23 ديسمبر، 2024 2:36 م

تركيا : سيناريو محاربة الارهاب ، الاهداف والابعاد

تركيا : سيناريو محاربة الارهاب ، الاهداف والابعاد

القسم الثاني
بدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية وسمحت لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية ( انجرليك ) لتنتهي بذلك سياسة تركية لتفادت التدخل في الصراع السوري،

إن دخول الجيش التركي إلى سوريا والعراق سيخلط جميع الأوراق في هذه الحرب وقد تؤدي الخطوات غير المحسوبة لأردوغان وأوغلو إلى انتقال النزاع الأهلي من سوريا والعراق إلى الداخل التركي والتي بدأت فعلاً من خلال الورقة الكردية وقد تلتحق بها العلوية والمعارضة المختلفة ، فتركيا مرشحة للتقسيم كما هي سوريا والعراق وهذا ما يجب أن يدركه الساسة في أنقرة. كما أن على هؤلاء الساسة أن يدركوا أن للدولة السورية حلفاء إقليميين ودوليين مستعدون للتضحية من أجل عدم خسارة سوريا من الناحية الجيوسياسية، بينما ليس هناك من  أن يضحي لتركيا ولان الأوروبيون هم الذين رفضوا دخول تركيا للاتحاد الأوروبي باعتبارها دولة “إسلامية.وغير مؤهلة للانضمام لهذه المجموعة.

القوات التركية قد كثّفت في الأيام الماضية من غاراتها على مواقع حزب العمال الكردستاني داخل الحدود العر اقية ، الذي تصنّفه كل من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، بجانب تركيا، على أنه تنظيم ارهابي، في العراق وعلى مواقع لتنظيم “داعش” في سوريا. وبدأت تركيا الأسبوع الماضي في قصف أهداف في سوريا لها علاقة بتنظيم الدولة الإسلامية وسمحت لتحالف تقوده الولايات المتحدة باستخدام قواعدها الجوية ( انجرليك ) لتكون جزء من المشكلة و جزء من الصراع والتي  بدأت بوادر حلها تلوح في الافق وعودة افتتاح السفارات تترى في عاصمتها ( دمشق ) وخاصة من جانب الدول الخليجية كقطر والكويت وتونس والحديث عن دول غربية كذلك والتحرك الروسي الاخير لاقناع السعودية بتغيير موقفها ولقاءات كيري في الدوحة مع نظيريه الروسي والسعودي ومجلس التعاون وزيارة بوغدانوف والمعلم في  طهران. ولاشك ان نتائج المحصلة النووي بين الجمهورية الاسلامية الايرانية ودول 1+ تدق ناقوس الخطر لتغيير الجغرافية السياسية في المنطقة وقد تشمل تركيا ايضاً بعد ان امست منبوذة عند بعض الدول للاخطاء والممارسات التي وقعت فيها حكومة رجب طيب اردوغان

و الجانب العراقي فقد دعا في بيان نُشِر على موقع رئيس الحكومة العراقية  “الدكتورحيدر العبادي” تركيا إلى تجنّب التصعيد والسعي نحو التوصل لحل للأزمة الراهنة، وجاء في البيان أن الحكومة العراقية ملتزمة بمنع أي هجوم على تركيا يصدر من داخل الحدود العراقية. وأدانت الحكومة العراقية الهجمات التي  تشنّها القوات التركية على قواعد مسلحي حزب العمال الكردستاني التركي في شمالي العراق ووصفت ذلك بأنه “تصعيد خطير وانتهاك لسيادة العراق. وقد سبق ان ارسلت  رسائل واضحة، عبر وسائل الإعلام على إنّ لتركيا، دورٌ بارز في ما يجري ،وتعاني منه المنطقة، وخاصة فيما يمر بالعراق وسوريا ومصر، وقد قُدّمت، وثائقٌ دامغة، تدين هذه الدولة الجارة، بضلوعها في العديد من المؤامرات التي ذبحت الآلاف من ابناء شعوبها ،كما إن هناك الكثير من الرسائل الشفوية، قد وصلت الى المسؤولين الاتراك،

ورد بيان صدر عن الخارجية التركية، جاء فيه، إن الحكومة العراقية لم تتمكّن من الوفاء بتعهداتها بعدم السماح بشن أي هجوم على تركيا انطلاقا من الأراضي العراقية، مضيفا أنه من الواضح أن عددا كبيرا من مسلحي “BKK” ما زالوا موجودين في الأراضي العراقية ((هذا حسب اتفاق سابق مع نفس الحكومة التركية ، اي حكومة اردوغان ، بعد مفاوضات السلام التي جرت قبل سنتين من الان )).

وأكّد البيان أنه من غير الممكن القبول بمواقف الحكومة العراقية تجاه العملية التي تشنّها تركيا ضد منظمة BKK، التي تتهم من قبل الحكومة بتنظّم هجمات مسلحة ضد المواطنين الأتراك وقوات الأمن التركية، وذكر في البيان التركي ان  الحكومة العراقية لم تتمكّن من تنفيذ تعهداتها في حماية حدودها  وفي عدم ايقاف توغل قوات bkk  من الدخول الى اراضيها، ،

بهذه الافعال المشينة والممارسات الغير منطقية التي تقوم بها  الحكومة التركية تطلق النار على نفسها لتكسب الوقت  وفي محاولة  للخروج من المآزق الكثيرة التي باتت تحاصرها و في نفس الوقت ترهب معارضيها وتحاول ان تثنيهم عن مواقفهم وتستعطف الرأي العام حول إرهاب يضربها اليوم …. وإذا استمرت حكومة احمد داوود اوغلو في نفس الاسلوب و الدرب والغلو بما يخص السياسة الخارجية الخاصة بالشرق الأوسط فإن تركيا تواجه مشاكل أكبر وأكثروسوف تقع بمطبات اكثر تعقيداً ،

 
 هناك الكثير من المشاكل الأساسية والازمات  التي تعاني منها تركيا وتعصف بها، في الفترة الحالية تحتاج لحكومة شاملة لجميع أطياف الشعب. من اهمها مشكلة الأكراد التي  يستوجب حلّها بأسرع وقت، كما هناك مشاكل متراكمة جراء انقلاب 12 سبتمبر 1980 العسكري الأليم الذي خلّف مشكلة الدستور العسكري القاسي الذي يجب تغييره. وتحريك من أجل الاجتماع على نقطة مشتركة وهي حل مشاكل تركيا الأساسية لكن الحقيقة ظاهرة تخبر عن ذاتها بأن النظام التركي أسس الإرهاب في المنطقة وحبله السري الذي يغذيه… ويبقى المستفيد الأول والأخير النظام  من هذه الأفعال الإرهابية في تركيا ودول الجوار في الوقت الحاضر لتعزيز مكانتها التي فقدتها في الانتخابات الاخيرة. وعليها ان تعيد النظر عن مثل هذه السياسات  و بضرورة التخلي عن هذه الاعمال الغير اخلاقية، والتي تبتعد عن موروثنا الإسلامي والإنساني،