18 ديسمبر، 2024 6:43 م

تركيا المنتصرة الخاسرة في جنيف “3” تركيا المنتصرة الخاسرة في جنيف “3”

تركيا المنتصرة الخاسرة في جنيف “3” تركيا المنتصرة الخاسرة في جنيف “3”

تباينت مواقف القوى الدولية والاقليمية، بشأن حضور ممثل عن حزب الاتحاد الديمقراطي احد الاحزاب الكردية الرئيسية المعارضة بسوريا، في مفاوضات “جنيف 3″ الخاصة بحل الأزمة السورية، بين الرافض مثل تركيا والسعودية وقطر، والمؤيد لكن بشكل غير محبب له حضورهم كالايرانيين والروس ودول الاتحاد الاوروبي، اما الولايات المتحدة الاميركية فانها تلعب دور المتفرج المستمتع بما يحصل قبل عقد المفاوضات لإدراكها بان نتائجها ستكون مشابهة لـ”جنيف 2” الذي عقد قبل سنتين، وخرج بلا شيء على واقع الارض.

أنقرة المتقاسمة ساحة المعارضة السورية مع حلفاؤها الرياض والدوحة، هي المتسيدة في اقناع حلفاؤها بعدم حضور أي ممثل عن حزب الاتحاد الديمقراطي، لانها تعتبر هذا الحزب يمثل الجناح السياسي للعمال الكردستاني “pkk” في سوريا، كما تهمته بالموالات لنظام الاسد لانه يصطدم مع الجيش السوري.
كذلك تخشى تركيا من ان يكون صوت هذا الحزب اقوى من الاصوات المعارضة المحسوبة عليها، في المفاوضات من خلال ما يطرحوه من وقائع الارض تجعلهم مقبولين اكثراً لدى الدول، بسبب ما يمتازون بيه عن غيرهم من المعارضة.
حيث للاتحاد الديمقراطي مناطق يسيطر عليها، تخلف عن بقية المناطق التي تحت سيطرة النظام السوري او بيد فصائل المعارضة المسلحة، لانها تعم بالاستقرار الاجتماعي رغم ان الاكثرية الكردية فيها، ووجود قوة عسكرية لحمايتها كـ”وحدات حماية الشعب الكردية” لا يهان بيها بعدما استطاعت ان تقهر تنظيم “داعش” الارهابي ومنها تحقيق انتصارات في كوباني “عين العرب”، فضلاً عن موقع هذه المناطق التي تعد نقطة استراتيجي بين العراق وسوريا وتركيا.
تركيا، تدرك جيداً أن المناطق الكردية في سوريا، هي محطة مفضلة لكل الدول خاصة الكبرى التي ترسم في مخيلتها وضع قدماً لها في هذه المناطق، واول من فعل ذلك الولايات المتحدة الاميركية من خلال بناء قاعدة عسكرية لها بالاراضي الكردية، وبعدها مغازلة كل من روسيا والمانيا للكرد، من خلال فتح ممثليات لكرد سوريا في هذه الدول، لغرض كسب ودهم وجعلهم اصدقاء وحلفاء لهم لولوجه بالعالم التحالفات الدولية الخاصة بالشرق الاوسط، رغم فتية الحزب.

النجاح التركي بعدم توجيه دعوة للاتحاد الديمقراطي او حضور من يمثلهم في مفاوضات جنيف “3” المزمع عقده بنهاية الشهر الحالي، يعد مكسباً قوياً لتركيا وتحقيق هدف من اهدافها لنتائج انضمامها “للتحالف الاسلامي العسكري” الذي تقوده السعودية.

وهذا النجاح لا يدوم طويلاً، وستشعر بطعم الخسارة التي ستلاقيها مستقبلاً لاتساع علاقات الحزب مع العديد من الدول ومنها الزيارة الاخيرة للمبعوث الخاص للتحالف الدولي، للاراضي التي واقعة تحت سيطرة الحزب.

والخسارة المرتقبة لانقرة بسبب مواقفها تجاه الاتحاد الديمقراطي، ستكون على صعيدين، الاول: عدم زيادة نفوذها بالساحة السورية او كسب ودهم، لرفضها بان يكون هذا الحزب ممثل كرد سوريا. الثاني: عدم الاستفادة منه في حل مشاكلها مع حزب العمال الكردستاني “pkk” وتهدئة الاوضاع بمناطق الجنوب التركي الذي يشهد مواجهات عسكرية حالياً، على اعتبارهم مقربين من العمال الكردستاني وممكن ان تهدأ الاوضاع بهذه المناطق.