17 نوفمبر، 2024 7:18 م
Search
Close this search box.

ترضية توافقية للعبيدي .. لامهزوم ولا منتصر

ترضية توافقية للعبيدي .. لامهزوم ولا منتصر

تفاقمت  ازمة الثقة بين اعضاء مجلس النواب  ووزير الدفاع العراقي خالد العبيدي  بعد فشل العبيدي في  تقديم ادلة دامغة  تعزز اتهاماته لرئيس وبعض اعضاء مجلس النواب .. وازدادت  الازمة بعد  اعتراف احد  شهود الاثبات  الذين قدمهم وزير الدفاع  العبيدي ” ان   شهادته جاءت في ضوء ضغوطات  خارجة عن ارادته ” .. هذا في وقت  بدأ بعض اعضاء مجلس النواب جمع  تواقيع من كتل سياسية مختلفة للمطالبة باقالة  وزير الدفاع خالد العبيدي من منصبه  بعد يوم واحد من تصويت المجلس بالاغلبية ” بعدم قناعته باجابات الوزير الخاصة باسئلة الاستجواب”  ..  ورغم  اجماع غالبية اعضاء مجلس النواب  على ادانة وزير الدفاع  في الجلسة القادمة للمجلس الا ان العبيدي الذي وقع في  نفق مظلم يواصل العمل للبحث عن الصندوق الاسود  الذي يعزز اتهاماته وفي حال العثور عليه سيقلب الطاولة  بالاتجاه الذي  يعزز موقفه .. ووسط هذه الاجواء المشحونة  بات الموقف اكثر تعقيدا  خاصة وان  العثور على الصندوق  الاسود باتت  عملية صعبة  وتدخل في دائرة المساومات  التي تجري حاليا تحت الطاولة  وفق مبدأ ” عفا الله عما سلف ”  ذلك الشعار الذي  اطلقه الزعيم عبد الكريم قاسم  كواقع حال بعد تعرضه لمحاولة اغتيال وسط شارع الرشيد من قبل عناصر تنتمي الى حزب البعث.. ورغم ان كل المؤشرات تؤكد ان وزير الدفاع العبيدي سيخرج خاسرا من هذه المواجهة   وقد يفقد منصبه  بعد ان رد  القضاء العراقي اتهاماته واعتبرها  ادانات لاتستند على ادله  ثبوتية .. الا ان البحث مازال جاريا  عن الصندوق الاسود  لاثبات صحة ما ورد  خلال استجوابه من اتهامات  رغم ان القضاء العراقي  لايعترف بالصناديق ذات الالوان الرمادية وحتى اللون البمبي ..وانتهى الفصل الاول من المسرحية لكن الفصول الاخرى ما زالت في طور الاعداد والتهيء  لانهاء فصول  مملة  باتت تؤرق مضاجع العراقيين  لايجاد مخرج للفوضى الخلاقة التي تواجه الاقتصاد العراقي المتدهور نتيجة عمليات الفساد المستشرية داخل  اجهزة الدولة ومنها وزارة الدفاع  ورغم  خطورة الموقف الذي يواجهه العبيدي  وعزم واصرار بعض النواب  لايجاد المبرر   لازاحته من الوزارة الا  ان الوزير الذي فجر القنبلة مع سبق الاصرار والترصد مازال  مصرا على موقفه  ويأمل ان يخرج من  حملة المواجهة  منتصرا بعد ان كسب رضا الشعب واعجابه بصراحته وجرأته في كشف ملفات  خطيرة  تشمل عمليات فساد  مازالت مبهمة حيث ان مجرد اثارتها  كان بمثابة عملية في غاية الخطورة  فتحت ابواب نار جهنم  على الخصوم.. وايا كانت  القرارات التي سيتخذها مجلس النواب بحق وزير الدفاع  وما بدر منه من اتهامات  سواء كانت سلبية او ايجابية فان المنصب الذي يشغله سيكون معرضا للاهتزاز  خاصة وانه جاء وفق نظام المحاصصة  وليس الكفاءة ..   لكن  ما كشفه العبيدي وفي كل الاعتبارات  يعتبر انتصارا للجماهير المتحفزة للانقضاض على  الفاسدين ايا كانت مناصبهم .. ولو تتبعنا سيرة  وزير الدفاع خالد العبيدي ومنذ توليه  المنصب فلن نجد فيه  اي مثلبة او اتهام بالفساد  لكن المناوئين له  يسجلون عليه مثلبة واحدة هي عدم اثارته  او كشفه ملفات فساد وقعت  في وزارته خلال فترات سابقة  من توليه الوزارة ويعتبر المناوئين له عملية عدم اثارة مثل هذه الملفات  في  اوقات سابقة عملية تستر  للفساد والمفسدين.
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم يكشف الوزير عن أسماء هؤلاء المنتفعين اذا كانت لديه ادلة دامغة تؤيد ما  ذهب  اليه من اتهامات ..   فمن حق الشعب العراقي أن يعرف كل الجهات التي استفادت من وزارة الدفاع العراقية. ونقول هنا إذا قام الوزير بالكشف عن تلك الأسماء  بغض النظر عن انتمائاتها الفئوية يعتبر رجلاً شجاعاً لأنه في هذه الحاله سيكشف ماله وما عليه.  أما إذا أصر على عدم التطرق إلى أسمائهم  وقتها يفهم  ان الزوبعة التي أحدثها في أثناء جلسة الاستجواب عبارة عن تصفية حسابات بين كتلته وكتلة سياسة أخرى  وربما تفهم أيضاً تصفية حسابات نيابة عن واجهات سياسة أخرى ..
ويعتبر  خالد العبيدي من الشخصيات  العسكرية  التي يشهد لها بالكفائة  المهنية  .. ولكي تحظى التهم التي وجهها لبعض اعضاء مجلس النواب بالمصداقية لابد ان يمتلك الوزير تسجيلات وشهود يؤكدون صحة التهم  وهو امر يثلج قلوب كل العراقيين الذين سأموا التستر على عمليات الفساد التي انهكت ميزانية العراق  ان صحت تلك التهم .. اما اذا كانت هذه التهم مجرد افتراءات فستكون انعكاساتها  وخيمة على الوزير .. وفي كل الاعتبارات  والتوقعات فان  العبيدي سيخرج سالما من هذه المواجهة  ولن يطاله عقاب قانوني  بحسب التوقعات لكنه سيفقد  منصبه كوزير للدفاع ..  ولحفظ ماء الوجه  واكراما لدوره في المعارك التي جرت مع داعش من المحتمل  بحسب التكهنات ان يتم تكليفه  بمهام اخرى  والاحتمال الاكثر ترجيحا تكليفه  بمهام محافظ نينوى حيث ان العبيدي يمتلك معلومات عسكرية هي في غاية الاهمية عن استعدادات الجيش العراقي لخوض معركة تحرير الموصل ووجوده  قرب  الموصل بهذا المنصب سيشكل دعما للجيش لتنسيق عمله في التعامل مع الحدث ميدانيا وخاصة ان المحافظة وبحسب التوقعات ستشهد اكبر عملية نزوج  للسكان ..  .. وان صحت هذه الرواية فهي ترضية  توافقية  يخرج منها كل الخصوم لامهزوم ولا منتصر .. ونقولها  ونرددها صباح مساء ” يارب سترك ”   

أحدث المقالات