9 أبريل، 2024 12:34 ص
Search
Close this search box.

تركيا اردوغان؛ تتقدم الى الوراء

Facebook
Twitter
LinkedIn

استثمرت تركيا اردوغان، الخراب والدمار العربيان، الذي اعقب الربيع العربي، والذي هو الاخر تم حرفه، بإرادة عربية واقليمية ودولية، عن هدفه ومسار حركته، ليتحول الى افران نار، احرقت كل ما انجزته الدول العربية التى طالها (الربيع العربي) على قلة تلك المنجزات؛ فقد سيطرت قواتها على أجزاء من أراضي سوريا والعراق، بحجة الدفاع عن الامن القومي التركي، وهي فرية وغطاء لايخفي الاهداف والنوايا الحقيقية، في السيطرة على تلك الاراضي، تمهيدا وحين تتهيأ الظروف لضمها إليها، في لعبة وخدعة مكشوفتان.( وهذا من اكثر الاوهام، ايغالا في الوهم..) فقد غزت قواتها، الاراضي العراقية بالحجة انفة الاشارة، واستقرت في بعشيقة وأسست لها قاعدة هناك. بين فترة واخرى، تردد الاصوات النشاز، سواء عربية او تركية او على لسان مسؤولين اتراك؛ من ان ولاية الموصل تركية وتم سلبها منها من قبل بريطانيا في حينها اي بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى، بسنوات، في عام 1924،وضمها الى العراق، في حرف لحقائق التاريخ، ووقائعه والاتفاقيات الدولية، والتى ابرمت في حينها، في عصبة الامم. جميع هذه المعاهدات؛ اعترفت في ان الموصل عراقية. من معاهدة سيفر في عام 1923،أُقرَ فيها، الانتدابات البريطانية والفرنسية على سوريا والعراق وفلسطين، والتى ايضا، اقرت بان الموصل عراقية، واعتبرت حط الحدود بينهما هو حدود بروكسل، وهي ذاتها الحدود الحالية بين الدولتين، العراق وتركيا، وقد قبلت بها السلطنة العثمانية قبل سقوطها على يد مصطفى اتاتورك في عام 1924. في عام 1925 جددت تركيا اتاتورك، المطالبة بولاية الموصل، وكانت حجتها في ذلك الوقت؛ هو ان الموصل تم الاستيلاء عليها بعد الهدنة التى توقفت بموجبها العمليات العسكرية. مما حدا بعصبة الامم، بارسال لجنة تقصي الحقائق، والتى قابلت المواطنيين العراقيين، في الموصل وبغداد، والذين عبروا عن ارادتهم العراقية وبكل وضوح اي انهم عراقيون وان الموصل عراقية،رافقها تظاهرات في بغداد والموصل؛ تندد بأرث الدول العثمانية واطماعها في ارض العراق. في معاهدة لوزان، في عام 1926، أُقرَ بان الموصل عراقية، بعد ان استمعت عصبة الامم الى تقرير اللجنة، والتى اكدت، بان الموصل عراقية، وقد وافقت عليها تركيا تاتورك، لكنها اوصت وهذا بدفع من بريطانيا بان يظل العراق تحت الانتداب البريطاني، لمدة خمسة وعشرين عاما، وهو ما حدث. في الوقت الحاضر، وتركيا تحتل اراضي عراقية ومنذ سنوات، تردد كذبة، ان الموصل تركية، تم اخذها بالقوة منها. ان ترديد هذه الفرية والكذبة تشير ان ان هناك وراء الستار، اطماع تركية في الاراضي العراقية، وما محاربة حزب العمال الكردستاني، على الرغم حقيقة مطاردة القوات التركية له، في اراضي شمال العراق، لكن الصفحة الثانية المخفية من هذه العمليات هي وكما بينا، الاطماع التركية في الارض العراقية. توغل القوات التركية الاخير يشير الى هذه الاطماع. ان العمليات التركية، ذات ابعاد استراتيجية في الدول العربية ومنها العراق، تواجه بالصمت من قبل الولايات المتحدة الامريكية، والصمت الدولي، والذي يثير في الموقف الامريكي، اكثر من سؤال وعلامة استفهام عن ما يجري خلف الباب المغلق بين تركيا والولايات المتحدة، وألا ما معنى هذا الصمت الامريكي على الاحتلالات التركية لأراضي عربية، ومنها العراق الذي تربطه مع الولايات المتحدة، اتفاقية الاطار الاستراتيجي، والتى بموجبها يتوجب عليها على الاقل الشجب والاستنكار والادانة، كون ما تقوم به تركيا؛ تجاوز على القانون الدولي، الذي يدين الاعتداء على سيادة الدول وعلى اراضيها. ان هذا الصمت والذي يرقى الى مستوى الموافقة الضمنية او توافق وتلاقي الاهداف، يجعلنا نعرج على موقف تركيا اردوغان الرسمي وليس التصريحات المخادعة، والتى يلعب بها المسؤولون الاتراك وعلى الراس منهم، اردوغان، على الرأي العام في تركيا، وفي الوطن العربي، والتى تتمحور على ان تركيا تعادي اسرائيل او على خلاف مع الولايات المتحدة في الذي يخص الدول العربية، بينما الحقيقة والواقع يختلف كليا عن مايجري وارء جدار العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة واسرائيل؛ تركيا الى الان لها علاقة رسمية مع اسرائيل، اقتصادية وتجارية وعسكرية، ولها اقوى العلاقة مع الولايات المتحدة، وان تقاربت مع الاتحاد الروسي، فهذا التقرب والود بين تركيا وروسيا لايؤثر على متانة العلاقة بينها وبين الولايات المتحدة، وهي علاقات متداخلة ومتشابكة، نعتقد من انها، علاقة بعيدة المديات، في الذي يخطط له في اعادة صياغة جغرافية المنطقة العربية. وهذا هو ما يوفر لنا الاجابة على السؤال المهم، عن اسباب الصمت الامريكي على اعتداءات تركيا على اراضي الدول العربية ومنها العراق، وعلى سوريا، وتحديدا على المناطق ذات الاغلبية الكردية، الذين تدعمهم وتدافع عنهم الولايات المتحدة الامريكية، في وجه قوات الجيش العربي السوري، بينما لا تحرك ساكنا مع الاحتلال التركي للارض السورية، في مناطق التى تسيطر عليها، قسد وعلى مقربة منها او على حافاتها (انها احجية نحتاج لفك طلاسمها الى عبقري من عباقرة تفكيك الاحجيات) وعلى تدخلاتها في الشؤون الداخلية العربية بواسطة درجات السلم الاخواني، الذي تستخدمه تركيا اردوغان في الصعود على ظهور الحكام العرب، بافكار اخوانية، تحرك اذرع واقدام اخوانية، في زرع بذور الاضطراب والفوضى والتفرقة والاقتتال الداخلي، مما مهدَ الطريق لدخول القوات التركية، واستقرارها في جزء من الجسد العربي، ومن هذا الجسد، الجسد العراقي، والجسد السوري، والجسد الليبي.ان اردوغان او غيره من الذين يمسكون بمقاود السلطة والقرار في دولهم، غاب عن تفكيرهم وهم يبنون احلامهم الامبراطورية؛ ثلاث حقائق حاسمة، في صناعة التاريخ، اولا، حركة التاريخ التى تكسر اعناق من يسير بشعبه ووطنه؛ استجابة لأحياء ما مات قبل عصور خلت، ويقذف بهم وبسلطتهم خارج مسار حركته، كضرورة حتمية، تفرضها محركاته. ثانيا، ان القوى الدولية الكبرى سواء الامريكيون او الروس او غيرهم، دعمهم او صمتهم لأردوغان او غيره، ليس سواء اداة مهمة جدا، لتحقيق الاهداف الامريكية والاسرائيلية او غيرهما، ليتم الاستغناء عنهما، حين يبغلون باهدافهم الى النهاية التى عليها رسموا منذ البداية، محطة الخاتمة.. ثالثا، ان الشعوب العربية ومنهم او في مقدمتهم، الشعب العراقي، والشعب السوري، والشعب الليبي، لايمكن ان ينسوا، ظلم الدولة العثمانية، وماسببته من مأسي لهذه الشعوب العربية، (وهي شعوب حية وذكية ونشطة ومبدعة،لكن اسوار النظام الرسمي العربي سواء السابق او الحالي، تحاصرهم وتعيث فيهم فسادا، وقتلا، ومصادرة لحرية الرأي والكلمة الحرة..) وجعلتهم يخسرون قرون من حياتهم، لجهة مواكبة تطور الشعوب على سطح كوكب الارض. في السياق ذاته، ان اردوغان او غيره، اغراهم الدعم الامريكي المستتر لهم او الصمت الامريكي الذي يقع في خانة الموافقة، ما هو ألا طريق مهم للقضاء على سلطته، بفعل تكلفة الحرب والعمليات العسكرية، وما تجره من اضرار بالغة التاثير على الاقتصاد التركي، وبالتالي التاثير على مساحة التأييد الشعبي له، مما يفضي في النهاية الى اسقاطه بشكل او باخر.. الامريكيون على وجه التشخيص، حققوا في هذا التوجه؛ هدفان في آن واحد، تقليص مساحة شعبيته، وبلوغ غايتهم الى حين وليس بعد هذا الحين الذي سوف تتغير فيه الوقائع ومخرجاتها..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب