19 ديسمبر، 2024 2:20 ص

ترايوفرينيا السلوك السياسي

ترايوفرينيا السلوك السياسي

نسمع غالبا بمصطلحات يتداولها الاطباء النفسانيين وعلماء السلوك والاجتماع مثل التوحد الذي يمثل حالة من انعزال الفرد عن المجتمع والعائلة والعيش في عالم خاص يخلقه المريض المتوحد لنفسه ,ونتداول مصطلح الفصاميه او الشيزوفرينيا للشخص الذي  يبدي سلوكية غير متناغمه مع الفئة العمرية له مع اصطحاب  بعض السلوكيات الطفوليه يرافقها نوبات حادة من اوهام حسية اوجسدية يعانيها الشخص الفصامي مع مايصاحبها من نوبات تجمد الحركة والاخطر من ذلك  كله ان الشخص الفصامي يدرك سوء حالته النفسية  فيغلفها اما  باحساس البارانويا(الاحساس بالضعة) اوباحساس العظمة والتعالي على الاخرين ليغطي مركبات نقصه فتراه كثير  التباهي صعب المراس عنيد مع تحسسه من اي حديث يدور بين الاخرين ظنا منه انه هو المستهدف بكلامهم ولايقبل الراي الاخر وان كان صحيحا  وغير  ذلك من المواصفات السلوكية المرضية,اما الازدواجية فهو مانسميه بالمصطلح السياسي الكيل بمكيالين اومن ياتي هؤلاء بوجه واولئك بوجه اخر او من مكبله يخالف مبطنه بالمعنى الدارج  وما اكثر وجودهم في مجتمعنا ….مااريد سوقه اليوم هو مصطلح الترايوفرينيا الذي اجده ملائما جدا من الناحية العلمية واللغوية لوصف ظاهرة سلوكية تتفشى بمجتمعنا العراقي بصورة عامة والمجتمع السياسي بصورة خاصة.
الترايوفرينيا هو مصطلح سلوكي للشخصية ثلاثية الابعاد احاول جاهدا  ان اكتب الكثير عنه مستقبلا لحاجة الدراسات السلوكيه اليه من غير ادعاء الريادة لكني لم  اجد ما يوازيه في تفسير مظاهر السلوك البشري في الدراسات النفسية والاجتماعيه
الشخص الترايوفريني يتعامل مع القوانين والعرف العام بغاية الطاعة والالتزام سواء بالممارسه او بمايصرح به لعموم المجتمع او عند تعامله مع القوانين,لكنه يخالف كل هذه المضامين العامة عندما يختلي لاسرته او طائفته او حزبه خصوصا حينما تكون افكار ومعتقدات طائفته الخاصه غير متناغمه في الجزء اوالكل مع القوانين  والاعراف  اذا لابد له من اظهار الخلاف لكل القوانين  او كل ماترفضه طائفته لارضائها رغبة في التعايش معهم دون خلافات ,,, اما  اذا اختلى الى نفسه فلا قوانين ولااعراف  ولا نمط فكر عائلي او طائفي سيحكمه او يتمسك به  انه فقط ذاته والانا العليا له ستوجهه بما لديها من تراكمات الرغبات الشخصية والشهوية ومركبات النقص والحرمان.. وسيحاول ان يحمي سلوكه الثالث بكل ما اوتي من سرية واسلحة رياء  ودهاء ليحقق ذاته الثالثة الخاصة به
وفي مجتمعات  متدينه متعددة الاعراق والطوائف عندما يهمل المشرع المحدث الواضع للقوانين العمق التاريخي للامة والعقيدة الدينية  المتاصلة فيها ويترك المفاصل الحرجة في التشريع لنهايات سائبة دون ان تتناغم مع اعراف الامة الدينية  والاجتماعية فانه يزرع الفصامية  في سلوك الامة تجاه القوانين الوضعية فاذا تعددت طوائف الامة  تجاه نفس عقائدها الدينية والتاريخية  انفصم سلوك الفرد بين القوانين العامة واعراف المجتمع  ثم عقيدة الطائفة الخاصة   فاذا اضفنا الى  ذلك الحرمان والكبت الاجتماعي للفرد ونضرته الخاصة المختلفة عن كل مايدور حوله   نكون قد زرعنا بذرات الترايوفرينيا   فان كان الفرد يتصرف بشكل احترازي تجاه كل مايدور حوله رعاية لمصالحه الخاصة دون  ان يعترض عليه القانون او العائله او الطائفة  ويحتفظ لنفسه حق التصرف على راحته عند غياب الرقيب تكون عند ذلك قد تحققت هنا الشخصية الترايوفرينية ثلاثية الابعاد
نظرة عامة الى سلوكيات السياسين العراقيين واشارة الى ماذكرته اعلاه ستكتشفون كم من سياسي يملأ الدنيا والفضائيات صراخا بمثالياته في احترام الدستور ونبذ الطائفية والعرقية وتغليب مصلحة الوطن والمواطن وحقوق الانسان فوق كل شيء لكنهم اذا خلوا الى احزابهم او قل شياطينهم تنادوا بالطائفية وتغليب مصلحة الحزب والطائفة  اولا والمراوغة مع الاخرين للحصول على اعلى المكاسب.ثم ان احدهم اذا خلا الى نفسه لم يعد يفكر ويعمل الا من اجل مصلحته ومنصبه وارصدته السياسية والماليه والمنافع الشخصية ضاربا عرض الحائط الوطن والمثل وحتى رفاق النضال ….انها الترايوفرينيا السياسية التي   يعاني منها كل السياسيون العراقيون انهم امام القانون شكل وامام احزابهم وطوائفهم شكل  والله وحده  يعلم اي شكل هم في بواطنهم..

أحدث المقالات

أحدث المقالات