23 ديسمبر، 2024 3:10 م

تركة استعماريّة ثقيلة , تقاعد لجائعين أم تقاعد فاحش لمتخومين ؟ نعيم أوروبّا “جهاد” والعراقيّين من الحصار يتضوّرون جوعاً ؟

تركة استعماريّة ثقيلة , تقاعد لجائعين أم تقاعد فاحش لمتخومين ؟ نعيم أوروبّا “جهاد” والعراقيّين من الحصار يتضوّرون جوعاً ؟

لا نعلم نوع الجهاد الّذي يدّعيه ائتلاف دولة القانون ولا شكله أو لونه والّذي فرضه هذا الأتلاف الطائفي على قانون التقاعد الجديد فرضاً وكذلك تقاعد للنوّاب العراقيين , المحتالين يعني , بعدما منعوا استصداره أكثر من مرّة مالم تُشرّع هذه الفقرة العار وبحجج لا حصر لها شبع منها المتقاعدون سنوات تمدّد تقاعسهم المبيّت فيها بالتسويف والمماطلات والجرّ والعرّ لتنطلي أخيراً على المطالبين بإلغاء تقاعد البرلمانيّين! .. أمّا بالنسبة لاعتبار من يريد تحرير بلده , إن صحّ ذلك افتراضاً , خدمة جهاديّة لبلع حصّة ماليّة هي ليست له , نقول له : هل هو منّة على البلد منك أم هو لأجل خدمات تقاعديّة وجودكم في أوروبّا وأميركا وكندا واستراليا فررتوا من خدمة بلدكم العسكريّة فاستقبلكم الغرب بترحاب من قبل بلدان تعتبر بمثابة حلم وردي لشباب بلدانا لعالم الثالث!؟ .. ألستم أنتم الّذين انتشرت صورهم في الفضائيّات تُستقبلون في تلك البلدان المنعّمة يعودون فيفرضوكم “مجاهدين” يُقتطع من لقمة العراقيين الجائعين المحرومين من خيرات بلدهم تبلعوها من دون حتّى بسم الله الرحمن الرحيم؟ .. أليس الّذي يدّعونه اليوم جهاداً كان وقتها إرهاباً وفق القوانين الدوليّة على اعتبار العراق بلد مُعترف بحكومته اعترافاً عالميّاً بما فيها دولة أميركا نفسها في ذلك الوقت ؟ , في الوقت الّذي يعمل فيه اليوم عراقيّون شرفاء ويسعون منذ بداية الغزو ولغاية اليوم حقوقيّون وساسة ومواطنون ومثقّفون لتثبيت حقيقة قانونيّة ثابتة غير قابلة للتسويف مهما طال الزمن لا إعلاميّاً ولا دوليّاً والمطالبة بتفعيلها حول عدم شرعيّة هذه الحكومة أمام القانون الدوليّ علاوةً على تنافيها والشرائع السماويّة , خاصّةً وأنّ هذه الحكومة تشكّلت والاحتلال العسكري الاميركي كان لا زال قائماً وذلك مخالف قانونيّاً وعرفيّاً ودينيّاً وأخلاقيّاً , فالّذين يدّعون جهادهم خدمة لهم تضاف لتقاعدهم في الحقيقة هي وصمة عار واتّهام بالتآمر مع دول خارجيّة عقوبتها الاعدام في جميع دول العالم بما فيها الولايات المتّحدة , ومثل هذه الحقائق لا يمكن نسيانها لا قانونيّاً ولا اجتماعيّاً ولا وطنيّاً , فما أن تنجلي تبعات الاحتلال ووضع البلد بأيد أمينة حتّى تُتخذ الاجراءات القانونيّة بحقّ جميع من قدم مع المحتلّ أو حرّضه على احتلال بلده , ولنا اليوم في رئيس مصر السابق محمد مرسي عبرة لهؤلاء يُحاكم اليوم لمجرّد تهاتفه وهو رئيساً لمصر “ومنتخب بدون حراب اجنبيّة!” مع بلد لم يهضمه شعب مصر يوماً رغم وجود سفارة له في القاهرة ! , امّا ما نراه من استقبال دول عربيّة وغيرها لأعضاء هذه الحكومة المنتخبة تحت ضلّ احتلال وحراب وقمع عسكري عدواني , وما نشاهده لهم من تلك الدول من تلك الدول ودعوتهم لحضور مؤتمرات وما إلى ذلك , فإنّه يتمّ على مضض وبغير رضا منهم لكنّ الإرادة الأميركيّة هي من تفرض عليهم أن يقولوا للكلب “بوبي” ! .. وهنا لابدّ وان نحدّد أسباب وصول مثل هؤلاء يتحكّمون بأرزاق المواطنين وبرقابهم بسبب بعض من ابتلع قناعة غير حقيقيّة دعتهم لانتخاب مثل هؤلاء رغم عدم شرعيّة الانتخاب إذا ما أخذنا بجدّيّة القوانين الدوليّة والسماويّة ؛ إذ الذنب ليس ذنب من ذهب لصناديق الانتخابات إنّما الذنب ذنب الآباء المغفّلين الّذين سمحوا لأبنائهم “للزحف على الطريقة العاشورائيّة” إلى مراكز الاقتراع فانتخبوا لصوص محترفون .. يعني باختصار نقول : هل بعد كلّ الّذي ألحقه العراقيّون من هزائم بالجيش الأميركي بتضحيات لا مثيل لها وحطّموا آلته العسكريّة المخيفة أمام أنظار العالم أجمع وهو ينظر بذهول وعدم تصديق! وهم يرون هذا الغول الأسطوري يتهاوى على أرض شنعار “فضائيّة الزوراء على ما فيها من تحريض طائفي مقيت كان العرب يتابعونها بشغف وهي تعرض صور التدمير والتفجير بالآلة العسكريّة الأميركيّة ويتفاخرون وكذلك الكثير من الأوربيين في ذلك الوقت , فللأميركيين أعداء بكلّ مكان من العالم لأن جرائمها نشرتها في كلّ بقاع الأرض” فهل ستذهب كلّ تلك التضحيات يتركوها ل”الأبو حلك الجايف” يتنعمّ بخيرات العراق مثل طفل منغولي يعبث بلعب وحاجيات سقطت بين يديه صدفةّ يمنع بإصرار من يقترب منها اعتبرها خاصّته وحده ! .. هيهات منّا الذلّة , لبّيك يا حسين ..