18 ديسمبر، 2024 6:54 م

تركيا بين تراكمات ماضيها وطموحها الأوربي، لا زالت تحلم بعودة إمبراطوريتها

تركيا بين تراكمات ماضيها وطموحها الأوربي، لا زالت تحلم بعودة إمبراطوريتها

الدبلوماسية في التعامل بين الدول، والوقوف عند الثوابت بما يحفظ لكل طرف حقه، في رسم السياسة الخارجية، وتوثيق إتفاقيات ومعاهدات، تنظم سبل التعايش والتعامل، وفق إطار المصالح المشتركة، وبما يضمن إستقلاليتها، بعيداً عن التدخلات في شؤونها، مما يجعل تلك الدول المتجاورة والمتحالفة، تمضي بإتجاه إنعاش إقتصادها والحفاظ على سيادتها وأمنها القومي.ألعراق دولة ذات سيادة وفق النظام السياسي فيه، تحت سقف الدستور والأستحقاقات الأنتخابية، بما لديه من رؤية ناضجة، في التعامل مع المتغيرات على الساحة الوطنية، ولما يمتلكه من استراتيجية في توظيف إمكاناته، مع دول المحيط الأقليمي، والتي بنيت على مبدأ حسن الجوار.تركيا، ألدولة الجارة للعراق، ذات الطموح المتنامي للإلتحاق بالمنظومة الأوربية، لكنها وأمام تراكمات ماضيها، بقيت تدور حول رجلها المريض، وكونها لا تزال متخندقة في مشروعها الطائفي، والذي تسعى من خلاله، إلى العودة لحكمها العثماني، فهي لا تزال تعيش حالة من عدم التوازن، مما جعلها متخبطة وفاقدة للبوصلة.يبدو أن ذهنية أسلافهم في رغبة التسلط، لا تزال راسخة عند الأتراك، وغريزتهم التوسعية لم يغادروها بعد، وحلمهم بعودة الأمبراطورية العثمانية لا زال قائم، وما دخول قواتهم إلى مدينة الموصل تحديداً، إلا مصداق على الطموح التركي لإعادة سلطتهم، وبسط نفوذهم وتمددهم، في هدف واضح لتسويق مشروعهم القومي والطائفي.رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، تعتبر حياته السياسة متقلبة حسب ما تقتضيه المصلحة الشخصية، مما يدل أن الرجل، الغاية لديه تبرر الوسيلة، فعلاقته شاباً مع رجل القاعدة حكمت يار، تعني أنه ضمن هذا الطقس التكفيري، مما جعله قريب وبشكل ملحوظ مع التوجهات السعودية والقطرية، وبالأخص في مشروع ما يسمى بالتحالف الأسلامي العسكري.تصريحات غير مسؤولة وتدخل سافر في شؤون العراق الداخلية، من رجل لا يجيد الحديث إلا عبر سكايب (فيس تايم)، في حين لم تسعفه بضع ثواني أن يستقل صهوة جواد، عندما هوى على وجهه، فهو اليوم يختبر نفسه في ركوب موجة الزعامة، والتي سوف ترديه بلا أدنى شك، وتسقطه في الدرك الأسفل.ختاماً: دولة الخروف الأسود والأمبراطورية العثمانية، لا مجال لعودتهما بعد، وعلى زعماء أنقرة أن يعرفوا ذلك جيداً، بل وأن يعيدوا النظر بسياستهم، وليكفوا عن إستفزاز مشاعر العراقيين، بل ولا يختبروا صبرهم أيضاً، وعليهم أن لا يتجاوزوا حدود مساحتهم، لأن ذلك سيجعلهم كحمالة الحطب.