقالات، وانهيار في الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي وتصاعد الشحن الطائفي الغير مسبوق، والذي وصل حد الانفجار بين الحكومة وأحزابها والمتظاهرين في محافظات العراق المنتفضة ،وأمامنا أحداث الحويجة الدامية، والتي نفذتها القوات الحكومية ضد المتظاهرين  العزل في ساحة العز والكرامة في الحويجة ،والآن تحشد قواتها حول ساحات الرمادي والفلوجة (إنذارات رئيس الحكومة وتهديداته للمتظاهرين هناك )،يقابل هذا الانهيار السياسي والعسكري في المنطقة ،تحضيرات عسكرية في الخليج العربي لمناورات أمريكية تشاركها أكثر من أربعين دولة  ، وسكوت سوري خجول ومخز ،هو وحزب الله الذي يرعد ويزبد ويتوعد ولا نسمع منه إلا جعجعة من دون طحن  ،على غارات إسرائيلية على الأراضي السورية ،بحجة إيقاف توريد السلاح الى حزب الله وغيرها من المبررات الواهية ،فهل هذا يأتي من باب التحضيرات لحرب عالمية ثالثة، بعد انتهاء نظام الأسد وسقوطه القريب،، وانتهاء انتخابات إيران التي ينتظر أن تكون انتخابات دموية هذا العام لوجود صراعات وثارات بين المرشحين للرئاسة وهم أقطاب النظام الإيراني (الإخوة الأعداء )،ومن المؤكد ستشهد أحداثا استثنائية هذا العام ،خاصة أن الاتفاق الأمريكي –الروسي كان مخيبا لآمال إيران حول سوريا، حيث اتفق الطرفان أن يكون (بشار الأسد خارج أي اتفاقية بين النظام والمعارضة )،وهذا لا يرضي حكام طهران وحزب الله لأنه يعرض سلطتهم الى الزوال الحتمي من المنطقة ،هذا السيناريو قد يقبله نظام الأسد مضطرا لان المعركة مع الثوار أصبحت على أبواب دمشق ولا مجال له سوى الهرب أو الاغتيال من اقرب المقربين له أو الانقلاب العسكري من حاشيته وهو الأرجح ،أما إذا ركب رأسه وذهب مع إيران وحزب الله الى نهاية الشوط ،فعندها لابد أن يمارس منطق الارض المحروقة (استخدام الكيماوي المحرم )وعندها ستتدخل إدارة اوباما عسكريا كما لوحت مؤخرا ووصفت استخدام الكيماوي بأنه خط احمر ولا يمكن القبول به لأنه يفضي الى التدخل العسكري لإنقاذ المواطنين الأبرياء ، ونتساءل هل ستقف روسيا متفرجة إزاء التدخل الأمريكي والغربي في سوريا ،أم تعلن بنفسها الحرب العالمية الثالثة ،اعتقد أن طبول الحرب تدق الآن بقوة أكثر من أي وقت مضى وأصبحت المنطقة كلها على شفير الهاوية والخراب ،وتفجيرات الريحانية قرب الحدود التركية مع سوريا ،هي شرارة هذه الحرب المدمرة ،فاردوغان لا يمكن أن يسكت على مثل هكذا اعتداء سيادي أزهق العشرات من أرواح الأبرياء الأتراك والسوريين ،وخاصة إن اردوغان قد ضمن الوضع الداخلي التركي بإخراج حزب العمال الكردستاني وتوقيع اتفاقية سلام مع زعيمه عبد الله اوجلان ،والتي أراد حكام طهران بوقاحة وخبث إفشال هذا الاتفاق التاريخي ،والذي رمى كرة النار في الأراضي العراقية ،فهل سيتصدى المالكي وميليشياته لإخراجهم من الأراضي العراقية ومحاربتهم كما يصر على إخراج منظمة مجاهدي خلق الإيرانية من العراق ،بعد قتل العشرات منهم بهجوم واعتداء عسكري غير أخلاقي وإنساني ،أدانته كل الدول والمنظمات العالمية ،حكومة المالكي الآن أمام امتحان حول تواجد حزب العمال الكردستاني على الأراضي العراقية،هكذا فالمنطقة تشهد صراعات متعددة الرؤوس ولكن أهدافها واحدة ،ويمكن أن نقول هنا أن تركيا الآن هي في مرمى الحرب ومنطلقها الى دول الجوار الإقليمي بعد الاستفزازات السورية والإيرانية وحزب الله لها في تفجيرات منطقة الريحانية التركية …اردوغان لا يتفاهم وسيفعلها ……

أحدث المقالات