23 ديسمبر، 2024 4:23 م

تركيا الازمة … تنتخب الرئيس القادم

تركيا الازمة … تنتخب الرئيس القادم

توجه الشعب التركي الى صناديق الاقتراع لغرض انتخاب الرئيس الثاني عشر للجمهورية وهذه الظاهرة تعتبر الاولى لان انتخاب رئاسة الجمهورية سابقاً كانت من صلاحيات مجلس الشعب وهو الذي كان ينتخب رئيس الجمهورية منذ 1923 حسب القانون الاساسي قبل التعديل في سنة 2007 بعد اجراء استفتاء شعبي وقد نال المقترح الجديد 68/98 من الاصوات وضمن التغيرات التي جرت ان تكون فترة الرئاسة 5 سنوات بعد ان كانت 7 سنوات ولمدة دورتين متتاليتين وان لايقل عمره المرشح عن الاربعين عام و ان يكون اعلى سلطة في الدولة وهذا ما مهد له رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء الحالي وهو من اهم المرشحين وهو صاحب الحظ الاوفر لاستلام هذه المهمة رغم قلة شعبيته في الاونة الاخيرة بسبب الاعتراضات الكبيرة التي حصلت والتظاهرات الضخمة خلال السنتين الماضيتين بسبب السياسة الدكتاتورية والتدخلات السافرة في الشؤون الداخلية في سورية والعراق والموقف من التغير الذي حصل في مصر حتى من اخلص رفاقئه وهو عبد الله كل الرئيس الحالي للجمهورية والمرشحان الاخران هم الدكتور احسان احمد اوغلورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي السابق ولدورتين والذي تعتبر عائلته من المحافظين والمعارضين للاصلاحات التي اقدم عليها مصطفى كمال اتاتورك مؤسس الجمهورية التركية وسببت تبعيد العائلة الى مصر وقد عاش لفترة طويلة في بعض البلدان العربية الاخرى حتى نال الدكتوراه وثم عاد الى بلده وهو يمثل الحزبين المعارضين حزب الشعب الجمهوري وحزب الحركة الشعبية. اما المرشح الثالث فهو صلاح الدين دمير تاش رئيس منظمة الدفاع عن حقوق الانسان في مدينة ديار بكر وعضو مجلس الشعب عنها وعمل امين عام للحزب الديمقراطي الكوردي وعاملاً نشطاً في الدفاع عن حقوق الكورد في تركيا وهو شاب في بداية الاربعين من عمره ويمثل حزب السلام الديمقراطي ذات الميول الكوردية والمخالفة لحزب العمال الكردستاني جماعة عبد الله اوجلان. ويحق ل52 مليون ناخب المشاركة في التصويت و حسب التعداد السكاني كما يحق لنحو 3 ملايين في الخارج ولاول مرة المشاركة فيها وتمثل المانيا النسبة الاكبر من الجالية التركية فيها وهناك اشارات من ان نسبة مشاركة الخارج كانت ضعيفة نسبياً في هذه المرحلة لاسباب عديدة ..وتركيا تعتبر من البلدان الديمقراطية وهناك حرية لحركة وتشكيل الاحزاب السياسية قابلة للرؤيا فمثلاً في الانتخابات المحلية الاخيرة تم التقاء الحزبين المعارضين رغم الاختلافات الايدولوجية بينهم واشتركوا في الانتخابات واعطواصواتهم للحزب الاخر وقد اثبتوا وجودهم وظهر جلياً ذلك في مدينتي اسطنبول وانقرة وبالعكس في مناطق اخرى …
وفق القانون الاساسي تجري الانتخابات على مرحلتين فاذا لم يحصل المرشح الاول على النسبة 50% تعاد الانتخابات في المرحلة الثانية بعد اسبوعين بين الاثنين اصحاب اعلى الاصوات التي اكتسبت في المرحلة الاولى..الشواهد المنتشرة للاحصاءات للمنظمات الدولية والمحلية ومن خلال سير الدعاية الانتخابية يؤيد تقدم رجب طيب اردوغان في هذه الانتخابات رغم المساعي المضنية التي بذلتها المعارضة القريبة من الكيان الاسرائيلي داخل البلد وكذلك جهود رجل الدين المعروف فتح الله كولن والساكن في امريكا والمنشطر من حزب العدالة والتنمية من اجل تغيير مسار نتائج الانتخابات لصالحهم ومحاولة التشكيك بالنتائح مبكراً ولكن ذهبت ادراج الرياح تلك الجهود في اقناع الشارع الذي يقف الى جانب اردوغان بالعدول عن مواقفهم رغم المغريات الكبيرة التي قدمتها هذه الجهات ..
اما احتمال رئاسة الوزراء بعد ان تم استنتاجه من ان عبد الله كل رئيس الجمهورية الحالي سوف يترك العمل السياسي وهذا ما افصح عنه في خطابه الاخير ليتجه نحو الترشح لرئاسة الامم المتحدة او منظمة المؤتمر الاسلامي لتسلطه باللغة الانكليزية ورغبتة الشديدة للعمل بهما والسؤال المطروح اليوم من هو رئيس الوزراء القادم لهذا البلد وحزب العدالة والتنمية فيها من السياسيين من هو مؤهل لذلك ولكن اقوى المرشحين هو فيلسوف الدبلوماسية التركية حالياً الدكتور احمد داوود اوغلو وزير الخارجية وممثل مدينة كونيا في مجلس الشعب وهو اكثر الاشخاص المؤهلين واصحاب الحظ الاوفر ليكون في هذا المنصب المهم مع وجود البرفسور الدكتور نعمان كورتوليموش نائب الامين العام الحالي للحزب الحاكم اما تجربة اوغلو قد تكون هي المقبولة لينال هذا المنصب المهم في هذا البلد المتوتر …فهل سوف يعيد النظر في سياسته الخارجية وتدخلاته في شؤون البلدان الاخرى ويعود الامن والامان في المنطقة ..لننتظر الايام…