23 ديسمبر، 2024 9:56 م

 تركتُ جزءأ من جسدي هناك

 تركتُ جزءأ من جسدي هناك

” فجأة تقدم الزمن طالباً مني الرحيل . لملمتُ أحلامي وتنهداتي في زاوية من زوايا الروح التواقةِ للمكوث معك حتى أخر الرحلة ِ في هذا العالم الملبد بأحزانٍ وأفراح . أنتَ جزءٌ مني وأنا جزءٌ منك ولكن لاأستطيع البقاء أكثر من هذه الساعات القليلة التي مرت كلمح البصر. هناك قوانين وتقاليد تفرض مبادئها ولانستطيع تجاوز الحدود المرسومةِ لنا. أعرف أنني – من الناحية الشرعية والقانونية – يحق لي الخلود معك في نفقٍ مضيء رغم كل ألأحترازات والقيود التي لابد لنا إحترامها والرضوخ لها . أعود لوحدي في يومٍ تركتك فيهِ لوحدك هناك عند الطرف ألآخر من الروح .أسير لوحدي ألآن أجتاز المرتفعات المرسومة على قارعة ألأحزان في يومٍ بارد. أتوق اليك مع كلِ خطوةٍ أخطوها لوحدي. عيناي مسمرتان في ألأرضِ كي لاأسقط على ألأرضِ , والحقيقة ِ هي أنني أبحث عن طيفك بين تجاويف ألأرض لعلي أشم رائحة عشقكِ لي وعشقي لكَ. ساعات قليلة قضيناها معاً لكنها تمثل لي كل سعادتي المطوية بين حنايا الروح , مرت كأنها أضغاثُ أحلامٍ في ليلةٍ مكبلة بنداءات العشق وثورات الشباب. قلبي يخفق تعباً كلما تسلقت المرتفع المؤدي الى الطريق البعيد ولكن الحقيقة هي أن قلبي يخفق شوقاً اليك رغم أنني تركتُك قبل لحظات. سأمتُ ألأنتظار , سأمتُ ألأندحار, سأمت ألأحتظار, سأمتُ ألأنكسار . 
سأمتُ كل شيء يرسم لنا طريقاً للبعد وألأفتراق…أحنُ لساعات اللقاء. أعرف أنك تطلب مني البقاء فترة أطول إلأ أن قانون النظريات ألأجتماعية يقف حائلاً دون ذلك. أحياناً أقنع ذاتي بصمت وأقول هامسه لجروحي النازفة – لماذا لانعلن ثورتنا ضد كل التقاليد ونطير بعيدا في فضاءات العشق والهيام ونسبح في محيطات المرح وإيجاد الذات؟ لماذا لانمزق أكفان التقاليد البالية ونهرع صوب ينبوع الحب نغترف من معين لاينضب ونعزف ألحاناً لايعرفها إلا من عاش سكرات اللذة وهيجان الجسد ولهاث ألأنفاس المتلاحقة في سكون الصمت وزوايا ألأرواح المعذبة في إرتعاشةٍ ليس لها مثيل إلا في قصص العشق وثورات ألأجساد ؟ لماذا لانطير بعيدا وننسى جروحنا التي حفرتها ساعات ألألم والركود على أسرةٍ جزعت من أجسادنا الملقاةِ هناك ليل نهار؟ أريدُ ألأنطلاق بأقصى سرعةٍ ممكنة نحو أهدافٌ كثيرة رسمناها معا قبل أن نقع في حفرة ألألم القاسي ومحيطات الدموع المنهمرة هنا وهناك؟ لم أعد أطيق الوحدة ونحنُ نفترق ونلتقي كأننا لصوص نقتنص لحظاتٍ قدسية هنا وهناك. الزمن يسير وقلبي أسير عشقكِ وأولويات القوانين تظهر هنا وتبرز هناك لاتكترث بساعات الفراق. متى تسير الى جانبي أحتظن يدك , نتجهُ معاً دون الخشية من قوانين الرغبة ومباديء العرف ألأجتماعي. كلما تقدمتُ في مسيري مبتعدة عنك أشعر أن جزءأ من جسدي يصرخ بهمجية – عودي الى الوراء- فهماك جزءٌ آخر مسجى على السرير يحنُ اليكِ من جديد. لم أعد أطيق الفراق وألأحتراق . بين فترةٍ وأخرى أشاهد طيفك يهمس لي من خلف زوايا الطرق والحارات- لماذا تتريكينني هنا وحيداً أنتظر زمناً آخر وأسبوعاً آخر كي أكحلُ نظراتي بجمال سحر عيناكِ الصافيتين. – أنا على شاكلتكَ لم أعد سوى جسداً يتوق لساعات اللقاء, روحاً تنشدُ إيحاءاتٍ في خضم الحنين تطلب جزءا من لحظاتٍ نقضيها سوية ننسى فيها معاناة المحبين . على طول المسافات الممتدة بين روحي وروحك أستذكر لحظات البسمة التي كبلتنا ونحن نهمس لبعض كلماتٍ ينبغي أن تكون منهجاً سنوياً لمدارس العشق في كلِ زوايا ألأرض. سأنفرد وحيدة منعزلة في ساعاتِ الليل أسبحُ في أحلام أستعيد فيها كل اللحظات ونحن معاً هناك بعيدان عن العالم بكل آلامه وحسراته. ستكون أنتَ وحيدا تسترجع كل همسةٍ كل بسمةٍ كل ضحكةٍ عشناها معا عند زوايا الروح .أسير لوحدي ألآن وانت هناك لوحدك ولكن جزءأ من جسدي سيبقى معك وجزءأ من جسدك سيبقى معى إنها ذكريات اللقاء ألأخير .