23 ديسمبر، 2024 6:06 ص

تركيا بيت الداء ..  داعش ترًبت بعزها  فكيف تناصبها العداء

تركيا بيت الداء ..  داعش ترًبت بعزها  فكيف تناصبها العداء

آمان ..آمان .. من هل الزمان ..!!
وجه الغرابة اننا نجد تركيا اليوم مثلما كنا نجد ايران في كل واقعة مؤلمة تحدث لنا على امتداد رقعة الوطن  المستباح  على امتداد  القرون الوسطى  محركا من المحارك الرئيسة للاحداث ،لكنها الان اصبحت  الظاهرة الاكثر بروزا في حياة  المشرق العربي وتحديدا ما يمس دول جوار تركيا الجنوبية واعني بهما العراق اولا وسوريا ثانيا .هاتان الدولتان اللتان كانتا الى قرابة مائة عام من الزمان جزئين من الامبراطورية العثمانية  الدولة المريضة ..فما الذي حدث لنا ولهم  حتى ايقظ  اطماع العصملي من جديد ..
والى وقت قريب كانت تركيا تتدخل بعمق في مفردات الصراع في سوريا والى حد كبير  فيما يدور داخل العراق،  لكنها اليوم وبعد غزوة داعش في العاشر من حزيران ، ثبت بما لايدع مجالا للجدل  ان تركيا لاعب اساس من وراء  الاستار والحدود يتلاعب بالاحداث ويغير من وهجها هنا وهناك ..؟ وهي لكي تبعد الانظار عنها فيما حدث للموصل تلك المدينة او الولاية في حلم الخلافة العصملية الجديدة  التي لم تؤخذ منها حربا ، تعمل بكل ما اوتيت من خبرة ودهاء على خلط الاوراق بين الساحات لكي يخلوا لها الجو في النهاية كما تتصور…. لكي تكون لها  اليد الطولى في الهيمنة على
 المنطقة الشمالية من العراق.. ولو اقتصاديا..
      لهذا وكما قلنا .. إنها وابعادا منها للانظار تم اختلاق اكذوبة ان داعش قد اختطفت او اسرت50 من رعاياها وموظفي قنصليتها في الموصل وهي تحت هاجس الخوف على حياتهم لاترغب في اثارة اي مشكلات مع تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام داعش ..وهي بالمقابل  تراقب بحذر شديد ، ليس بالعين المجردة  وحدها ما يحدث بل ان طائراتها ومخابراتها  وقواعد لها داخل التراب العراقي ،تتابع عن كثب  لحظة باخرى ،كل التطورات  على الارض ،وهي على بينة مما يحدث  بل وتعرف ما حدث يوم العاشر من رمضان تحيدا..؟
      ولكونها تريد  كما نتوجس منها خيفة  ،ان ينتهي الصدام بين بغداد واربيل الى نتيجة تضعف الاثنين معا لهذا فسحت المجال بطريق واخر لداعش ان تمتلك ممرات آمنة حدودية معها سواء في جبهة العراق ام سوريا ولهذا ان داعش لم تركز في هجماتها على جنوب سوريا بقدر ما ركزت اهدافها في شمالها وتحديدا الرقة ومطار الطبقة  القريب من الحدود التركية..
       وحينما تمادت داعش وخرجت عن طورها  وإطارها المرسوم وقفزت في اتجاهات مضادة لخططها البعيدة المدى فانها اي تركيا  وقفت بالضد منها سرا تحت دعوى ان لايصيب الاذى محتجزيها وهي نغمة قديمة سنسمعها دوما للنأي بنفسها عن اي تحالف منظور  ، هذا إن كانت هناك حقيقة قضية رهائن؟؟ لاكنها اليوم وبعدما رات ان الحشد الدولي قد تكامل وان ابعادها عن صورة الموقف كما يراه وزراء الخارجية العرب الذين اجتمعوا في جدة برئاسة الولايات المتحدة  سيضعها بمكان المتفرج على الاحداث المأساوية التي تمر بها المنطقة والاخطار المحدقة بها  وفقدانها جبلا من المشاريع
 المنتظرة التي يؤمل للخبرة التركية ان تنفذها ، هنا لم تغالب نفسها بل حضرت تحت مسمى عضو في حلف الاطلسي وليس جارة يتماثل امامها الخطر موقف مثل هذا بلاشك سيترك اثارا عميقة وشرخا في الوجدان القومي  العربي الذي يرى في تركيا حليفا تاريخيا اقرب اليها من ايران عدوتها اللدوة تاريخيا وطائفيا.
   وسارعت  تركيا الى جدة ليصبح العدد عشر دول عربية بينها العراق وتركيا وامريكا .. واقر المجتمعون خطة العمل التي طرحها قادة التحالف الدولي  على مسامع وزراء الخارجية العرب بحثا عن دعم مادي تحت هاجس  ان داعش لو تمددت فستكون مكة المكرمة هدفا من اهدافها وربما تدمر قبور الانبياء والاولياء الصالحين كما حصل في الموصل ..
      اخافوهم وتركيا تضحك بسرها  بصمت،  لانها خطتها التي لم تعلنها وخطة غيرها ..؟  والتي مررت بموجبها  داعش  واغمضت عينها عن انحدرها شرقا عبر ربيعة نحو الموصل …ربما الامريكان  قد يعرفون حجم التردد التركي وقد يدركون لاحقا اسبابه ودواعيه ..  لكنها بلاشك لعبة مزدوجة تلعبها تركيا في مواجهة مخاطر قد تتهددها هي ايضا  لو انسلخت عن الحشد الدولي وبقيت تراقب ما يحدث عند حدودها الجنوبية حيث الاكثرية هناك لللاكراد الثائرين عليها منذ سنوات طويلة..
        وفي اطار حشد المزيد من الدعم لجهود امريكا في المواجهة ،حل بينهم  زائرا وزير الخارجية جون كيري ليناقش على انفراد اسباب ترددهم في شن الهجمات الجوية على داعش انطلاقا من قواعد جوية للناتو في تركيا بعد رفضها   السماح باستخدام القواعد الجوية. واجتمع في انقرة فورا بكل من الرئيس التركي طيب رجب اردوغان ورئيس الوزراء احمد داوود اوغلوا انقرة في محاولة لضمان مزيد من التعاون من جانب الحكومة التركية..
  محللون عسكريون يعزون احد اسباب لجوء واشنطن الى خيارات استخدام القواعد الجوية في اربيل الى رفض تركيا السماح لامريكا استخدام  طائراتها بالتحليق من القواعد الجوية القريبة في جنوب البلاد. إذ تخشى تركيا على حياة نحو 50 تركيا مازالوا رهائن في أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بينهم موظفون في القنصلية التركية في الموصل. كما تردد دوما ..؟
    لكنها اي تركيا ادركت مؤخرا  حجم الاخطار لو انفلت داعش من عقالها بعدما استطاعت ان تستولي على اراض شاسعة متاخمة لحدودها الجنوبية وهو ما يضعها في خط المواجهة معها لو انها اعلنت موقفا مؤيدا من الحشد الدولي ضد داعش ، لكنها في الظاهر وذرا للرماد في الاعين سعت السلطات إلى صد زحف الجهاديين الراغبين في الانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية قولا وليس فعلا بل ان تركيا اصبحت احدى محطات بيع النفوط العراقية والسورية  المهربة التي استولت عليها داعش وراحت تبيعها باسعار مخفضة، اسالت لعاب التجار والمنافقين على حد سواء  ..
     ولعل احد اكبر الهواجس التركية  ايلاما  وخباثة ، انها كانت تخشى ان  يعاود التمرد الكردي في اراضيها الشرقية المتاخمة للعراق اندلاعه ،  لهذا نجدها قد افصحت عن شكواها من  احتمال أن تصل الأسلحة التي ترسلها القوى الغربية لقوات البيشمركة الكردية العراقية والتي  تعتقد انها في نهاية الامر قد ترسل الى الثائرين الاكراد على سلطة الدولة التركية ، وليس من دليل مفحم تقدمه على مصداقية رؤاها إلا ، انظمام  حزب العمال الكردستاني الى جهود الفصائل الكردية  بقيادة مسعود البارزاني في العراق في قتالها داعش بعدما اقترب تهديدها من عاصمة الاقليم
 الكردي العراقي اربيل..
        إنها  بلا شك مسوغات ورؤى  تركية تخفي ورائها اطماعا  مؤجلة في ولاية الموصل  يصعب  في ظل تداعيات الاوضاع بالمنطقة من تحقيقها الان ..  اطماع يحاول اردوغان بكل الطرق احيائها  لكنها تقف جميعها  عاجزة بعدما انفلتت داعش عن مساراتها ومن نفخ بها ومن سيرها وامدها بالعدة والعتاد والمتطوعين  وباع لها نفوطها المسروقة .. انفلات هذا التنظيم البربري  الذي فاق المغول والتتار في وسائلهما الهمجية في اسقاط المدن واخضاع الرعية،   ربما قد يدفع تركيا الى خوض معركة الحشد الدولي  لابعاد الشبهات عنها وعن غيرها !! ،كي لاتطالها النيران وما لا يؤخذ بالحسبان
  في سعيها لتحقيق حلم مر عليه  الظرف والزمان  …
آمان ..آمان من هل الزمان..!!

*[email protected]