23 ديسمبر، 2024 10:58 ص

عندما اوعزت ايران لاتباعها في العراق بتشكيل فصائل مسلحة خارج الدولة (مليشيات) بتسميات دينية و لاغراض سياسية ، استبشر الكثير من مغرري شعبنا خيرا و دعموا ذلك جماهيريا و دينيا و مرجعيا بشدة ، و كان الحماس لهم منقطع النظير ، و المسوّغ ان تلك البؤر العسكرية الموجهة سوف تبني مجدا لمسحوقين و تحارب المحتلين و تحمي المستضعفين .
فاتهم ماوراء ذلك من اغراض للعدو المتلبس بثياب صديق “بل شقيق”
فأمريكا كان يمكن لها سحقها تماما ولكن لم تفعل و ايران كان يمكن ان توقفها بعد (المهمة الشكلية) التي قاموا بها بقتال المحتل مستعينين بالصادقين من الرجال من كل طوائف العراق الذين راوا في جهاد المحتل رفعة في الدنيا و ثوابا في الاخرة .
لكن سرعان ما انقلبت تلك الافاعي بعد ان كبرت لتبدأ بالانفلات جزئيا من التوجيه و بدأت تهاجم ابناء الوطن الواحد و تنهش لحومهم ، فتعالت بعض الاصوات ان اقطعوا رؤوسها فقد بدات تؤذي اخوتنا و تفرق شمل بلدنا ،! لكن لامجيب (و قليلا مايسمعون) و استمر البعض يدعمهم جماهيرا مأخوذا بحماس الحكم المسلوب و الثأر المطلوب و الحق المغلوب .
فلا زال ممول تربية الافاعي و جالبها الاول يغذي هذه الفكرة و يجد اذانا تصغي اليه ، و رجالا “عبيد النفوس” بل و امهات عجائز و اباء شيوخ ادخل عليهم الجهل و “الخرافة الموروثة “و التجهيل المتعمد” حكايات سوغت لهم تعميد ابنائهم ليكونوا وقود محرقة لا منفعة لهم فيها، و تسمين افاعٍ ليس لهم من وراءها الا الفقر و جلب النحس للدار و ترويع الاطفال الابرياء الذين نشأوا معها و تعايشوا ظنا انها مما يؤمن له في جنبات الحي .
و لما انتهى قتال المحتل ثم استنزفت دماء و جلود جيران الحي الواحد ، و قد كبرت تلك الافاعي و تضخمت ، لم يعد امامها -بطبيعتها و غريزتها العمياء المتوحشة- الا ابتلاع ابناء الدار و مربيها .
و هذا مايحصل اليوم .
الصور من فديو التقط لميلشيات في الجنوب تسلّب اهل الجنوب و تسيمهم الخسف و تفرض أتاوات ، و هم يستصرخون مستغيثين باخوانهم من الوطن الواحد “ندماً”، و قد لاقوا الذي لاقى مجير ام عامرِ
أدام لها لما استجارت بقربه
طعاما والقاح اللبان الدرائرِ
و أسمنها حتى اذا ماتكاملت
فرته بأنياب لها و أظافر