كنا دائما نقول إن السياسيين العراقيين أسرع من أن يخلقوا لنفسهم عدواً أو نظيراً, سواءً على المستوى الداخلي مع شركائهم في الوطن والذي أسس بطبيعة الحال أو كان منطلقاً لعلاقات أسوء وفشل في السياسية الخارجية التي تتأثر بصورة واضحة في الصراعات والعقد الداخلية بحكم التركيبة العراقية المعلومة للجميع بمذاهبها وقومياتها , وبالتالي إنعكاس هذه الخلافات وتصديرها الى الخارج مما تلقي بتبعاتها على العلاقات الخارجية وهذا شيء بديهي , أم على المستوى العربي والإقليمي من خلال صناعة العدو بطريقة أقل ما يقال عنها أنها ساذجة وفاقدة للبصيرة مما تنعكس هذه السياسات على الاستقرار الداخلي سواء السياسي أو الامني .
وما إصرار العراق على تدويل مشكلة التواجد التركي في العراق وليس آخرها الذهاب الى جامعة الدول العربية الا دليل على ذلك , لتصبح تركيا رقما اخر يضاف الى الدول المجاورة التي فتحنا معها سجلاً جديداً من المشاكل , على الرغم من أن الجميع يعرف بأن أزمة الجنود الأتراك لها أبعاد سياسية وتأثيرات دولية جعلت من العراق أن يكون رأس الحربة في التصادم مع تركيا او لمجرد تصديع الرأس التركي ليس إلا ؟ أو أنها تريد أن تقول إنني لا أمانع من تواجد أي قوات في العراق شرط إبلاغي أو موافقتي , وهذه رسالة واضحة أنني لا أرفض أي طلب للتواجد الأجنبي شرط حفظ ماء الوجه , أو أنها تريد أن تسد الطريق أمام التواجد العربي في محاربة داعش والذي طالبت به الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي ليكون له الدور الاكثر والفاعل في المنطقة ؟ وبالتالي وضعت السياسة الخارجية العراقية نفسها أمام مصير من علاقات إقليمية مرتبكة ومتخبطة زادته ابتعاداً وعزلةً في وقت أن العراق في أمس الحاجة على إنفتاحه على العالم وتعاطف العالم معه في حربه ضد التنظيمات الارهاربية واستثمار هذه المواقف بما يستطيع أن يعيد توازنه , لكن يبدو أنه ليس كل ما يتمناه المنطق والحكمة تحققه السياسة الخارجية مع دول الجوار العراقي .
[email protected]