22 ديسمبر، 2024 11:34 م

تركمان سوريا من سياسة التعريب الى التهجير الممنهج!

تركمان سوريا من سياسة التعريب الى التهجير الممنهج!

سياسة التعريب ممنهجة
التي مورست بحق التركمان في سوريا من قبل الحكومات المتعاقبة، كان أشدها في زمن نظام البعث، حيث طُبق بحقهم سياسة بما تسمى سياسة “تصحيح القومية”، التي أجبر على إثرها الكثير من التركمان على تغير قوميتهم إلى العربية خوفا من الظلم والبطش الحكومة، وأقدمت السلطة الحاكمة في عاصمة الامويين دمشق على تغيير الواقع السكاني للمناطق التركمانية، وتغيير وحداتها الإدارية، واستبدال أسماء المدن والبلدات، والقرى، والأحياء من أسمائها التركمانية الأصلية إلى أسماء عربية، ذات دلالات بعثية.

كما صادرت الحكومة آلاف الدونمات من أراضيهم ووزعتها على العوائل العربية التي جلبت من الجنوب بهدف التعريب، وأيضاً استملاك أراضيهم، أو مصادرتها باسم قانون الاصلاح الزراعي.

مطالب تركمان سوريا الغد.

يطالب التركمان في سوريا، بدولة موحده ذات سيادة والحفاظ على كامل تراب الوطن السوري واخراج كافة القوات الاجنبية والمليشيات الطائفية العابره للحدود وبناء دولة مستقلة ذات سيادة تسودها الديمقراطية والحرية ومن ثم الحصول على كامل حقوقهم المهضومة منذ عقود، وضرورة مشاركتهم في إدارة الدولة السورية الحره ، وتسلمهم مناصب سيادية، وضرورة ممارسة حقوقهم، الإدارية، والسياسية، والثقافية، والتعليمية، وإزالة الغبن والتهميش، وآثار سياسات التعريب التي مورست بحقهم عبر كل فترات التاريخ، واستعادة أراضيهم، وتعليم أبنائهم بلغتهم التركمانية الأم، وعدم تكرار التجاوزات على أراضيهم وممتلكاتهم وتاريخهم العريق في بلاد الشام ، وتغيير مفردات كتب التاريخ في مناهج الدراسة التي تعتبر دولهم عبر التاريخ احتلال.

في زمن التعريب الممنهج للتركمان في سوريا ظل عددهم سراً من الأسرار، وفي طي الكتمان لدى السلطات البعثية القومجية في سوريا ، حيث دأبت الحكومات المتعاقبة على عدم وجود وذكر هذه القومية من فسيفساء المجتمع السوري وتدوينهم في قيود النفوس على اساس( ع .س) اي عربي سوري وان ذكروا تم إظهار عددهم بنسب ثابتة لا تتغير وهي 2% التي لا تمت إلى الواقع بصلة، بحسب كثير من المتابعين، ومورس بحقهم عمليات صهر قومي، وسياسة تعريب واضطهاد ممنهجة، إلا أن الكثيرين منهم لازالوا يحافظون على لغتهم، وعاداتهم، وتقاليدهم رغم انف الحاقدين في مؤسسات دولهم ومجتمعهم .
تشير التقديرات غير الرسيمة، أن عدد التركمان في سوريا يتجاوز الثلاثة ملايين، في حين تُقدر مصادر تركمانية ان عددهم بنحو ثلاثة ملايين ونصف المليون الى اربعة ملايين والنصف المليون حيث ان نصفهم مازالوا يتكلمون لغتهم الام والنصف الاخر انصهر في المجتمع بسبب سياسات التعريب ، ولا توجد احصائية محايدة عن عددهم في سوريا ، كما هو حال مع باقي القوميات والأثنيات الاخرى .
ان مشاكل المجتمعات التي تواجه التمييز السياسي والعرقي وخاصة المجتمع التركماني، تعمق المشاكل في البلاد، وفي هذه المرحلة يمكننا القول بأن الهوية التركمانية في سوريا قد اضمحلت أو في طريقها إلى الاضمحلال مع الاسف رغم كل المحاولات من النشطاء السياسيين والمثقفين.
يحتاج المجتمع التركماني السوري في هذه المرحلة والمراحل المستقبلية إلى إعادة لملمة حقيقية لصفوفهم . وفي هذا السياق يجب تثمين جهود الحكومة التركية في اعادة ترتيب البيت التركماني . وتجدر الإشادة بشكل خاص بأهمية الدعم التركي لهذه الجهود وتوحيدها وتشجيع القادة السياسيين على توحيد الصفوف والمساهمة في حل الخلافات في مناطق التركمانية .
لكن هذا الامر وحده غير كاف إذ يجب على الشعب التركماني برمته في سوريا أن يأخذ بزمام المبادرة بدءا من القادة والسياسيين التركمان والمثقفين وانتهاء برجل الشارع العادي. فكلما وقف التركمان صفا واحدا ازدادت صعوبة إقصاءهم في كافة المحافل المحلية والدولية.
ويخشى المثقفون التركمان في بلدانهم من زوال هذه القومية العريقة التي تعد أحد مكونات فسيفساء المجتمع السوري الغني بتنوعه الأثني، والديني، والمذهبي النابع من احتضان بلاد الشام السورية لأقدم الحضارات في العالم، الأمر الذي سيفقد بلدانهم أحد أهم ألوان طيفه المجتمعي.
أن وحدة الصف التركماني السوري هي الطريق الأصوب نحو شعور التركمان بوجودهم وحمايتهم في بلدان انتشارهم .
إن وجود التركمان وتجذّرهم الاجتماعي في سوريا سيساعدهم دون شك على لعب دور في الحياة السياسية الوطنية في بلدان تواجدهم إلى مصير مجهول في بلدانهم..