التركة منشفة دموع الورثة، لكن أحيانا .. تزيد من حدة الاختلاف حينما تكون ذات دسم كامل ..إلاّ…مايتركه الادباء لعوائلهم.. فهم يتركون مكتبة عامرة، سرعان ما تصاب المكتبة بالأمية والنسيان ثم تنثر في السوق لأسباب..فغرفة المكتبة،هناك من يطالب بها عائليا، كما ان الكتب مزرعة للعث..تلك الحشرة التي تسابق الفأر في قراءة الكتب وهذه ذريعة عائلية في الاغلب….وهناك تركة من طراز خاص وهي مألوفة عراقيا،فالأديب العراقي، منتج غزير الخصوبة، لا يفكر متى ستذهب هذه الغزارة الانتاجية الى المطبعة،وما يطبعه لايمثل كل رصيده الانتاجي وهكذا فالأدباء العراقيون حين يرحلون يتركون مخطوطات ربما تتخشر ثم تتآكل وليس هناك من ينقلها من سواد الورقة الى قرص C.D ثم الى المطبعة..لأن الطريق المؤدية الى دور النشر تحكمه البنكنوت..أي الدولار،ومن اين لعائلة الاديب الراحل هذه السيولة المالية ؟ دار الشؤون الثقافية..ربما تعين لكن اعانتها بطبع كتاب كل سنتين..كما نعلم. .تركة الادباء ليست لعوائلهم فقط ،بل من خلالهم يجب ان تكون ملكية عامة تشترط صيانتها ،تركة الادباء ذات ثقل معرفي،كما هي لدي استاذي فقيد القصة والرواية العراقية كاظم الاحمدي..قبل ايام طبع على نفقته الولد البارالدكتور صلاح كاظم الاحمدي رواية والده (قصر الازلزماني) وهناك مجموعة مخطوطات سردية وشعرية ومعجم (فاعول) 850 صفحة من الحجم الكبير وغيرها….في حواري مع الولد البار وهو يحمّلني شرف مسؤولية توزيع نسخ رواية( قصر الازلزماني)، في البصرة .. ،قال لي دكتور صلاح هذه الجملة بصوت ناصع خافت مكثت هذه الجملة في ذاكرتي (لاأريد سوى مرضاة والدي)..الطبيب صلاح ،علاقته بالأدب من خلال والده الروائي فقط..نجل الاحمدي متوزع بين العيادة والمستشفى، لكن انتزع وقتا من وقته من أجل والده وحصريا، من اجل تحويل المخطوطات من للحفظ في ادراج المكتبة، الى كتب بين يدي القراء والقارئات ..
وهنا أتساءل كم من تركات أدبية لدينا وكم مخطوطات ماتزال مخطوطات لدى عوائل الأدباء الذين غادرونا منهم مهدي عيسى الصقر .. الشاعر اسماعيل خطاب او الشاعر عبد الحسن الشذر ،أو شاعر ديالى الجميل أديب ابو نوار وغيرهم….مَن يعين هذه العوائل ويحوّل المخطوطات كتبا..؟! هذا السؤال يرفض ان تكون الاجابة من خلال (سوف) وأخواتها..
مللنا ….
من ….
تثبيتها….
في…..
تايتل……
الفضائيات…..