22 نوفمبر، 2024 1:55 م
Search
Close this search box.

تربويون تحت التهديد !

لا أعتقد ان ثمة دولة في العالم لاتهتم بنظامها التربوي مثل دولتنا الرشيدة الموغلة في الأساءة الى هذا النظام الذي يعد اللبنة الأساسية لرقي الشعوب والدول المحترمة التي تحرص على بناء الإنسان الصالح والمنتج ؛
النظام التربوي يرتكز على ثلاث ركائز مهمة هي المعلم والمنهج والتلميذ وبفقدان أية ركيزة من هذه الركائز ستؤدي الى فشل هذا النظام ؛ لذلك كان صدام حسين بارعا في تحطيم هذه الركائز حيث قام بتحويل المناهج الدراسية الى أشعار تتغنى بفروسيته وحروبه الكارثية وتستعرض صوره فضلا عن ترويجه لمفاهيم تتعارض مع التعددية والديمقراطية وترسخ مفاهيم الدكتاتورية والولاء للقائد الضرورة الواحد الأوحد !
أما إساءاته للمعلمين فهي كارثية بإمتياز حيث قام بتحويل المعلم الى مادة للسخرية نتيجة محاربته برزقه حيث جعل راتبه لايساوي ثلاثة دولارات وهذا ما جعل المعلم يضطر للعمل بأعمال أخرى بعيدة كل البعد عن إختصاصه و هدفه الإنساني النبيل !
أما التلميذ فهو الآخر قد حرم من الراعية التربوية نتيجة لظروف الحصار الإقتصادي واضطراره الى ترك المدرسة والالتحاق بالأسواق والمهن التي تتعارض مع حقوق الأطفال !
هذه الإساءات الممنهجة بحق التربية العراقية ساهمت بولادة جيل أمي إنعكس سلبا على المجتمع العراقي لازلنا ندفع ضريبته
فرح المعلمون بسقوط النظام البعثي الذي حاربهم طيلة سنوات حكمه الا ان هذه الفرحة لم تدم طويلا لأن النظام الجديد لم ينصفهم لابل تعامل معهم بأساليب لاتختلف كثيرا عن الأساليب السابقة صحيح ان الوضع الإقتصادي للمعلمين قد تحسن نوعا ما لكن الدولة لم توفر لهم الحماية الكافية التي تؤهلهم للقيام بعملهم
أما مجلس النواب فهو الآخر لم يناقش قوانين تصب بمصلحة المعلمين مثلما ناقش قوانين اخرى لبقية القطاعات العاملة في الدولة
العلامة الفارقة التي ميزت النظام الجديد هو الفشل الذريع الذي منيت به وزارة التربية حيث كانت هذه الوزارة اكثر فشلا من بقية الوزارات فهي لم توفر الأبنية المدرسية الكافية حيث انتشرت ظاهرة الدوام الثلاثي والرباعي في المدرسة الواحدة فضلا عن انتشار المدارس الطينية ! وقد شهد هذا العام مشهدا تربويا بائسا حيث لم توفر الوزارة الكتب المدرسية للتلاميذ ولم تتمكن من طباعة مناهج علمية رصينة تتماشى مع قدرات التلاميذ
هذه الممارسات التي مارسها النظام الجديد بحق النظام التربوي ساهمت الى حد كبير في زيادة حالات الإعتداءات المتكررة بحق المعلمين وآخرها ماتعرضت له مديرة مدرسة في محافظة ذي قار ؛
ماكان لهذه الحادثة ان ترى النور ويسلط عليها الضوء لولا تواجد كثرة الشهود أثناء وقوع الحادثة ؛ أما حالات التهديد والوعيد التي يتعرض لها المعلمون من قبل أولياء الأمور من المتنفذين في الدولة وغيرهم فهي بالآلاف لكنها تبقى طي الكتمان لعدم وجود قوة حقيقية قادرة على انصاف المعلمين ومستعمدة لسماع مطالبهم
هذه الإعتداءات سوف تتكرر طالما هناك دولة ضعيفة لاتهتم بنظامها التربوي ولاتسهام في حماية المعلمين .
[email protected]

أحدث المقالات