19 ديسمبر، 2024 2:54 ص

تربية الطفل عند اهل البيت عليهم السلام

تربية الطفل عند اهل البيت عليهم السلام

يعتبر الطفل كائنا اجتماعيا منذ اول ايام حياته ,وهو يتاثر بمحيطه الاجتماعي :التربوي والنفسي ابتداءا بالتاثر بوالديه , ومراحل التربية الاولى تؤثر على جميع مراحل حياته ,فانساق النمو وانواع التعلم والوان التكيف التي تمر عليه او يتعرض لها يمتد اثرها الى مجمل حياته المقبلة , ومرحلة الطفولة هي مرحلة الاعداد للحياة , بل هي الحياة في دورها المتكامل .
ومرحلة الطفولة هي المرحلة التي يكتسب خلالها الانسان انماطا سلوكية واوضاعا نفسية تمكنه من مواجهة الحياة بكل ابعادها وبجميع الوانها وهي المرحلة التي تنمو فيها قابليات الطفل اللغوية والعقلية والاجتماعية , وهي مرحلة تشكيل البناء النفسي الذي تقوم عليه اعمدة الصحة النفسية والخلقية , ولهذا تتطلب هذه المرحلة من الوالدين ابداء عناية خاصة في التربية والاعداد .
والتربية في مرحلة الطفولة لها اهميتها في تنشئة العنصر الانساني , وهي التي تحدد معالم ومقومات شخصية انسان المستقبل , وتبقى اثارها الايجابية او السلبية ممتدة مع جميع مراحل النمو والتكوين , وحول ذلك ورد في الشعر المنسوب الى امير المؤمنين (عليه السلام ) :
حرض بنيك على الاداب في الصغر……. كيما تقر بهم عيناك في الكبر
وانما مثل الاداب تجمعها ………………في عنفوان الصبا كالنقش في الحجر
فالتربية اذن في عهد الطفولة تمتد اثارها الى مراحل العمر المتاخرة وقد عبر عنها (عليه السلام )بالنقش في الحجر .
واعتبر التقدم او النمو التربوي والخلقي في مرحلة الكبر متوقفا على مرحلة الصغر والطفولة فقال (عليه السلام )من لم يتعلم في الصغر لم يتقدم في الكبر.
ومثل (عليه السلام )قلب الحدث وهو الطفولة بالارض الخالية التي تتقبل ما القي فيها ,حيث ان الطفل يتفاعل مع اي منهج تربوي يقدم اليه ,وهو الذي يحدد مسيرته المستقبلية فكريا وعاطفيا وسلوكيا .
ان من ابرز مظاهر التركيز على .
.مرحلة الطفولة في المهج التربوي عند اهل البيت والتي يجب اتباعها حرفيا للوصول بالطفل الى ان يكون مثالا للانسان المتقبلي الناجح :
المبادرة الى التعليم
ان من خصائص حملة العلم هي القدرة على ادراك الحقائق والمواقف وسير الاحداث ,والقدرة على التشخيص في حال ارتباك المفاهيم والقيم , والقدرة على استخلاص العبر والدروس وراء الاحداث والمواقف ’فلا يلتبس عليهم امر من الامور ,ولا تتارجح عندهم الاراء والتصورات , وهم قادرون على تشخيص المصالح والمفاسد القائمة في النفس والمجتمع وفي الحياة .
وبالعلم يتفتح الذهن للنظر في الكون والحياة ,ويصل الى معرفة المجاهيل والى تمييز الحسن من القبيح في الافكار والعواطف والممارسات .
والدعوة الى العلم من اساسيات المنهج الاسلامي الذي ارسى اركانه رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم )واهل بيته الكرام ,واحاديث اهل البيت (عليهم السلام )حافلة بمقومات التعقل والتدبر وادراك الحقائق والاحداث واستخلاص العبر والدروس , واهم مظاهر ومقومات العلم والتعلم المانعة من الجنوح والانحراف هي التمييز بين الصلاح والفساد ,وتشخيص منافع الاستقامة ومثلبي الانحراف .
والتعليم والتعلم ضروري للانسان في جميع مراحل الحياة ابتداءا من مرحلة الطفولة , وهي افضل مرحلة للمبادرة الى التعليم , لنضوج القوى العقلية وللرغبة الذاتية في اكتساب المهارات العلمية في مختلف شؤون المعرفة .
والطفل في هذه المرحلة لديه الاستعداد التام لحفظ مايلقى على مسامعه . والتعليم في هذه المرحلة يساعد على رسوخ المعلومات في ذهنه وبقائها محفوظة في الذاكرة .
وتعليم الطفل حق من حقوقه وواجب من الواجبات الملقاة على عاتق الوالدين وكما ورد في حديث الامام زين العابدين (عليه السلام )( واما حق الصغير فرحمته وتثقيفه وتعليمه والعفو عنه والستر عليه والرفق به ).
لنا عودة لتكملة الموضوع تباعا ان شاء الله .

أحدث المقالات

أحدث المقالات